إنها ثقافة الكاوبوي

 

 اليوم الذي انتصر فيه  عملاء ( العراق )  وأدخلهم في قمة الانتشاء والهوس أنساهم أن أعداءً ينتظرون بفارغ الصبر أياماً أُخر ،  العراق اليوم أرض حرام بين  هؤلاء  وكل العراقيين , والعراق أرضٌ حرام تملأها الألغام والأسلاك الشائكة ,  ولماذا هذا الصمت عما يجري في العراق

(الآن )  من جميع الأطراف السياسية في العراق اليوم ترى ما هو السبب والصورة العراقية بدأت تظهر للعيان من خلال ظهور عدد كبير من الشخصيات البارزة من جميع مكونات هذا الشعب من على شاشات الفضائيات ويرمي الكرة في ملعب  الآخر ,  وهنا لم أجد سببا وجيها أو مقنعا بشأن التبريرات الذي يخرج بها المسؤولون ( العراقيون ) وعدم أيجاد حلول ناجعة وناجحة للقضية المركزية  هي امن البلد  , وغالبا ما يشعر المنتصرون بالفرحة والنشوة لكن الفرح في هذه الأيام لم يدم طويلا , حلمٌ قديم وأمنياتٌ كانت ضرباً من الخيال تحققت لهؤلاء وما يحلم به   من إنشاء دولة عراقية ديمقراطية جديدة في الشرق الأوسط فأبشرهم بأنه سيتحقق لكن بعد يوم القيامة وعودة سفينة نوح إلى الظهور , ما جناه  العملاء  بعد (  (2003وحتى الآن لا يتعدى استغلال الفرص أو ما يسمي بالعراقي ( الوَليَة )  فالعراقيون منشغلون بالتشريد والنزوح والهجرة بالمفخخات والجثث مجهولة الهوية ومجالس المحافظات وأزمات الوقود والماء والكهرباء ونصفهم يتضور حزناً والنصف الآخر يتضور لجوء  , بينما يتسابق وزراء العراق إلى عقد الاتفاقات مع دول الظاهر والباطن  أكرر نحن لا ننصح بل نذكر ، الأمريكيون سينسحبون طبعاً ، وطبعاً كي لا يبقي لهم أي أثرٍ في العراق من زاخو إلى الفاو ومن القائم إلى المنذرية ، ويطير معهم سقف الحماية الكاذب ، أقسم أن شعبنا العراقي العظيم لا يريد غير العيش الكريم والأمن والأمان ولأبناء جلدته في الوسط والجنوب والشمال , وانا اعرف قبل غيري أن جو مجتمع الدكتاتورية هو بطبيعة الحال خراب يغمره العنف، ووحدته الزائفة ليست سوي غطاء مهلهل لشروخ وتمزقات وتشوهات إنسانية وأخلاقية لا سبيل إلى حصرها أن فلسفة الثقة واليقين تشكل الأساس الذي ترتكز عليها ثقافات الشعوب وكذلك ما بين إفرادها في تعاملاتهم الطبيعية اليومية ويأتي ذلك في ضوء ثقافاتهم التي تتأسس علي احترام الذات واحترام الأخر والتسليم بحقه في العيش بحرية وكرامة وحياة لائقة. والحديث هنا عن الشعوب و الإفراد في المجتمعات ذات الثقافات العريقة ,  بيد أن المجتمع الأمريكي وبحكم تشكله المعروف يفتقد الثـقة بغيره من الجماعات كما أن الأمريكيين قد يشكون في نيات الآخرين إلى الدرجة التي قد يفتح بعضهم النار على الآخــــــرين لمجرد الشك ! وتبرر القوانين الأمريكية التي تسمح بحرية تداول وحيازة الأسلحة في المجتمع الأمريكي أية جريمة تنجم عن مثل هذه التسهيلات بما يسمى ( ثقافات السلاح في أمريكا ) وتحويلها إلى موضع أخر أسمته (اختلافات الثقافات ) بين أمريكيين ومواطنين من شعوب أخرى ويفسر القانون الأمريكي قضية إطلاق النار و قتل الأخر بان القتيل ربما يكون جاهلاً باختلاف الثقافات و أن القاتل الأمريكي بحكم ثقافته كان (متحضراً) مارس حق الدفاع عن النفس بحرية ، في هذا الواقع الذي يعيشه المجتمع الأمريكي تدعي أمريكا بأنها دولة القوانين والحريات و تدعو إلى عولمة ( الحياة ) الأمريكية على العالم ، في الوقت الذي تسود الجرائم المجتمع الأمريكي وان طريقة معالجتها في أطار القوانين الأمريكية التي تستمد من منهج التفكير و السلوك السياسي الأمريكي الذي يمارس أسلوب إبادة الشعوب عن طريق القتل والتجويع والحصار الشامل حتى الموت تحت شعارات (الحرية – الديمقراطية –  حقوق الإنسان) !

تاريخ امريكا

وما يفصح عنه تاريخ أمريكا هو عدم الثقة والشك بالآخرين الأمر الذي يفسر تخلي أمريكا عن أصدقائها أذا ما دعت الضرورة أو المصلحة الأمريكية إلى ذلك، ويمتد تاريخ العنف في الولايات المتحدة إلى المدة التي حلت في القارة الأمريكية عناصر مختلفة الأصول والأعراق والثقافات هاجرت من أوروبا بصورة خاصة خروجا علي القانون آو هروبا من ملاحظات قضائية أو خوفا من حروب أهلية عمت بعض مناطق من أوروبا , أو طلبا للرزق والتفتيش عن فرص العمل أو بدافع المغامرة باكتشاف المجهول في تلك القارة البكر الخالية ألا من سكانها الأصليين الهنود الحمر ، فضلا علي دوافع المؤسسة الصهيونية التي انتقل مركزها من أوروبا إلى أمريكا حين سيطر الرودتشيلديون علي المصارف الأمريكية وباتوا يحضرون في الولايات المتحدة لحرب أهلية ,  أذا لم تلتزم الإدارات الأمريكية بتوجيهاتهم وأوامر مؤسستهم وذلك عن طريق (إثارة العمال علي الرأسماليين والبروتستانت علي الكاثوليك والزنوج علي البيض، بين أصحاب مذهب العصمة وبين دعاة مذهب النشوء والارتقاء ومن ثم يفرضون بالقوة القضايا لان اليهود لا يهمهم مصير البلد الذي يقيمون فيه ويحتقرون روح ( القوميات ) التي يعيشون في ظلها وحين

تأتي الفرصة سيعمدون علي أن يقتل المسيحيون وتنهب أموالهم وتحول الكناس المسيحية إلى صالات سينما وانديا لليهود) كما يقول اليهودي برنارد لازار أن منطقة وول ستريت كما اعلن جونن هيلان بتاريخ 24 حزيران 1924 هو مقر المشاريع و المؤامرات السياسية و المالية للسيطرة علي كل شيء ففي هذا الشارع لا يفتأ أصحاب المصارف الدولية يضاعفون الذهب للقلة ويحركون قادة الأحزاب ويسمون المرشحين في وظائف الدولة ويستغلون جيش الولايات المتحدة وأسطولها لتحقيق أهدافهم )  فبعد أن أنجزت المؤسسة الصهيونية مهمتها في أوروبا لإخضاع تلك القارة لنفوذها قامت بنقل إعمالها إلى أمريكا من اجل مرحلة انتقالية محسوبة بيد ان هذه المرحلة كما تبين مؤشراتها ستكون مرحلة تعريفها وكشف حقائقها وفضح نياتها السيئة حيال شعوب العالم علي ارض الواقع خلافا لمرحة سابقة كانت تذرف فيها الدموع لان الغرب سيرمون بكيانهم المسخ إلى أعماق البحر!

 لقد كان هذا الخليط المتنوع والمتناقض العادات والتقاليد والمعتقدات والثقافات التي شكل المجتمع الأمريكي كان مغامرا و تصادميا لا يحكمه قانون أو عرف استحوذ علي ثروات القارة الأمريكية ونهب أرضها واغتصب مقدسات سكانها الأصليين الهنود الحمر الذين تعرضوا إلى أبشع أباده عنصرية عرفها التاريخ وعلي هذا الأساس فأن مسألة حقوق الإنسان لا وجود لها في التاريخ الأمريكي بحكم اكتشاف القارة ونهبها وقتل أبنائها وان هذا الإرث الثقيل من العنف و الاغتصاب استقر إذن في قعر الذهنية الأمريكية ليحتك ومن ثم في سلوك عدواني لايكترث بالنتائج آو العواقب حتى وان كانت إسقاطاتها تترك في فسيولوجية المجتمع الأمريكي أثارا غائرة أو بالتضحية بالطرف الأخر علي حد سواء !

  أنها ثقافة الكاوبوي اللاحضارية المسكونة بالخوف و الشك التي تفتح النار علي الأخر لمجرد الشك , أنها شريعة الغاب في دولة تسمى أمريكا.