لو جاء الطوفان

 

منذ سنوات و انا اقرأ و افسر، ومن ضمن ما ازددت له قراءة هي سورة و قصة نوح، وكم توقفت عند” انه قوم مغرقون”!

 

ثمة تطمينات من ان السد قد يتأجل موعد انهياره، وثمة تأكيدات من ان الخطر الى زوال ببناء مصدات بعده، وايضا هناك تخوفات و تخويفات.الخوف من انهيار السد سحب الاصوات كلها مرة واحدة للشعور بالخطر، ربما لانه لو انهار فلن يجد الناجون عدوا يراهنون على مصارعته للحصول على مكاسب!

 

لكن تقوميا جديدا سيصار للحديث فيه ان انهار السد لا قدر الله.

 

فمن بعد الكارثة هناك الموت لشعب باغلبه والذوبان لمساحات من ارض انتهكتها تجارب قاسية من صراع قبل الطوفان ثم يحل بعد ذلك العطش بالاحياء!مليارات الامتار المكعبة من الماء ستهوي برعونة الطبيعة وجمود الفيزياء لتثبت قوانينها دون رحمة او مجاملة، ودون انتظار للوم او عذر، وكأنك ترفع العراق لتغمس جزاء من طوله في البحر ثم تنتظر النتيجه!هنا اذكر شيئا للرئيس بارزاني قاله وهو ينظر لبقايا اسلحة للحرس الجمهوري محترقة حاربنا صدام بها” انظروا لأموال العراق وماذا اشتروا بها قتلونا وقتلوا انفسهم و ما حققوا شيئا يذكره التاريخ بخير”.عسى و لعل ان لا ينهار السد، لكنه ان صار “دكاء” لا قدر الله بعمل مقصود او بفعل خطأ بنائه، بعدها تكون الامور هباء منثورا!بأختصار سيلغى كل ما مر من نيسان2003، وسيصار الى عالم مغاير جديد و لكن بألم، وتكون النتيجة ضياع لكل مبذول الجهود، فلا الانسان عاش قبله بسلام و لا السد استكمل بسدود كان يجب ان تشاد، ولن تكون بعدها ترتيبات المحافظات بنسب سكانها كما هي عليه لحين الكارثة و العياذ بالله.

 

لكن المؤلم ان الانسان يبالغ بالثقة بالاخرين حتى يقتلونه اكثر من مرة ثم يتسببون له بالغرق!.

 

حينها فقط قد يكون بعض الناجين اسوأ من قوم نوح واغلب الغارقين هم الاكثر شرفا!.