استراحة الروح(8) الفقير ابو ياسر الجبوري.. Muhammed Saad


شعاره الموت وقوفا مرفوع الرأس في جبهات القتال خير فقه المصطلحات الذي اصبح ولعا لكل من اعتاد على القيلولة بعد الظهيرة....والخلود للراحة مع زوجته واطفاله...
كان غني النفس فقير الحال...اذا اراد ان يضحك تتسارع الدموع متناثرة من زوايا عيناه الجنوبيتان....متذكرا الشهدآء من اخوته الذين ودعوا الدنيا الفانية...
أذا افتقدته في دولت آبآد يعني انه في جبهات القتال واذا عاد فعمله في المجلس اﻻعلى لحماية رئيس المجلس....
ومن أجل عطآء اضافي يسهر على راحته ويعود متأخرا الى سكنه المتواضع...كان من الدعاة العاملين هو دليل المجاهدين الذين يودون زيارة العراق مرورا بقرية حياة في شمال العراق اذ هناك مقرا لجهادي حزب الدعوة اﻻسﻻمية....اذا عاد من الجبهتين يتوافد على بيته بعض القادة لياخذوا منه المعلومات التي يستعملونها خﻻل لقآﻵتهم مع القواعد والمحاضرات...لكن خﻻل غيابه عن ايران لم يتقصد احد نن القادة ان يبعث زوجته للسؤآل عن زوجة المجاهد...انها الزوجة النجيبة والصابرة....
كان من واجبي اﻻدبي واﻻخﻻقي قبل الواجب الديني ان اتحرى عن احوال الدعاة الذين معي...
عند عودته في شتاء قارص اخبرته بان الحلقة الحزبية ستكون في شقته العالية في كروه113...
فعﻻ كعادتي كنت عنده قبل نصف ساعة من الموعد وقبل قدوم اﻻخوة اﻵخرين للتعرف على خال اخي المجاهد....
صدمت من عيشه في شقة خالية ...هناك موكيت اﻻساس في الشقة ...ﻻ توجد تدفئة كافية...ووجدت في احدى زوايا الحجرة منصة خشبية تعتليها ماكنة لحد السكاكين العمياء....قال ﻻ تستغرب يا اخي...الراتب لﻻيجار فقط...والعطآء آت الباقية ﻻ تكفي لسد كل احتياجاتنا...لذا اقترحت على زوجتي ان تجمع سكاكين من اﻻخوات لحدها مقابل واحد تومان لكل سكينة....
في احدى اﻻجتماعات قال اخبرت رئيس المجلس بأتي انوي اﻻستقالة ....
قلت له تستقيل؟؟ ما السبب...
قال اني في الليالي التي اقوم بحراسة مجلس العلماء والذوات من الحواريين لرئيس المجلس...يوصيني بشراء6كيلو مكسرات لوز وجوز..وفستق ..مع الساهون ليبدء الحضور الحديث معا واستذكار حياة آبآؤهم رحمهم الله...كل ذالك على انغام الفستق...يقول وانا انظر للعمائم النظيفة والوجوه المشرقة والمﻻبس المعطرة...والموائد الشهية...ينصرف فكري الى المجاهدين العراقيين في شمال العراق وهم يقتاتون على الخضراوات التي يزرعونها...امثال البصل والفجل و الريحان وعلى الخبز الذي يخبزونه على الجبل و في البرد وبايديهم المباركة...يقول المجاهد لم اتحمل اكثر....
عاد في نفس اﻻسبوع الى الجبهات ليتنفس ريح الجنة...
ودعته حين قررت الهجرة الثالثة باتجاه سوريا وانا اعلم ان فرص رؤيته ﻻحقا تبدو ضئيلة...
دخل العراق ايام اﻻنتفاضةمع رفيق دربه الشهيد السعيد الشاعر ابي نصير المشخابي...ليتكاثر عليه قوم هم اشباه زبانية اللعين عبيد الله بن زياد بن ابيه...ليضعوا في عنق ابي نصير واخينا المجاهد اطار سيارة واشعلوه بهم والمجرمون يتفرجون عليهم....
استشهدا معا ونعيا معا وغادرت ارواحهم متعانقة معا...
بينما القادة مكثوا طويﻻ على الحدود ولم يطلقوا كلمة السر...
(يا الله...يا الله ...يا الله)
انه حبيبي الشهيد المجاهد والمؤمن العامل ...
ابو زيد البصري...الزيدي ..سﻻم عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.. 
دمتم للعمل الجاد والمخلص...