أيها الساسة إدارة الدولة علم وفن

 

المقدمة

  1. 1. الإدارة علم متطور وجد لتسهيل وتسريع وإجادة الأعمال ضمن المؤسسة سواء كانت حكومة أو مؤسسة حكومية أو أهلية والوصول الى أقصى استغلال للطاقات بأرخص وأسرع وأبسط التشكيلات وإقامة العلاقات الخارجية بالجمهور والإدارات الأخرى على أساس حيازة ثقة المقابل والحصــــــول على تعاونه .
  2. 2. وعلم الإدارة هو أحد العلوم الإنسانية الذي يهتم بالطريقة المثلى لإدارة الأعمال في مؤسسات ودوائر الدولة المختلفة وتعتبر الإدارة من أهم الأنشطة في أي مجتمع باختلاف مراحل تطوره وذلك لما للإدارة من تأثير على حياة المجتمعات لارتباطها بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لأن الإدارة هي التي تقوم بجمع الموارد الاقتصادية وتوظيفها لكي تشبع حاجات الفرد والمجتمع فالإدارة تصنع التقدم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وعليها تعتمد الدولة في تحقيق التقدم والرخاء لشعبها, والإدارة علم من العلوم الاجتماعية كذلك وهذه الوظيفة تعتبر من أهم الوظائف الموجودة في الدول الحديثة ونشأت بسبب ضرورة وجود إدارة جيدة في المجتمعات التي تمتلك موارد مادية وبشرية وفنية وترتبط الإدارة العامة بالأجهزة التنفيذية وبسياسات الحكومات في الدول الحديثة .

تعريف علم الإدارة

  1. 3. تعرف الإدارة بأنها مجموعة من القواعد والمبادئ التي تهتم بالاستخدام الأنسب للموارد من قبل المؤسسات لتحقيق هدف المؤسسة بأقل وقت وجهد وكلفة.

4.أو هي عملية التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة على الموارد المادية والبشرية للوصول الى أفضل النتائج بأقصر الطرق وأقل التكاليف المادية .

  1. 5. ويعرفها فردريك تايلور في كتابه إدارة الورشة بقوله إن فن الإدارة هو المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال عمله والتأكد من أنهم يقومون بعمله بأحسن طريقة وأرخصها ,أما هنري فايول فيعرفها في كتابه الإدارة العامة والصناعية بقوله يقصد بالإدارة التنبؤ والتخطيط والتنظيم والتنسيق وإصدار الأوامر والرقابة .

مبادئ الإدارة

  1. 6. هنالك العديد من المبادئ التي تتوخى الإدارة تحقيقها منها :

أ . الإدارة تتعلق بالبشر أي جعل الناس قادرين على الأداء المشترك (الجماعي) وجعل مواطن القوة عندهم فعالة ومواطن الضعف ضعيفة.

ب . دمج الناس في مشروع مشترك .

ج .تتطلب كل مؤسسة أهدافاٌ بسيطة وموحده وواضحة ولا بد أن تكون مهمتها واضحة بما يكفي وكبيرة بما يكفي لتوفير رؤية مشتركة للأهداف التي تجسدها.

د . من مبادئ الإدارة تمكين المؤسسة وكل أعضائها من النمو والتطور وهذا يعني أن كل مؤسسة هي موقف نتعلم منه وندرس عنه.

ه . تتكون كل مؤسسة من أشخاص مختلفين في المهارات والأهداف والمعرفة ويقومون بإدارة أعمال مختلفه ولهذا ينبغي بنائها على الاتصال وعلى المسؤولية الفردية .

عناصر الإدارة أو العمليات الإدارية   7 . إن الإدارة تعني انجاز الأهداف من خلال القيام بالعمليات الإدارية الأساسية التالية :                                  أ . التخطيط والتنبؤ بالمستقبل والاستعداد له وتحديد أفضل السبل لانجاز الأهداف .

ب .  التنظيم اختيار وتعيين ووضع الأشخاص المناسبين في الأماكن الملائمة وكيفية توزيع المسؤوليات والمهام على الأفراد     ج . التوجيه  أي أرشاد أنشطة الأفراد في الاتجاه المناسب لتحقيق الأهداف .

د . الرقابة التأكيد على إن التنفيذ يسير وفق الخطط الموضوعة وفي حالة حدوث انحراف يجب تعديله.

ه . الهدف الغاية المطلوب الوصول إليها.

و . الكفاية الوصول الى الهدف بأقل جهد وأقل كلفة وأسرع وقت .

ز . الفاعلية الوصول الى أفضل نوعية من المنتج سواء كان سلعة أو خدمة .

أهمية الإدارة للمجتمع

8 . إن تقدم الأمم والمجتمعات يعود الى إدارتها الناجحة , فالإدارة هي المسؤولة عن نجاح المنظمات داخل المجتمع لأنها قادرة على استغلال الموارد البشرية والمادية بكفاءة وفعالية وهناك العديد من الدول التي تمتلك الموارد المالية والبشرية ولكن لنقص الخبرة الإدارية بقيت هذه الأمم متخلفة كما هو الحال في بلدنا بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 واستيلاء أحزاب وكتل سياسية وسياسيين لا يعرفون معنى الإدارة وتنقصهم الخبرة والتجربة الإدارية والقيادية فأوصلوا البلد الى ما هو عليه من تخلف في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والعلمية والتعليمية والخدمية والصناعية والزراعية والصحية  والأمنية .

إن نجاح التنمية الاقتصادية والاجتماعية لا يمكن أن يتم إلا بحسن استخدام الموارد المادية والبشرية المتاحة.

الصفات الإدارية للإداري

  1. 9. إن من أهم الصفات الإدارية التي يجب أن تتوفر في الإداري هي:

أ . الأمانة والعدل والإخلاص في العمل.

ب . امتلاكه الصفات العقلية والفكرية الجيدة أي الذكاء.

ج . الصفات الجسمانية التي تعينه على تحمل أعباء العمل .   د . الصفات الفنية أي أن يكون ملماٌ بالتخصص الذي يعمل به.   ه . الصفات الثقافية أي أن يكون مطلعاٌ على الثقافات الأخرى.

و . الصفات الإنسانية وهي من الصفات المهمة التي يستطيع من خلالها التعامل الجيد مع الآخرين .

هل الإدارة علم أم وفن ؟

10 . هذا السؤال يأخذ حيزاٌ كبيراٌ من اهتمام المفكرين ويثار حوله جدل كبير  بين رجال الفكر الإداري فهل الإدارة هي علم أم فن أم علم وفن ؟

فالإدارة علم لأنها تعتمد على الأسلوب العلمي في مواجهة المعضلات الإدارية وتحليلها وتفسيرها والتوصل الى النتائج الملائمة لحلها فالإدارة هي مبادئ وقواعد ومدارس ونظريات تحكم العمل الإداري وتطــبيق هذه المبادئ والنظريات يؤدي الى نتائج محددة .

والإدارة فن أي أن المدير يحتاج الى خبرة ومهارة وذكاء في ممارسة عمله وتعامله مع مع مرؤوسيه لتحفيزهم على الأهداف التنظيمية فليس كل من درس علم الإدارة قادر على تطبيقه ففن الإدارة هو القدرة على تطبيق الإدارة في المجالات المختلفة ,لهذا كله تعتبر الإدارة فن وعلم معاٌ لان الإداري الجيد يجب أن يعتمد على الكتب والمعلومات والنظريات الإدارية بالإضــــافة الى الخبرة والتجربة العملية التي لا غنى عنها .

ساستنا وعلم الإدارة

10 . بعد هذا الشرح الموجز عن الإدارة وتعاريفها المختلفة ومبادئها وعناصرها وعملياتها الإدارية ومعرفة أهميتها لتطور المجتمعات والأمم كونها علم يستند الى مبادئ ونظريات وأسس وقواعد تحكم العمل الإداري كما أنها فن وفن كبير يعتمد على المهنية والأكاديمية والخبرة والتجربة العملية حتى يكون الإداري ناجح في عمله ومهامه فأين سياسيينا و ومسؤولينا من هذا العلم والفن ومن منهم يمتلك النزر اليسير منه ؟ جواب هذا السؤال بسيط جداٌ فلا أحد ممن شارك في العملية السياسية وفي إدارة البلد منذ عام 2003  حتى الآن يمتلك أدنى الصفات الإدارية والقيادية فأغلبهم لا يحمل مؤهلاً أكاديمياً عالياً ومن يحمل مؤهلاً أكاديمياً ليست لديه الخبرة والتجربة الكافية في إدارة وزارته أو مؤسسته ولا أهمية للتخصص والمهنية في عراق ما بعد الاحتلال لان المحاصصة الطائفية والحزبية هي المعيار الأساسي والأول في توزيع المناصب الوزارية وبقية المناصب في الحكومة والدولة وفي الحكومات المحلية للمحافظات وفي قيادات الجيش والأجهزة الأمنية ولو كان فيهم من يمتلك بعضاٌ من المقومات الإدارية لما وصل العراق الى ما هو علية اليوم من فساد مالي وأداري وسرقات كبرى لأموال الشعب وثروات الوطن ومن تخلف في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتعليمية والخدمية والصحية والتجارية والصناعية والزراعية والاهم منها الأمنية حيث التدهور الأمني وسيطرة الميليشيات وعصابات الجريمة والعناصر المسلحة على المشهد الأمني في جميع مدن العراق مع غياب تام للأجهزة الأمنية التي تبلغ تعدادها أكثر من مليون شخص صرفت عليهم مليارات الدولارات لتدريبهم وتسليحهم وتجهيزهم لكن دون جدوى وسيبقى حال العراق على ما هوعليه في ظل نظام المحاصصة المقيت وفي  ظل تغييب وتهميش وإقصاء أبناء البلد الوطنيين والأكاديميين والمهنيين والاختصاصيين وإبعاد طاقات العراق الخلاقة عن المشاركة في خدمة وإدارة بلدهم وفي ظل سيطرة الجهلة والمزورين واللصوص وسراق أموال الشعب وثروات الوطن والخونة الذين باعوا شعبهم ووطنهم للأجنبي ولا زالوا يعملون بتوجيهاته وأجنداته الرامية الى تفكيك النسيج الاجتماعي للشعب العراقي المتجانس قومياٌ ودينياٌ ومذهبياٌ وتدمير لحمته الوطنية وتغييب الشعور الوطني والانتماء للوطن وإبداله بالانتماءات الطائفية والمذهبية والفئوية الضيقة وتقسيمه الى دويلات طائفية تتحكم فيها الميليشيات الطائفية تتصارع بينها ليسهل ابتلاعها من قبل دول الجوار.