(خزعبلات) ومواقف سياسية

في نشوة شبابنا اخذتنا جمالية الحياة وهي حقا جميلة بكل اشياءها لو استحكمت حلقات ادارتها وكانت الغلبة للعقل فيها والذي يفعل فعله حين يقترن بالحرية اذ يتمكن من خلق صيرورة لوجود الانسان بعيدا عن لغة الخرافة والاساطير القديمة والحديثةنعم مررنا بفترة تمثل اعلى هرم في الشعور الوطني والاعتزاز بالوطن والتنادي له من اجل الرقي به وتطويره وتحريره من كل ما يمس سيادته تحت نشوة الثورية ومقارعة مااسميناه الرجعية والامبريالية والاستعماروتسلحنا بالاف الكتب لمختلف الكتاب ولعمري كانت لكل واحد منا مكتبة لو جمعناها سوية لاغرقت شط العرب فهل كنا على خطأ تشدقنا به ودفعنا له الاف الضحايا وهجر الاف الشباب وفقدنا اجيال تلو الاجيال ونحن نختلف بيننا تحت شعارات القومية والبعثية والشيوعية والاسلامية وتناسينا اننا عراقيين وقاربنا واحد وارضنا واحدة وكذا سماءناوبالتالي غرق هذا المركب وضيعنا وضاع كما يقول محمود درويشثانياانا شب عودي وانا اغرف من الماركسية الانسانية والشعورالوطني وتعلمت ابجدية حب العراق وكلما انغمست فيها وجدت اني اسير في الطريق الصحيح وبمرور الوقت وتضخم الوعي الفكري ايقنت نقاوة هذا الفكر لكني لا ازايد على افكار الاخرين وهم صنوان عندي في هويتي العراقية ونحن امام طريق واحد وعوزنا الوحيد ان كل واحد منا يشعر بالكمال وهذه ام الكبائر اذ لا يوجد مطلق الحقيقة ولا يوجد حتمي المنطق في الوجود ومع اني لا زلت اؤمن بالحتمية التأريخية وهو انتصار الكادحين وثورتهم وهذه نجمت عن الوفاء للمبادئ التي اؤمن بها لكنها تزيدني حبا بناسي واخوتي مهما اختلفت معهم او اختلفوا معي انها لحظة اتساع الوعيثالثااختلفنا في العراق على انظمتنا التي حكمت العراق منا من يقول الحكم الملكي هو الرشيد وهوالذي اسس للحرية والعدل والقواعد الديمقراطية بالضد من الحكم الجمهوري والذي يعتقد البعض انه سلب تلك الانجازات وبطش بكل شي فهل هذا صواب ؟اقول لماذا لا نعترف ان كل واحد منا وقع في خطأ وبنى وجوده على سياسة ردت الافعال فالحكم الملكي اعدم العشرات من العراقيين كردة فعل على احساسة بجودة افكارهاو الاوامر التي يتلقاهاكونه لم يكن وليد الظرف العراقي بل جاء من رحم ملكيات اردنية تلتقي مع الملكيات العربية تحت ولاية بريطانية ولو كان اليوم الحكم ملكيا اقول لانتفض عليه من يدافع عنه ويترحم علية وهذه بديهية وفق التقلبات الزمنية والمعطيات الاقتصادية والتغييرات التي حدثت عبر ثلاثين سنة مرت والحال ايضا ينطبق على الحكم الجمهوري وحكم صدام حسين واخيرا حكم الاحزاب الاسلامية حيث كلها تعمل وفق سياسة ردة الافعال والاتكاء على الاعتقاد ان كل واحد من هولاء هو صاحب الحزب والفكر الصحيح والمذهب النقي والارادة الحقة في الوجود وهكذا وجدنا انفسنا في وطن مقسم يسوده افكار ظلامية تعتقد انها نزلت من السماء ولا يوجد من يعارضها حيث الموت والقتل بالجملةكل ذلك يحتاج ثورة وعي تحتاج لملهم يجمعها تحت مشتركات هدفها وحدة المجتمع تحت هدف واحد هو الهوية العراقية ونسيان الماضي فهل يظهر فينا هذا الملهم!