للتسامح ثقافة

 

كان ومازال الغالبية العظمى من مجتمعنا العراق يطلق على فترة السبعينيات من القرن المنصرم بالفترة او المرحلة الذهبية من تاريخ العراق ، وراح الكثير منا وخاصة الذي عاصر تلك المرحلة يصفها بالمرحلة التي عاشها العراق وهو ينعم  بالامن والاستقرار والهدوء النفسي الى جانب الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي وفيها اعلن العراق تاميم نفطه من احتكار الشركات الاجنبية واستيراد احدث الاجهزة التقنية التي اسهمت بدفع القطاع الصناعي والصحي والعلمي والزراعي الى امام لينعش اقتصاده وتنفيذ مشاريع كبيرة ، واذا ما سلطنا الضوء على الفن والثقافة والرياضة في تلك المرحلة نجدها انها المتصدرة بل وشكلت منعطفا مهما بتاريخ العراق وسجلت اروع الملاحم التي مازال المواطن يستذكرها ويضرب بها الامثال اذا مااراد ان يقارن مرحلة السبعينيات بالثمانينيات التي كانت الخطوة الاولى لجلب ويلات الحروب على شعب مسالم وآمن لتمتد الى مرحلة التسعينيات وسنوات الحصار العجاف وقبلها اجتياح الكويت واحتلالها التي ختمتها تلك المدة بفتح شهية اميركا ودول اجنبية اخرى باحتلال العراق بعدما  دمرت البنية التحتية وقدرة الجيش العراقي الذي عد بعد خروجه من الحرب العراقية الايرانية واحد من اقوى الجيوش التي اكتسبت الخبرة في المواجهة والتصدي لاي عدوان خارجي ، نعم لتاتي القشة التي قصمت ظهر البعير في العام 2003 احتلال العراق ماخلفه ومازال الاحتلال من دمار شامل للعراق ، وتبقى مرحلة السبعينيات  هي المرحلة التي لاتغيب من اذهاننا وبينا الكثير مااحتضنته تلك المدة من منجزات وفعاليات تصب الى جانب المواطن الذي كان يشعر بالفخر والسعادة والتباهي عندما يعرف بجنسيته وهو يتجول بدول عربية واجنبية عالمية كانت تحترم وتهاب العراقيين لما يحمله من خلق واخلاق وسمعه محترمة بين دول العالم اجمع ، وكانت تلك المرحلة تمتاز وبعمق بثقافة التسامح التي سادت المجتمع وصارت الثقافة عنوان للعراقيين في المحافظات والعاصمة بغداد التي كانت مزارا للعرب والاجانب ، نعم ثقافة التسامح اسهمت بفرض الامن والامان والهدوء النفسي والصحي على مفاصل الحياة التي نجدها اليوم وللاسف متوترة بعدما فقد المواطن الامن والامان بل وفقد ثقافة التسامح التي حل محلها ثقافة العنف والهجوم واطلاق الاتهامات والتخوين التي تصل حد الشتائم والسب والقتل في نهاية المشوار لتنتعش عندنا روح الانتقام وابراز دور العشيره الذي كان يتخذ دورا ايجابيا في تهدئة الامور العشائرية  وتحولت الى الفصل العشائري . نعم مازلنا نتوسم بالعراقيين الذين يمتلكون قلوبا مفعمه بالطيبة وروحا متخمة بالشجاعة والايثار ومازلنا نتوسم خيرا ان العراق سيستعيد عافيته  بعدما يضع يده على الفاسدين والفاشلين الذين اوصلوا العراق الى مرحلة الياس عند غالبية المواطنين لتبدا مرحلة جديدة لبناء العراق بعدما نبني ونصلح نفوسنا ونعمل جميعا وننمي ثقافة التسامح التي بها نتمكن ان نعيد ايام كنا نعدها بالذهبية في كل شئ .