مهنة ومهمة

 

هل المؤسسات الصحفية والاعلامية .. عامة أم خاصة أم شخصية…؟..

 

 الجواب واضح  ليس للصحفي فقط ، وانما للجميع أيضا ، لأنه يمكن معرفة المؤسسة من طبيعة عملها وإهتماماتها وتوجهاتها الاعلامية والسياسية ، ودورها الرقابي ، والرأي العام الذي تصنعه أو تساهم فيه ، وفي طبيعة العلاقة مع العاملين فيها ..

 

فالصحافة إذن .. مهنة ومهمة أيضا ، تختلف حسب طبيعة المؤسسة الصحفية ..

 

وما دفعني الى هذا التساؤل الذي قد يبدوغريبا عند أخر ، هو ما سمعته على الهواء من احد الزملاء الصحفيين بان هناك من هذه المؤسسات  قد تحول الى شخصي ، وليس خاصا ، مثلما هي تقاليد العمل في القطاع الخاص المؤسسي مثلا ، وينطلق في هذا الرأي  من حقيقة ما أسماه بسياسة القطاع الخاص في المحافظة على كوادره واستقرارها !!…

 

فهل هذه السياسة نفسها موجوده في بعض المؤسسات  الصحفية ، سواء في طبيعة العلاقة مع رأس الهرم  أو بين العاملين  فيها أم لا ..؟..  وهل تحافظ على منتسبيها أم العكس بحيث تجعل هذه العلاقة المنتسب لا يرتبط بها سوى بالراتب الذي يتقاضاه منها ، وبالتالي تكون قد أضعفت ، أو الغت ، عنصرا مهما تقوم عليه مهنة الصحافة وهو الحب .. ( الحب للصحافة والحقيقية والوطن والمواطن والخير ) والمؤسسة كذلك …

 

فالصحافة هي ( مزيج من المهنة والصناعة والرسالة  والمبادىء) مؤطرة بالحب وتقوم على  التعب والمخاطر ونكران الذات ..

 

 أسئلة مشروعة  من هذا الزميل وغيره ، مع الوضع المالي  الصعب  الذي يفرض نفسه –  بعد تدهور أسعار النفط  الكبير وإنعكاساته السلبية على نشاطات وفعاليات متنوعة في مرافق الدولة والمجتمع عموما – على المؤسسات الاعلامية الخاصة أيضا ، الممولة من ذاتها ، أو بمساعدة الغير بما في ذلك من ( نشرالاعلان ) كأحد مصادر التمويل ،  في هذا الوصف المشار اليه اعلاه ، وفي العلاقة بين الصحفي ومهنته ومؤسسته كذلك ، وقد انعكس على الوضع الاعتباري للصحفي أيضا وذلك عندما قامت الجهات المعنية بقطع منحة  الصحفيين هذا العام رغم أن مبلغها كان لا يساوي شيئا امام دورالصحفي  الوطني والتنويري  والتعبوي وبحثه  الدائم عن كل ما يخدم الحقيقة ، والمخاطر التي يتعرض لها ، بعد أن أصبحت الصحافة مهنة الموت والاستهداف ايضا ، وليس المتاعب والمصاعب فقط..

 

والتحدي الاول اليوم أمام الصحافة ليس في مواصلة هذه المؤسسات عملها بانتظام فقط ، وانما في الوضع  المادي الجديد للصحفيين العاملين فيها ، خاصة بعد أن توسعت كثيرا على مدى السنوات الماضية ، واستوعبت أعدادا كبيرة ، ويمكن أن تعرف ذلك من خلال زيادة عدد الاعضاء في نقابة الصحفيين العراقيين الذي ربما يقارب العشرين الفا ، قياسا بما كان عليه في السابق …

 

وهذه الحالة  قد تخلق حالة أخرى من عدم الاستقرار في ملاكاتها ،  بدل ان تصنع تاريخا لمنتسبيها ، وهو جزء من تاريخها بالطبع ، وذلك عندما ترى البعض متنقلا بين أكثر من مؤسسة ، او عاطلا يبحث عن عمل في مؤسسة أخرى ، ومنهم من لم يحصل حتى على مكأفاة نهاية الخدمة فيها ، إسوة بالعاملين في المؤسسات الاعلامية الاجنبية  في البلاد ، حيث تمنح العامل مكافأة مالية  في نهاية عمله تعادل راتب شهركامل عن كل سنة قضاها فيها …

 

فاين نحن من هذه التقاليد المهنية .. وهي حق من حقوق الصحفي ، سواء عمل في المؤسسة الصحفية الخاصة بعقد أو بدونه ، لان جهده منظور وموثق ، ولا يحتاج الى تأكيد بعقد او غيره …

 

 وفي هذه الحالة تكون الجهات المعنية  قد ساعدت في تحويل المؤسسة  الصحفية  الخاصة الى مؤسسة شخصية ، يغلقها ( المالك ) متى اراد ،  بانتهاء التمويل ، او بتوفره ،  وبعذر او بدونه ، ويكون  مصير الصحفي  قد ترك  للمجهول ، ورغبة ( المالك ) …

 

وعندها يكون السؤال مشروعا … كيف يمكن لها أن تؤدي مهمتها العامة ، أو تنجح في مشروعها الوطني  والاعلامي ، و تكون لها اسهامة واضحة في  العمل الصحفي وفي بناء تقاليد صحفية  ؟!!…

 

فماذا تقول نقابة الصحفيين العراقيين ..؟..

 

{{{{{

 

كلام مفيد :

 

ليس المرض في الجسد فقط ، بل في الاخلاق ايضا ..وإذا قابلك شخص ( سيء الخلق ) فاعلم أنه مريض ، فادعو الله له بالشفاء ، واحمد  الله على ما عافاك مما ابتلاه ..