غرندايزر حفظه الله

 

 

والله لا اتهكم، ولكني اتقطر ألماً.

 

عندما يعلق عمل فني في الذاكرة وتشاهده في مراحل حياتية مختلفة، فانه يدفعك للمقارنة بين ما حصل من تبدلات وكيف كانت حياتك وكيف نمت واين هي والى اين؟.

 

من حرب الخليج الاولى فالثانية فالثالثة فالسقوط فالطائفية فالسخافة فداعش فالغنى فالخوف فالترقب فالتقدم بالعمر فالخسارات الكثيرة فالربح اليكاد ينعدم فالراحة التي ماعادت الا تستجدى فالنمو السرطاني لكل المشوهين ممن حولنا من دعاة الباطل، ولك ان تظيف “فاءات” بحسب ما تشعر، كلها تستوقفنا اذا وقعت العين على شيء من ماض يبدو الحاضر فيه قاسيا مؤلما وبلا جدوى.

 

يا اخوان الى الان لم نات بمعجزة ولا اقل منها، نعم قد نبدو وعذرا كالثور الذي ركز قرنيه في الارض لكنه نسي انه يعين على نفسه بالذبح!

 

من زمن طويل وانا اتساءل لم خصنا الله بعدد كبير من الانبياء؟

 

هي رحمة بالتأكيد ولكنها اشارة على اننا لا نكتفي بنصح من واحد، لا بل نتعمد الخطأ وتحلو لنا الخطيئة” باعتبار ان لا احد خرج من قبره وعليه اثار العذاب”!

 

المهم الله كريم.

 

بالعودة لكارتون  مغامرات الفضاء في الثمانينات، تجد فكرة لا تخلو من تأمل تداعب مخيلة الاطفال عن بطل من خارج الارض وعدو طامع، وكيف يتقبل سكان الكوكب مساعدته في حرب البقاء وهي حرب تفترضها عقول تعكس خوف الانسان الفطري من المستقبل وتحدياته.

 

لم يعرض الكارتون دين البطل الذي كان يبدو كشخص خارقا ومتقدما على بقية سكان الارض، لكنه اظهره يحن الى ارض يعم فيها السلام ومزرعة يمارس فيها عمل الانسان الاول في الزراعة ورعي الحيوان!.

 

في الدبلجة العربية للكارتون اياه، جو من حماسة تناغمت واجواء الحرب الاولى، واذكر ان اقنعة كارتونية بيعت في الاسواق لسنوات تحمل وجوه ابطال المسلسل لتكتمل ايحاءاته وتأثيره على عقول نقيه للتو تتشذب وتتوجه.

 

بعد سنوات من ذلك الوقت الذي سيقترب من نهاية العقد الرابع اذا كتبت لنا ولكم النجاة، فأن حفيدا لنا قد يشاهد ما كان جده يشاهده من كارتون، وستكون هذه علامة معلمة في العراق ان يشاهد الجد و الابن و الحفيد نفس العمل، بأعتبار ان عمليات القتل في الحروب تنشر اليتم مثلما كان فلاحنا “ايام كان لنا فلاح” ينشر البذار!

 

بالتاكيد لم يتغير شيء من العمل الفني، الا تبدل حجم تأثيره على العقل و فرز و الضحك على ايماننا ايام صغرنا بان ما نشاهده حقيقة و ليس خيال، اقول ان الذي تغير ايضا هو احترمنا الذي زاد لعقول فنية تعرف كيف تحول فكرها الى نتاج تحتاجه العيون و العقول الصغيرة لكي تشعر بمعنى العمر وتقسيماته و نموه.

 

وللضحك المكتوم ايضا، فان دوق فليد او دايسكي” الاسم الحركي” بالمناسبة نحن ايضا حملنا اسماء حركية، لكننا لم نرد ان نفهم ان الارض هي كوكب صغير وحلم كبير تحتاج لابطال يدافعون عنها.

 

حفظ الله دايسكي و غرندايزر للارض.