القـتل الـرحيم

 

تعددت اساليب القتل لدى الدواعش .. فهم يسعون بشكل مستمر لابتكار طرق غير معروفة وغريبة جداً وغير منظورة .. وهذا التوجه جزء من الدعاية والترهيب الذي يستخدمه التنظيم كحرب نفسية ضد معارضيه ومناهضيه ورافضي افكاره .. وهو في كل مرة يطلع علينا ببدعة جديدة في عمليات القتل البشع حيث لا يؤمن بالقتل الرحيم ، مع اشكالية هذا المصطلح .. فمرة يقتل ضحاياه بالسيف واخرى ينحرهم بالسكين وثالثة رمياً بالرصاص ورابعة حرقاً وخامساً تفخيخا وتفجير اجسادهم .ويسعى التنظيم في كل هذا الى خلق صورة اسطورية عن قوته وسطوته في حين لا ترتسم صورة له في الذهن سوى اجرامه وغيه وخروجه عن المألوف في كل التصرفات والافعال .. وهو اي التنظيم يبدو شاذاً في كل شيء حتى في التعامل مع الذين ينتمون اليه.كيف لا وتنظيم داعش افسد في الارض وخرب البلاد وقتل العباد في العراق وسورية ودمر الحرث والنسل وسبى النساء ونكل بالاطفال وقتل الرجال ، لم تردعه مخافة الله في ارتكاب المحُرمات ولم يرع حرمة لدم وعرض ومال . فقد قام مؤخراً باعدام خمسة مدنيين سحقا بجرافة كبيرة بعد ان قيدوا ايديهم في منطقة الفيصلية في الموصل ، ثم قام مجرمو داعش بنقل جثامين الضحايا ورميها في حفرة الخسفة الواقعة غربي المدينة ، التهمة الموجهة لهؤلاء الضحايا هي ” الردة” ومخالفة تعاليم الارهابيين والتعاون مع السلطات الحكومية .

واذا ربطنا هذه الحادثة بحادثة قريبة الى الاذهان وهي العملية الاجرامية التي نفذها الدواعش في المجمع التجاري “جوهرة بغداد” في بغداد الجديدة يوم الاثنين الموافق “11 كانون ثاني 2016 ” والاعمال الاجرامية الاخرى التي استهدفت الاسواق والاماكن العامة ندرك بوضوح ان جميع حالات القتل التي يسعى اليها التنظيم الارهابي تتصف بالبشاعة والوحشية ما يدل على شذوذ عناصر التنظيم  وساديتهم .فما زالت هذه الاساليب سارية وتستخدمها عناصر التنظيم بشكل يومي في منهج اشبه ما يكون بالابادة الجماعية احياناً . فقد اعدمت عناصر داعش يوم الاحد الموافق 10 كانون اول 2015 عائلة مكونة من 8 اشخاص بعد محاولتهم الهرب وسط ناحية القيارة قرب الموصل وقام التنظيم بإعدام المغدورين رمياً بالرصاص امام العشرات من سكان الناحية ، ومن بين افراد العائلة ثلاث نساء وفتاة بعمر 15 عاماً .. كما أعدم السائق الذي كان يقلهم.وبحسب معلومات شبه رسمية فان اكثر من 850 شابة ايزيدية تمكّن من الهرب  من يد داعش الارهابي – بعد اسرهن – الى اقليم كردستان ، وبينهن شابات حوامل وبعضهن انجبن اطفالاً غير معترف بهم قانونياً ولا عرفاً ، ان بعض الشابات بلغ حملهن مراحل يصعب فيها الاجهاض ما اجبر الام والسلطات على ولادة عشرات الاطفال غير المرغوب بهم ، وهم لم يحصلوا على اية اوراق ثبوتية في ملفات الحكومة .تقول رانية الهاربة من سطوة الارهاب ان داعش قام باحتجاز جميع النساء والشابات الايزيديات وبعض المسيحيات والقليل من التركمانيات ابان دخوله لمدينة الموصل عام 2014 ، حيث عمل على تقسيمهن الى ثلاث فئات ، الاولى من ( 8-35 ) خصصن للزواج من عناصر داعش ، الثانية ( 35-50 ) عاماً للتنظيف والخدمة ، الفئة الثالثة من الاعمار الكبيرة قام بقتل اغلبهن او بيعهن.وكان التنظيم قد قام في وقت سابق بإعدام الشيخ محمود حسن الحيالي امام وخطيب جامع النوري لعدم مبايعته لداعش وعدم الالتزام بأوامره ، وكان العقيد صالح الجبوري من شرطة نينوى قد اعلن ان حكم الاعدام نفذ رميا بالرصاص ضد الحيالي في سوق باب الطوب وسط الموصل .كما ان التنظيم اقدم على اعدام 12 طبيباً في الموصل رفضوا استئصال اعضاء بشرية .. وكالة رويترز الاخبارية نقلت عن محمد علي الحكيم مندوب العراق الدائم لدى الامم المتحدة قوله بضرورة ان ينظر مجلس الامن الدولي في وثائق تجيز الاتجار بالأعضاء البشرية. حيث تقول الفتوى الثامنة و الستين من فتاوى داعش انه لا مانع من استئصال اعضاء يمكن ان تنهي حياة الاسير ، ان هي استؤصلت من جسده ، لانقاذ حياة عناصر التنظيم المتشدد .. هذه الوثائق حصلت عليها القوات الامريكية اثناء الحملة التي نفذتها في سورية ، وقُدرت المعلومات التي تم الحصول عليها ب(سبعة تيرا بايت) على شكل اقراص صلبة ، اضافة الى وحدات تخزين محمولة واقراص (سي دي) و( دي في دي ) ووثائق ورقية . ولم يكشف لحد الان عن مضمون تلك الوثائق لكن معظمها نقل حوادث قتل بشعة وتنكيل بالاسرى والضحايا.