في يوم من الايام كنت بائع متجول ابيع البالونات الملونة المملوئة بغاز الاوكسجين وكنت انادي بصوت عال ( فرح جهالك ، فرح جهالك ، نفاخ نفاخ ، مكي ماوس ، سبونج بوب الـــخ....... ) وانا في ذلك الحال مررت باحدى الازقة وانا ماشيا ً ، فتحت باب من خلفي قصرت خطواتي لعله احد الاطفال او من يعيلهم يريد ان يشتري بالوناً ، فسرقت نظري نحو الباب فوجدت طفلة في وجهها اشياء كثيرة يتراوح عمرها بين اربع سنينالى خمسة سنين تنظر الى البالونات ، ابتسمت بوجهها ، ابتسمت وانفجرت من البكاء والنحيب فبقيت مذهولا من الموقف هل ارعبها شكلي ام ماذا ، ودار في مخيلتي سوف يخرج اهلها ويقولون انك ارعبتها او.... ، اقتربت منها وقلت لها ( اشبيج بابا ، شبيج حبيبتي ) فصرخت بوجهي( مو انت بابا بابا شهيد بداعش ) ، فلم استطع الصبر اغرورقت عيناي فقلت لها ( ان شاء الله بابا عدل لاتبجين ) اصبر عليها لعله تسكت ، فقالت لي عبارة وبحرقة وصراخ ( اكلك بابا شهيد ماتشوف ماعندي فلوس اشتري نفاخ ) فلم استطيع تحمل الموقف فصرخت بصوت عال واخذتها وضممتها الى صدري ووضعت كل خيوط البالونات في يدها وكلانا يصرخ بصوت عال وسمعت ايضاً صوت بكاء خلف الباب وفتح الباب وخرجت امرأه كبيرة وهي تقول قلبت علينا المواجع وافجعتنا ياهذا وهي تصرخ وانا والطفلة نصرخ ايضاً ، فتحت ابواب عديده في الزقاق والكل يبكي لبكاءنا ، وبعد ان هدأ الوضع واستقرت الانفاس عرفت من الجيران والمرأء بأن هذه الطفلة والدها استشهد في قاعدة سبايكر والمرأة والدة الشهيد البطل ، ولم يعرفو مصيره لحد الان ولم يعثرو على جثته !!!!!!!
(هذه القصة حقيقة رواها لي احد الاخوه وهو بائع متجول ) . لن ننسى دمائكم يا الابطال ، العار كل العار لمن ساوم عليكم وباعكم للارذال الكفرة ، نسأل الله ان يمن على ذوي الشهداء بالصبر والسلوان ،،، الله الله في يتاماهم لاتنسوهم .