اليتامى.. من لهم؟

 

اذهلني الرقم الذي سمعت به قبل ايام عن عدد الايتام في العراق، فهو يؤكد انه ثمة اربعة ملايين طفل يتيم في بلادنا، ولقد فقد هؤلاء الفتية والفتيات اباءهم بطرق مختلفة سواء في العمليات العسكرية المفروضة على شبابنا او جراء العمليات الارهابية والتفجيرات والعبوات اللاصقة والسائبة او من جراء الفتنة التي اوجدها المغرضون من باعة الضمير والقيم والاخلاق.

اربعة ملايين يتيم رقم مفجع ليس لهم معيل فيضطرون وهم صبية صغار الى اعالة عائلاتهم وامهاتهم واخواتهم واخوانهم الذين هم اصغر منهم سناً بسبل عمل مختلفة متحدين بذلك كل قوانين العمل التي لا تسمح للاطفال الذهاب الى سوق العمل كحدادين ونجارين ومصلحي سيارات وسواها من الاعمال الخطرة التي تقتل الطفولة.

بل ان هناك الكثيرين منهم ممن يلجأون الى اعمال اخرى غير مسموح لهم أو لسواهم مزاولتها كالاستجداء او بيع الممنوعات او الانزلاق في قضايا ضارة اجتماعياً واخلاقياً وبذلك ينشأ عندنا جيل من نوع غريب بلا تعليم ولا ثقافة ولا قيم مجتمعية لا هم له الا لكسب المال عن اي طريق كان.

واذا كان شعار الدين (فأما اليتيم فلا تقهر) فأنت تضطر في غالب الاحيان ان تعطف على هؤلاء الصبية بما تجود به بذلك في ظل غياب كامل للمؤسسات المختصة بالعمل والشؤون الاجتماعية ناهيك عن منظمات اممية ينبغي ان تولي جل اهتمامها لهذه الشريحة من المجتمع.

الفقر ليس عيباً، رغم انه ينبغي ان يتوارى نهائياً  من حياتنا، ونحن نمتلك ثروات هائلة تم تبديدها لكي لا ينعم بها المواطن، ورغم ان الذي حصل قد حصل ولا قدرة لنا على تغييره ولكن ذوي البصيرة، وسوف لن نفقدهم ان شاء الله، من ولاة الامر، لقادرون على رآب الصدع واعادة المياه الى مجاريها وتحسين مستويات المعيشة لهؤلاء اليتامى وسواهم من ابناء هذا المجتمع المظلوم!

فرفقاً باليتامى احباب الله، وكونوا لهم عوناً وسنداً يكفيكم الله شر الفاقة والحرمان، ولا يجعل بطونكم خاوية تنامون جياعاً وتستيقظون جياعاً انتم ومن جاوركم، واعملوا على مواساتهم وقد فقدوا اباءهم ومعيليهم وليس لهم بعد الله الا الحكومة التي ينبغي ان تكون حكيمة في كل شيء.