السيد سين

 

لا ادري عن اي دستور وصمامات امان التي يتحدث عنها السيد سين في مقالة حين اراد الرد على محاولات وتفكير رئيس الوزراء باجراء تغييرات وزارية ، فالسيد سين يتحدث عن صمامات اودت بالبلد الى الهاوية خلال مدة 13 عاما لا غير عندما استنزفت اموال وخيرات البلد وثرواته بقسمة باطلة بين احزاب وكتل وساسة ثبت بالدليل القاطع ان اغلبهم حاقدون على العراق ومليئون حقدا وجاءوا ليعوضوا نقصا في انفسهم لن ينتهي الا بنهايتهم.

 

السيد سين الذي طالما اشكل على الدستور هو ورهطه واكد ضرورة تعديله عاد اليه حينما شعر ان تغييرات رئيس الوزراء ستطاله وتطال وزراء كتلته التي هي من نفس مكون القيادة نيابة عن الاغلبية التي في الحقيقة هي مغلوب على امرها وكتب عليها ان تقدم الشهداء والتضحيات في كل زمان ومكان ، فالسيد سين بدا كانه حافظ للدستور ودارس لمواده وفصل صلاحيات رئيس الوزراء وما يحق له من اجراء تغييرات وهو في الحقيقة اراد ان يوصل له رسالة مفادها بان البرلمان هو من جاء بك والكتل المشتركة في العملية السياسية هي من اقترحتك بديلا لرئيس الوزراء السابق وبالتالي ان اي تغيير لا تستطع القيام به اذا لم يقترن بموافقة وتصويت مجلس النواب وهو ما لا يمكن ان تحلم به ولا سيما انك لست منتخبا باصوات تؤهلك لشغل معقد في البرلمان وانما صعدت باصوات غيرك بمعنى كتلتك ، كما ينبه السيد سين الى ضرورة عدم السقوط في حمى الحماس الثوري؟!.ومن الطبيعي ان الاقطاع ولعمره لم يعترف بالحماس الثوري والانتفاض من اجل الفقراء بل انه كان وما يزال يسعى لسحق الفقراء والمعدمين والفلاحين.ان المشكلة ليست بشخص السيد سين بل ان مشكلة البلد في منظومة فاسدة متكاملة ومترابطة لا رئيس الوزراء الحالي ولا حتى غيره قادر على اصلاحها لوحده ولاسيما اذا كان الاصلاح بطلب تفويض من القوى المرتكزة المتمثلة بالكتل السياسية في البرلمان التي منها تفرعت وباضت وفقست الحكومة بآمرها!.ان الاصلاح يتطلب (السقوط في الحماس الثوري) فما دمنا ندفع يوميا مئات العشرات والجرحى والمعسورين غضبا وألما ومرضا جراء الحال الرديء فلماذا لانصوب هذه التضحيات الى الاتجاه القويم والصحيح ، الى متى تبقى هذه الثلة تبدد ارواح الرجال وترمي بهم الى التهلكة فيما يتنعمون هم وعوائلهم بخيرات البلد الذي بات على شفى الافلاس ، هو ليس تحريضا ضد الجيدين وانما هو تظاهرة وعصيان وثورة لانهاء حال الفساد والمفسدين الذين توالوا على ادارة البلد بنفس المسميات الكتلوية والحزبية ولكن بتبديل اسماء الاشخاص وتحريكهم من وزارة الى اخرى او من ادارة مسؤولية مؤسسة معينة الى اخرى حتى لو كان الشخص لا ناقة ولا جمل ولا كجة ولا مرحبة بحيثيات عملها.اما لماذا السيد سين فهو عنوان قصة قصيرة ضمن مجموعة قصصية بعنوان الديك وقصص اخرى تحكي جانبا من تجربة عزيز السيد جاسم وبداية المواجهة المباشرة (الثورية) في جريدة الثورة.