الحذاء المفقود

 

 من خلال العذاب الذي عاشه ومازال يعيشه الشعب العراقي بعد التغيير الذي لم يحقق لنا إلا الجوع والعطش ونقصاً في ألأموال والثمارات وجلب لنا الغش والسرقة والحقد وعدم المصداقية في أي شيء يتعلق بالدولة العراقية هبت الجماهير تطالب بالأصلاح ومحاسبة كل من كان له سبباً مباشراً أو غير مباشر في إفلاس الدولة. قبل ألأجتياح الجماهيري للمنطقة الخضراء كان كل عضو من أعضاء البرلمان يتبختر في مشيتهِ ، مختالاً فخورا لايعرف من هم الجماهير ولايعرف من هم الجياع لأنه شبع من الحرام ، ولم يعد يرى أي شيء سوى ثقافة السرقة وألأحتيال بطرق مختلفة من أجل زيادة رصيده الحرام الذي حصل عليه من هنا وهناك. أصبحت هناك مسافة بعيدة جدا بين المواطن الفقير وصاحب ألأمتيازات المهولة.

أصبح العضو يتصور أن جنتهِ هذه لن تبيد أبدا، وفي لحظة تحول كل شيء الى صورة أخرى . أصبح جميع ألأعضاء كأنهم أعجاز نخلٍ خاوية لا بل كأنهم جرذان تتطاير هنا وهناك خوفاً من حريق دخل الى عقر دارهم وأحالهم الى رماد. حقاً أن الله سبحانه وتعالى يمهل ولايهمل …يذل من يشاء ويعز من يشاء. حينما شاهدت الجماهير البطلة تزحف نحو وكر الفساد والسرقة وشاهدت الجماهير تسحب هذا العضو المسؤول وذلك الذي يدعي أن حصنه تمنعه من كل شيء، أيقنت أن الجماهير هي صاحبة هذا الوطن الجميل وهذه ألأرض المقدسة .

لم أتصور أبداً أن ذلك النائب  سيأتي عليه يوما ما يتوسل فيه من تلك الجماهير أن تعتقه لوجه الله ولم أتصور أن تلك النائبة المتغطرسة تركض بلا حذاء من أجل سلامتها وتستنجد بالبعض كي تطير الى الشمال ولم تشفع لها ملايينها ومركزها الوظيفي. حقاً أن صرخة الجماهير أقوى من كل شيء.

لو كان أولئك البرلمانيون قد خدموا الجماهير بكل شيء وشاركوا في إزالة جزء من آلامهم المعيشية لما ركضوا كالجرذان في وسط النهار يلتمسون الخلاص.

من أكبر ألأخطاء التاريخية في تاريخ العراق الحديث هو مايسمى بالبرلمان،  هذا البرلمان الذي لم يحقق أي شيء للشعب من أي زاوية من زوايا الحياة.

 البرلمان إستنزف كل أموال الخزينة العراقية وحينما إشتد الخطر هرب الجميع وتركوا الفقراء في العراء تحت الشمس يهتفون بوحدة العراق وتاريخ العراق…….وظل الحذاء المفقود شاهدا على هلع وخوف النائبة المليونيرية… سلاماً أيها الشعب.. وسلاما أيتها ألأرض المقدسة.