السياسة والمعلم والتلميذ

 

قرأنا وسمعنا من السياسيين أنفسهم  ولا نزال أن العلاقة بين الشعب والسياسي ، هي علاقة المعلم بالتلميذ، أي أن السياسيين يتعلمون من الشعب ، وهذا يعني أيضا أن الشعب يتقدم عليهم … ولا يمكن أن يتغير ذلك  بين يوم وليلة …  تلك معادلة ثابتة لا يمكن أن تختل في يوم ما ، وقاعدة سياسية لا تتغير خاصة عند الشعوب الحية ، والشعب العراقي من بينها، لان جذره الحضاري ممتد في اعماق التاريخ والارض ، وكان إنموذجا وقدوة في التمسك بالثوابت ..

 

ولكن اذا ما حصل إختلال في تلك القاعدة ، فليس السبب المعلم ، لأنه يعرف مهمته جيدا ، وزادته التجربة خبرة وكفاءة ، وإنما التلميذ ، الذي لم يعد يستوعب الدرس  من معلمه بسبب تغير المناهج  عليه ، لاغراض خاصة جاء بها  الاحتلال..

 

فليس من المعقول أن تغير المعلم  سنوات قليلة جدا لا تشكل شيئا في عمر الشعب ، وتجعل منه  يتصرف على أساس طائفي ، بين مكوناته المتداخلة في نسيج متشابك يصعب تمزيقه على أي أساس خارج طبيعته  ..

 

وقد إعترف أحد السياسيين  متأخرا ،  بعد ان نزف العراق دما والما ( بانهم  مسؤولون عما حصل في العراق ) وما قاله يعد وثيقة تاريخية بحق الشعب وإصالته ، وثبات المعلم على مبادئه ،  فيما قال أخر( بان السياسيين هم من صنع الطائفية في المجتمع ) ، بينما إتهم  أخر ( الطبقة السياسة بالفساد الذي حرق العراق ) على حد تعبيره …

 

وجاء هذا الاعتراف مترافقا مع ما اعلنته منظمة الشفافية الدولية من أن العراق ضمن الدول العشر الاكثر فسادا عام 2015، حيث جاء في المركز 161 ضمن 167 دولة شملها تقريرها..

 

وأخطر ما جاء به الاحتلال تقسيم البلاد على اساس المكونات ، عندما جعل المحاصصة وليس المواطنة ، أساس العملية السياسية ، وقد شجع ذلك البعض على المطالبة بانشاء اقاليم تأخذ منحى طائفيا ، بحجة انها لا تخالف الدستور …

 

والغرابة في الأمر أن السياسيين  وهم يلعنون المحاصصة  ، يتمسكون بها ، ولا يقبلون المساس ( بحصصهم ) منها .. وبسبب ذلك غابت المواطنة ، وراجت مصطلحات غريبة على الشعب العراقي ، على غرار التجزئة والاقليم والمناطقية  والنزعة الذاتية في النظر الى ما تجود به هذه المنطقة او تلك من خيرات وكأنها هبة الله لها وحدها وليس للعراق كله ..

 

فهل تعلموا تلك الظواهر الغريبة على يد المعلم الأصيل – الشعب ، أم كانت من أهداف الاحتلال البغيض ..؟..

 

ويبقى الشعب دائما هو المعلم الاول ، والملهم ، ومصدر السلطة ، وموطن القوة  ،  وهو الباقي ، واحترام ارادته  فرض وواجب ، ويتقدم على السياسيين ، ولن يتخلى عن ثوابته الوطنية تحت كل الظروف ،..

 

 والاعتراف سيد الادلة ..

 

{{{{{{

 

كلام مفيد :

 

لو سكت الجاهل ما اختلف الناس …. الامام علي ابن ابي طالب ( ع ) ..