لقد أشرت بالرأي

 

من المبادئ الثابتة في الرسالة المحمدية ممارسة الشورى أو ما يعرف اليوم بالديمقراطية حيثُ جاء في القرآن الكريم الآية (وأمرهم شورى بينهم) (الشورى – 38) و (شاورهم في الأمر) (آل عمران – 159) حيث حددت هذه الآيات أسلوب وموضوع ممارسة هذا المبدأ الذي يقوم على التشاور بين الناس دون تمييز حيث أن الضمير (هم) يعني كل الناس وليس نوعاً معيناً منهم لأنه جاء مطلقاً والضمير (هُم) يعود على الجميع لا تخصص فيه ولا تعيين .

 

حيث أكدت هذه الآيات على أن ما يخص الناس وحياتهم يجب أن يكون شورى بينهم نظرياً وعملياً لا مجرد كتابات وشعارات تُكتب في المؤتمرات وقاعات الاجتماعات ويعمل على خلافها وراء الكواليس والغرف المغلقة كما نراها اليوم في ممارسات رجال السلطة التي تخالف هذا المبدأ  لقد أمر الرسول (ص) بالمشورة حين نزل يوم بدر منزلاً رآه (الحباب بن المنذر) غير مناسب .

 

فسأل الرسولُ (ص) أمنزل  أنزلك الله ليس لنا أن نتقدم ولا نتأخر . أم هو الرأي والحرب والمكيدة .

 

فأجاب الرسول (ص) : إنما هو الرأي والحرب والمكيدة . فأشار الحباب بالنزول حول الماء حتى يشرب المسلمون ولا يشرب أعداءهم.

 

فقال الرسولُ (ص) : (لقد أشرتَ بالرأي)  لم يغضب الرسول ولم يصر على رأيه حيث قبل المشورة راضياً دون أن يتردد .

 

ألم يقل الرسولُ (ص) لأبي بكر وعمر (رض) : (لو اجتمعنا في مشورة ما خالفتكما). إنّ الأمثلة كثيرة تدل بوضوح وموضوعية إنّ الرسول (ص) يعملُ بمبدأ الشورى عكس ما نراه اليوم عند أدعياء السياسة الذين يستخدمون الدينَ لقمع الرأي والاجتهاد  وديمقراطية محمد (ص).