لا تؤخر عمل اليوم إلى غد

 

 الحياة مليئة بالصور والحكايات وألأمثال التي تلعب دوراً فعالاص في حركة الحياة في كل مكان وزمان. من ألأمثال المهمة في حياتنا هو المثل الذي نسمعه منذ أن كنا صغاراً في المدارس ألأبتدائية وهو لاتؤخر عمل اليوم الى غد.

هذا المفهوم يحمل بين طياتهِ احكاماً كثيرة ومفاهيم حياتية مهمة جداً في حركة حياتنا التي نعيشها على هذا الكوكب. يحثنا على ألأجتهاد في كل شيء وعدم التكاسل والتقاعس عن أداء أي مهمة حياتية مهما كانت كبيرة أو صغيرة. تأخير أي عمل عن أدائه في الوقت المطلوب يجعلنا نتكاسل عن أدائه لاحقا وربما نتوقف عن أدائه أو أدائه بطريقة غير متقنة وبالتالي نقع في مطبات كثيرة نحن في غنى عنها. يقابل هذا المثل مثل آخر باللغة ألأنكليزية وهو :

A stitch in time saves nine

والمقصود هنا هو ” غرزة واحدة في الوقت المناسب توفر تسع غرزات لاحقا” . المعنى قريب جدا من لاتؤجل عمل اليوم الى غد وكذلك المثل القائل ” خير البر عاجله” . كل هذه ألأمثلة تحث ألأنسان على العمل في الوقت المناسب وأنجاز ألأشياء المطلوبة في وقتها دون تأخيرها الى وقت آخر. الدافع الذي جعلني أتكلم عن هذا هو شيء بسيط حدث خلال فترة ألأمطار الماضية جعلني أتأمل هذا الموضوع بكل صدق وقررت مع ذاتي أن لاأؤجل إنجاز أي عمل يتطلب إنجازه في وقت محدد. كان لدينا في البيت مسقف بسيط في جزء معين من البيت إتخذنا منه مكاناً لخزن بعض ألأشياء المهمة . كان في السقف ثقب صغير أو ثقبان أثناء إنشاء ذلك المسقف. إقترح بعض الناس المقربين من الرجال أن نغلق الثقب بمادة لاصقة تحسباً لسقوط ألأمطار في فصل الشتاء إلا أن تكاسلنا في إتخاذ ذلك القرار وإنجازه في الوقت المحدد جعلنا ندفع ثمناً وتعباً في اللحظة التي جاءت بها ألأمطار وسببت لنا إزعاجاً ليس له مثيل. تحت المطر الشديد ونحن نركض هنا وهناك من أجل إغلاق تلك الفتحة التي جعلت المكان بحيرة من مياه متلاطمة ألأمواج.

 لم ينطق أحدنا ببنت شفة لأننا تماهلنا في إنجاز ذلك العمل البسيط عند لحظة تشييد المسقف. ونحن نعمل تحت المطر الشديد تذكرت كلمات والدتي قبل أكثر من 30 عاما وهي تقول لي دائما بطريقتها البسيطة ” ..تحزم للواوي بحزام سبع″ ..ومعناه كن مستعداً لدحر الثعلب وكأنك تستعد لقتال ذئب. حقاً أن هذا الكلام جميل ويعطي درساً بليغاً للأستعداد لأي مشكلة مهما كانت كبيرة أو صغيرة.

لو كانت الحكومة العراقية قد إستعدت منذ اليوم ألأول لمشكلة الكهرباء ووفرت كل مقومات العمل لما إستفحلت المشكلة وجعلتها معضلة لايمكن حلها. هناك أمثال كثيرة في الحياة تتعلق بهذا الموضوع أتمنى أن نهتم بها كي لانقع في مشكلة التأخير وبالتالي يكون الثمن غاليا…فلاتؤجل عمل اليوم الى غدٍ لأن الغرزة المناسبة في الوقت المناسب تجعلنا نوفر عدداً كبيراً جدا من الغرزات وليس تسع فقط.