العراقي سد الموصل

 

غريب أمر البعض مِمن لازال يحاول بشتى الطرق تبرير الكوارث والمآسي التي حلت بالعراق . لأنهم بارعون في قول الخداع ولكنهم متناسون بأن شمــــــس الحقائق لا يمكن حجبها بغربال النفاق والكذب.

 

قضية سد الموصل خير دليل على أن هناك من يُريد مِنا النوم في العسل وأن نحلم بغدٍ يحتوي كل الجمال والتطور والإبداع ونستيقظ لنجد الحياة لونها(بمبي) وبعدها نتوجه بالشكر والتقدير للرئاسات الثلاث ونواب البرلمان وقادة الكتل والأحزاب بوصفهم أصحاب الفضل في ما نعيشهُ من حياة يحسدنا عليها العالم أجمع. لان الأخبار والتحذيرات التي أطلقت حول خطورة الوضع في سد الموصل لم تكن صحيحة والأمور تمام وعال العال .

 

وكل ما يقال مجرد كلام الغرض منه النيل من حكومتنا الرشيدة . ومحاولة تشتيت أفكار الناس عن الانجازات التي تحققت للعراق طوال سنوات تولي الجماعة للسلطة بكافة مسمياتهم وعناوينهم .ومن تحدث عن خطورة وضع السد هي الأقلام والأفكار المعادية .

 

وعلينا أن ننسى بأن سد الموصل بحاجة للصيانة وحقن أساساتهِ بصورةٍ منتظمة للحفاظ على سلامة هيكلهِ.

 

تلك الأكاذيب صفق لها الإعلام الذي يدعي الوطنية . ولا أعلم ما هو المعيار الحقيقي لمنح صفة (الوطنية) ؟ فهل الردح للفاسدين والفاشلين يُعد عملاً وطنياً ؟ وهل اتهام الآخرين بالعمالة لأنهم يقولون الحق عملاً وطنياً ؟ وهل الوطنية (كارت شحن) يتم تعبئتها للبعض وحرمان الآخرين منها ؟

 

في المقابل نشاهد مجلس الوزراء قد قرر الموافقة على قيام إحدى الشركات الإيطالية بتنفيذ مشروع تأهيل وصيانة السد.

 

يعني الكلام صحيح عن حاجة السد لتدخل عاجل وفوري قبل وقوع الفيضان الأكبر والكارثة التي تهدد حياة الملايين من العراقيين البسطاء . وان التحذيرات التي خرجت من الداخل والخارج لم تكن معادية للعراق بقدر خوفها على العراق وشعب العراق . ومن كتبت وحذر يستحق كلمة شكر وتقدير لأنه أوصل الصورة الحقيقية . وكان سبباً مهماً في تشكيل قوة ضغط نجحت في تحريك الجالسين فوق الكراسي وفي القصور.

 

لأنه كما يبدو بأن سكان كوكب المنطقة الخضراء كانوا ينتظرون الفيضان بفارغ الصبر .ثم يخرجون بعدها في الإعلام (الوطني) يتباكون ويعلنون عزمهم على مساعدة الناس وتشكيل لجنة لتعويض من غرق و تهدم منزلهُ.

 

بس أني خايف بعد كم يوم نسمع عن المفسدين وهُم يتسابقون كعادتهم للحصول على بعض الأموال من هذا العقد .  وبهذه الحالة الشركة الإيطالية جائز ترفض منحهم رشوة . والسد لا يُحقن ولا هُم يحزنون . ونغركَ ونتشرد من بيوتنا .  ويتم اعتبار العراق دولة منكوبة وتشتغل برقيات التعازي والمواساة . وبعدها بكم يوم يرجع نفس الفاسدين يدورون حصة من المساعدات الدولية .