شرطية المرور

 

مهما حاولنا الكتابة عن هذا الموضوع ومهما بررنا وجودهن في هذا العمل – شرطيات المرور- فأننا في النهاية نصل الى نتيجة واحدة لاتقبل السجالات والمناقشات وهي أن الوضع الحالي والوضع ألأجتماعي والثقافة اليومية وألأجتماعية لحركة الحياة في بغداد والعراق لاتؤهل الفتاة أن تكون شرطية مرور في شوارع بغداد والمحافظات ألأخرى. ربما يتهمنا البعض بأننا متخلفون أو رجعيون أو صفات أخرى . أنا لستُ ضد عمل الفتاة أو المرأة بل على العكس تماماً. لكن الواقع ألأجتماعي الذي نعيشة فرض علينا قيودا معية يجعلنا أن ننظر الى بعض ألأعمال التي تمارسها الفتاة أو المرأة على أنه غير لائق نسبياً- ليس من الناحية ألأخلاقية- ولكن من ناحية نظر المجتمع الى هذا العمل على أنه نشاز لايصلح للفتاة أو المرأة مهما كانت درجتها العلمية. الواقع اليومي ألأجتماعي هو الذي يفرض هذا الشيء. سمعت ملاحظات وعبارات كثيرة جدا حينما مرت مركبتنا من تقاطع معين حيث كانت شرطية مرور تنظم السير هناك. كانت هناك عبارات حتى لايمكن ذكرها هنا لقساوتها. ماهو الدافع الذي يجعلنا أن نسمح للمرأة أن تقف في وسط الشارع لتنظيم السير ؟ هل تعذر علينا توفيرشباب أو رجال يقومون بهذا العمل أم ماذا؟ أنا شخصياً لاأقبل أن تكون إبنتي أو شقيقتي أو أي فتاة قريبة أن تعمل في هذا الميدان مهما كانت الأٍسباب..لكن أسمح لها أن تـكون شرطية في مكاتب المديرية العامة للمرور أومحققة أو قاضية أو محامية.الظروف الصعبة التي يمر بها البلد في الزمن الحديث تخلق أجواء غير مناسبة للفتاة أن تكون شرطية مرور في الشارع لتنظيم السير.