أريد أن أضحك

 

بعد اكثر من عشرين عاما من العمل السياسي في المعارضة و الحكومة، يخرج الان من يصك على اسنانه و يتلعب بجفونه بين الخزر و تمثيل الانفعال لكي يقال عنه انه فحل! الان وبعد كل الشواكيش التي ضربت على هاماتنا، تذكرت جملة غاية في الكوميديا قالها الاخ سلام ملا عبدالله محافظ سابق للسليمانية يوم اراد احدهم ان يساوي بينه وبين كاك سلام، متجاوزا امتحان المعارضة، حيث خاطب من لا اريد ذكر اسمه حتى لا اوسخ اصابعي وذاكرتي ولا عيونكم بأسمه: اخ سلام لا فرق بيننا.

 

اجابه كاك سلام: الفرق كبير جدا، انا كنت اعاني ثلج الجبال، وانت بعثي تعاني حر اليمن!. لست انزه كل معارض، ولست اتهم الاخرين، لكن المعارض معارض ومحترم الا اذا تعمد ان يقلل احترامه واحترامنا و الناس له، فيما الذين يشتمون بنا ولازالوا فقط لانهم جبنوا فأصروا على صوابهم و خطأنا في اننا فارقنا وجوههم اللافليحة، فاولئك لهم منا كل جلدي في الارجل وبكل الالوان.

 

اسوق الكلمات وانا اضحك من نماذج ربما لم تكتشوفها بعد، فلقد رأيت كيف اصبح الرياضي الشبعان من عدي صدام حسين، رجلا يبكي في العاشر من محرم، بعد ان كان يسكر في نفس التاريخ على مائدة الاستاذ!.رأيت من انتفع بحكم عمله الامني، وقد تحول الى شيخ يعقد القران بعد راحة من حلاقة الذقن، فرضتها اوضاع مابعد 2003!.

 

رأيت الطبيب الذي الان فقط قرر وقد قارب الستين من عمره ان ينخرط في حزب سياسي” والله معقوله على الاقل قبيل اقرار قانون للاحزاب”!

 

رايت كيف يكبر الانسان بجسمه من كثرة الخبز و اللحم، وكيف يضمر دماغه من جراء عمليات الغسل الذاتية للعقل!

 

رأيت كيف تختزل الحياة بكذبات لا مقطوعة ولا مننوعة على ما يبدو، من اجل تغيير الجلد كل اشهر، من رفيق خائف يكتب التقارير الى مضطهد مظلوم يبحث عن مظلومين ليواصل الكتابة عنهم!

 

ارتباك الحال ليس مستغربا ابدا، والسر ليس خطيرا ان عرفه الانسان، فألانسان لا ينقل قانونا ملكية لأحد الا اذا كانت ملكه، واكثر الجماعة لا يملكون الا السوء، وبالتالي لا ينقلون الا السوء.

 

لكن بعض سوئهم مضحك، فسيدة قاربت السبعين تريد الفوز في كل حوار و فعل سواء كان صحيحا ام تجاوزا، وتظهر لك اهتمامها بما يحدث في كوبا، غير انها تتسبب في مشاكل في بيوت الاخرين!

 

عميد بكلية محترمة، يصر على انه معارض رغم ان خط يديه لازال على ورق معنون لسكرتير صدام قبل اشهر من الاطاحة بصدام، حيث يستجديه ان يكون جاسوسا علينا!

 

ارجو من كل قارئ ان يتأمل فيمن حوله جيدا و ان يختزن في ذاكرته ما يمكن ان يزيد كميات الضحك، فالضحك لا يقصر العمر، بل يجعله اطول ليزيد معه هم مجاورة الكثير من اشكال الفترة الحالية، والتي مصلها الضحك!