إختراع عظيم

 

 في عالم الطب توجد أجهزة ومعدات ليس لها نهاية توفر للمريض أو المصاب لحظات عظيمة وتعيد له بهجة الحياة من جديد. أنا لستُ طبيباً بَيْدَ أن الظرف الصعب الذي كنتُ قد عشتهُ يوماً ما في حالتين مختلفتين جعلني أبحث عن هذا الجهاز وأطالع عنه بعض ألأشياء المختصرة لمجرد المعرفة ليس أكثر. ” حقا إن هذا الجهاز إختراع عظيم يستحق مخترعهُ جائزة نوبل” هذه العبارة قالها شخص قريب لي من الدرجة ألأولى حينما عاش لحظات مؤلمة في ليلة شتائية باردة جدا وقدعشتُ معه الحدث لأنه زارني عند الفجر قبل سنوات وراح ينقل لي معاناته الكبيرة من عدم القدرة على التبول ويشعر أن مثانته ستنفجر. كنتُ مرتبكاً لاأعرف ماذا أفعل . حاولت مع شريكة حياتي أن نفعل شيء معين كنا نعتقد أننا سنساعده للتخفيف من شدة ألألم التي يعاني منها. حينما يأسنا من مساعدته إظطررت للأتصال بقريب آخر ونقلنا الشخص المريض الى المستشفى. في اللحظة التي تم تفريغ مثانة المريض من البول شعر براحة لاتوصف وأطلق عبارته التي لازلت أحفظها عن ظهر قلب ” …إن هذا الجهاز لايقدر بثمن” . الحالة الثانية التي جعلتني أهتم مرة أخرى للبحث عن مفهوم هذا الجهاز هو تلك الليلة المزعجة التي تم فيها إستدعاء ولدي الطبيب المتخصص في معالجة المجاري البولية في إحدى مستشفيات بغداد. كانت تلك الليلة كابوساً مرعباً بالنسبة لي ولوالدته في نفس الوقت. في اللحظة التي وضعتُ فيها جسدي المنهك على الفراش إستعداداً للنوم جاءت شريكة حياتي تخبرني أن ولدنا سيذهب الى المستشفى بناءاً على إتصال من الطبيب الخفر يستنجد به أن يحضر الى المستشفى فوراً لوجود مريض يعاني من عدم القدرة على التبول وقد حاول الطبيب الشاب المتخرج حديثاً أن يثبت إنبوب التبول في قضيب المصاب ولكنه لم يتمكن من ذلك. كانت الليلة على وشك ألأقتراب من منتصفها وولدنا لايملك سيارة شخصية ولانعرف كيف سيجد سيارة أجرة في هذا الليل المزعج. أخيراً وصل ولدنا الطبيب الى المستشفى وأجرى اللازم للمريض وتبول وشعر بأرتياح كبير. هنا بحثت عن هذا الجهاز ووجدت المعلومات التالية عنه ” …يسمى الجهاز قثطار فولي… يُستعمل قثطارُ فولي عندما يكون من الصعب على المريض أن يتبوَّل، أو عندما يعجز عن التحكُّم بعملية التبوُّل. ومن الأسماء الأُخرى لقثطار فولي: القثطار الدائم وقثطار المثانة. يتكوَّن قثطارُ فولي من أُنبوب مطاطيٍّ رقيق وليِّن، ذو بالون على ذروته. يجري إدخالُ القثطار عبر الإحليل حتَّى يصل إلى المثانة ليقوم بنزح البول إلى خارج الجسم. والإحليلُ هو المجرى الذي يسلكه البول إلى خارج الجسم. عندما يُصبح البالون داخل المثانة، يجري نفخُه بالماء المُعقَّم. وهذا ما يجعل القثطار يثبت في مكانه، ويمنعه من الانزلاق خارج الجسم . يجري تثبيتُ الأُنبوب الذي يصل القثطار بكيس نزح البول إلى ساق المريض لإبقاء القثطار ثابتاً في مكانه . يضغط البالونُ على جدار المثانة. وقد يؤدِّي ذلك إلى شعور المريض بالحاجة للتبوُّل. ولكنَّ البول يتدفَّق إلى الخارج عبر القثطار إلى كيس نزح البول . ويجب تفريغُ كيس نزح البول في فترات مُنتظمة. يجب أن يكون مُستوى كيس نزح البول أدنى من مُستوى مثانة المريض كي يتمكَّن البول من الخروج. أمَّا إذا كان مُستوى الكيس أعلى من مُستوى المثانة، فإنَّ هناك خطراً لعودة البول إلى المثانة من جديد، وهذا ما قد يُسبِّب العدوى. يُمكن إبقاءُ قثطار فولي في مثانة المريض عدَّة أيَّام أو أسابيع. ويحدِّد الطبيب الفترة اللازمة. ولكن، يجب على المريض أن يتعلَّم كيف يعتني بالقثطار وكيس نزح البول كي يتجنَّب الإصابة بالعدوى ” . من خلال معايشتي مع ولدنا داخل البيت وألأطلاع على الصعوبات التي يواجهها الطبيب في بعض المستشفيات أدركت أن حالة الطبيب بصورة عامة غير موفقة في بلدنا لعدة أسباب ..منها عدم إحترام الطبيب في حالات كثيرة تحدث داخل المستشفى وإن الدولة عاجزة عن توفير حماية مطلقة للطبيب بصورة عامة مما يجعل بعض المرافقين للمريض يعتدون على الطبيب بطرق مختلفة وأساليب متعددة وهذا مايجعل الطبيب يصاب بألأحباط ويتمنى أن يهاجر الى دولة معينة تمنحه إمتيازات كثيرة لايحصل عل ربعها في هذا البلد. مهنة الطب بصورة عامة من أهم المهن في أي مجتمع لأنها تتعلق بحياة ألأنسان ولذلك أتمنى من الدولة أن تولي إهتمام خاص بالأطباء وتحافظ عليهم كي لايهربوا الى دولة أخرى ويتركوننا هنا نعاني من أشياء كثيرة تتــــعلق بصحتنا بصورة عامة.