الخوف ذلك الشعور المميت

 

الخوف هو شعور داخلي يتقمص ألأنسان في مراحل معينة من الزمن أولحظات طارئة تصيب ألأنسان في لحظات محددة تحيل حياته الى دقائق أو ساعات من ألأحساس بالهلاك . تختلف درجات الخوف من حالة الى أخرى نتيجة أسباب معينة تفرضها الحالة التي يعيش فيها الفرد .

هناك خوف دفين يستحوذ على كل نفس ألا وهو الخوف من الموت . هذا النوع من الخوف يختلف من فرد الى آخر. في هذا البحث نود التطرق الى أنواع أخرى من الخوف ولو أنها في النهاية كلها تؤدي الى حالة دفينة وهي الخوف من الموت أو الجوع أو الهلاك أو عدم تحقيق الهدف المرسوم من قبل ذلك الفرد.

سمعت من والدتي وأنا طفل – أن من لم يخف فهو ليس إنساناً- نعم من لم يصيبهُ الخوف فهو خالٍ من شعور ألأنسانية مئة في المئة ولكن درجات الخوف تختلف من شخص الى آخر. قد يكون الخوف حقيقياً وقد يكون بسبب أوهام تصيب الفرد مما تجعله خائفاً على الدوام أو ربما يكون الخوف بسبب مآس كان الفرد قد مر بها أثناء الحروب وألأعتقال وألأسر مما يؤدي ذلك الى خلق صورة مرعبة في العقل الباطني تدفع الفرد الى تذكر تلك المواقف وتجعلة يرتعش من شيء مجهول.

من الناحية العلمية يكون سبب الخوف هو ” نتيجة تنبّه منطقة معيّنة في الدماغ تسمّى اللوزة الدماغيّة إلى حالة الخوف، ممّا يؤدّي إلى إفراز الهرمون المحفّز للغدّة الكظرية من قبل الغدة النخاميّة، وهذا بدوره يؤدّي إلى إفراز هرموني الأدرنالين والنورادرينالين اللذين يعملان على تحديد استجابة الجسم للمحفّز هنا وهو الخوف إمّا بالمواجهة أو بالهروب، ويتسبّب الخوف بتسارع في نبضات القلب والدّوار والتعب وفقدان الشهيّة والتوتّر وزيادة التعرّق وخاصّةً في راحة اليدين ” .

هناك حالات كثيرة جداً من الخوف كأن يخاف ألأنسان من المرتفعات الشاهقة أو الخوف من الفشل في ألأمتحان أو الخوف على ألأحبة وفقدانهم .

 ربما يخاف ألأنسان من ركوب السيارة أو الدراجة أو الطائرة نتيجة حادثة شاهدها أو سمع بها مما أدى الى خلق صورة واضحة في العقل الباطني تظهر بين فترة وأخرى.

هناك خوف حقيقي وخوف خيالي حسب الحالة التي يعيشها الفرد. حينما يكون الخوف ناجماً عن التهديد بالقتل من قبل شخص معروف أو جهة معينة تطارد الخائف فهذا مانطلق عليه بالخوف الحقيقي لأنه خوف موجود على أرض الواقع ومن حق الفرد أن يخاف على حياته أو حياة من يعيشون ضمن دائرة عائلتة وهنا يكون خوف ألأنسان شرعياً وعليه أن يتخذ أي وسيلة متاحة من أجل إزالة هذا الخوف .

هذا ماحدث ولازال يحدث في العراق بسبب الظروف المزرية التي يمر بها البلد بعد التغيير. لذلك الكثير من ألأفراد والعوائل هجرت العراق بسبب خوفهم من القتل أو التدمير.

وهناك خــوف أخر نطلق عليه بالخوف الخيالي وهي التصورات الخيالية التي تصيب الفرد من وجود حالة معينة تسبب له خوفاً مستديماً .

هذا الخوف ناجم عن فكرة تعشعش في ذهن الفرد كأن يخاف من مرض خطير يصيبه في أي لحظة وهو سليم أو فكرة الهجوم علية من حيوان مفترس أو فكرة الخوف من حدوث مشاكل أسرية تسبب له منغصات كثيرة أو فكرة الرسوب في ألأمتحان وماشابة ذلك.

يكون الخوف أحياناَ مفيداَ للأنسان إذا كان ذلك الخوف لايسبب للفرد صورة لتوقفه عن ممارسة نشاطاته الحياتية بصورة طبيعة وإنما يعطيه دافعاً للتقدم من أجل إنجاز أعمال مفيدة   فالخوف من الفشل يعطي ألأنسان دافعاً للعمل والقراءة والدراسة من أجل التقدم.

من الجدير بالذكر أن الفرد يستطيع التغلب على الخوف بسهولة حينما يكون مؤمناً بالله إيماناً مطلقاً ويردد مع نفسه ” ..حسبنا الله ونعم الوكيل ” لان كل مايخيف الانسان هو دون قدرة الله العظيم وحينما تقول هذا الكلام فأنك تكون قد وضعت حسبنا الله في مواجهة كل مايخيفك وعندها ستنتصر إرادة الله .

كل شيء مقدر في هذا الكون ولكن مع هذا ينبغي أن نحاول السيطرة على الخوف في نفوسنا مهما كانت درجة الخوف كي لانصاب بأمراض ربما تحيل حياتنا الى جحيم.