الطلبة الجامعيون السواد والتحرر

 

تُعتبر الجامعة أو الكلية من أرقى ألأحلام التي يود الشاب العراقي أو الشابة الوصول اليها بعد أنهاء الدراسة ألأعدادية. مجتمع جديد وتحول كبير في حياة الطالب أو الطالبة. بعض الطلبة يعتبرون حياة الكلية – حسب تصورهم- مرتعاً خصباً لأحلامهم العاطفية ومغامراتهم لأكتشاف عالم الحب والسباحة في محيطات الهوى على مدى سنين الدراسة. بعضهم يشعر أنه ينتمي هناك في حرم الكلية أو الجامعة الى عالمٍ رومانسي لايحق لأحد من خارج الحرم الجامعي أن يتدخل فيه مهما كان مركزهُ في الدولةِ أو ألأحزاب الدينية والسياسية. هنا عالم خاص للطالب والطالبة. تتهاوى الى أذهان الطلبة أفكار وأحلام ليس لها حدود. جميع الطلبة يؤمنون أنهم أحرار في إرتداء أي نوعٍ من الملابس التي يعتقدون أنها تدخل ضمن الحرية الشخصية. فجأة يحدثُ أمرأً اشبه بالخيال يحيل حياة الطلبة في جامعات الموصل والمناطق القريبة من أحداث داعش الى كوابيس تقض مضجعهم ليلاً ونهاراً. أكداسٌ بشرية تتحرك في أكياسٍ من قماشٍ أسود يُطلقُ عليهِ – الحجاب الكامل- ويشمل أيضاً نقاب الوجه. لاتظهر إلا العينان وكأننا عدنا الى ماقبل فجر التاريخ. هل هو الغلو في فرض القوانيين الجديدة التي تبنتها داعش أم أن هناك حالة طارئة تجتاح المجتمع بأكملة.؟ قال طالب في جامعة الموصل ” لا أستطيع أن أتحمل الصدمة. هل أنا في سجنٍ أم في مكانٍ للدراسة؟ أكاد أختنق بكل معنى الكلمة. حينما أشاهد الطالبات في هذا الزي يراودني شعور بالغثيان من كل شيء. كيف تتحمل الطالبة كل ساعات النهار ووجهها مغلف هكذا؟” حول هذا الموضوع قالت طالبة الدراسات العليا نبراس من الجامعة التكنلوجية في بغداد ” الحشمة مطلوبة في إرتداء الملابس في الجامعة ولكن ليس بتلك الصورة التي سمعنا عنها في جامعات الموصل. أتمنى أن يكون هناك حل وسط على ألأقل في الزمن الحاضر, أقصد أن يظهر الوجه بالكامل وكفا اليدان. لماذا هذا الغلو في تطبيق القانون. لا أؤيد الطالبات اللواتي يرتدين تنورات قصيرات فهو أيضاً إفراط في التحرر- وهذا ما أراه يوميا هنا في جامعات بغداد. لماذا لانكون وسطاً في كل شيء.” أبدت خالدة عبدالستار – التي أنهت الدراسة الأعدادية وتنتظر الذهاب الى الجامعة- رأيها في هذا الموضوع ” لن أذهب الى الموصل إذا ظهر قبولي هناك. لاأتصور أنني سأرتدي كل هذه الملابس السود وهذا النقاب بحجة الحشمة. لايمكن ان يحدث هذا. لماذا أخفي فمي وأنفي ويداي؟ أفضل البقاء بلا دراسة على أن أرتدي ذلك الزي”. يبقى سؤال واحد” هل يمكن أن يكون ذلك الزي ألأسود بكل تفاصيلة الطريق الوحيد لحماية الفتاة من ألأنزلاق الى عالم الرذيلة, وهل سيمنعها ذلك الزي من عمل أي شيء إذا كانت هي راغبة في تحقيقة على مستوى العلاقات العاطفية وما يتعلق بقضايا العشق والغرام؟