تحرير هيت

 

 هيت احدى المدن المهمة لاعالي الفرات ،تقع على الضفة الغربية من النهرالى الشمال من مدينة الرمادي بمسافة 70  كيلومترات ،وتبعد عن بغداد 190  كم يبلغ عدد سكانها نحو 120  ألف نسمة ، وهي مدينة تاريخية ، وأحدى مدن المناذرة ،هيت مدينة بساتين النخيل والفاكهة ، من معالمها العيون الساخنة التي تجذب السياح وعلماء الاثار والجيولوجيا ،وفيها عين تسيل منها مادة القير ،وفي بعض الاحيان تبدو كأنها نافورة ترتفع منها ألسنة اللهب عاليا ،هذا المنظر لفت انتباه المؤرخين فأسموه النار الخالدة في هيت وليس في كركوك .موقع هيت الستراتيجي يشكل عقدة مواصلات مهمة جدا ،فهي تبعد نحو 60  كيلومترات من جهة شرق الرمادي ، وهي على مقربة من قاعدة عين الاسد في البغدادي من الغرب وتربط طرق مواصلات مهمة بين مدن الانبار القريبة ومناطق شمال غرب صلاح الدين،وشمال غرب الصحراء وصولا الى الموصل،ويسيطر تنظيم داعش على المدينة منذ تشرين الاول عام 2014 ونفذ فيها أبشع جرائمه ابرزها مجزرة عشيرة البونمر التي راح ضحيتها أكثر من 700  شخص .بعد تحرير الرمادي بالكامل والسيطرة على الكرمة ومحيط الفلوجة ستكون هيت الوجهة المقبلة للقوات العراقية ،حيث تستعد هذه القوات  للبدء في عمليات التحشد العسكري لقوات الجيش وابناء العشائر وعدد من افراد الشرطة المحلية للهجوم على مدينة هيت ،ووفقا لمسؤولين عسكريين فان اجتماعات عسكرية مكثفة شهدتها قاعدة عين الاسد خلال الايام الماضية بين قادة أمريكيين وضباط عراقيين وشيوخ عشائر لتنسيق الاستعدادات وتحديد ساعة الصفر بعد ان وصل فوجان من جهاز مكافحة الارهاب وثلاثة ألوية مشاة وكتيبة دبابات تابعة للجيش ،وأكثر من ثلاثة الاف مقاتل من أبناء العشائر و800  منتسب من الشرطة المحلية تمركزت في أطراف المدينة ،وستشارك المدفعية الامريكية لاول مرة في العمليات العسكرية ،حسب مصادر موثوقة ، وستقوم طائرات التحالف باسناد جوي مكثف على مدار الساعة بالاضافة للقصف المدفعي المركز ،وأكد الجانب الامريكي ان قوات الحشد الشعبي لاتشارك في معركة هيت،وتشير التوقعات ان المعركة ستنطلق من محورين رئيسيين الاول غرب جزيرة الرمادي من جهة البونمر والمحور الثاني ينطلق من الزنكورة بامتداد الرمادي ، تعتبر معركة تحرير هيت هدفاً ستراتيجياً للقوات العراقية حيث ستكون انطلاقة لفك الحصار عن مدينة حديثة ،وبعد تحريرها يعني عزل مدن اخرى مثل الفلوجة وراوة وعنه والقائم والمناطق المحيطة بها ،ويمكن اقتحامها بسهولة كون الانتصار في الرمادي أعطى الامل والدافع لسكان باقي المدن الغربية الى التعاون مع القوات الامنية لطرد داعش من مدنهم ،كما تشهد الفلوجة هذه الايام من انتفاضة عشائرية ضد التنظيم وسيكون تحرير هيت أسرع من الرمادي،وستعطي حافزا للقوات العراقية المتحشدة في مخمور والمتحفزة للانطلاق لتحرير الموصل .