الرئيس وحملته الانتخابية ..... والناس

 

تقصدتُ التأجيل في الحديث عن هذا الموضوع الى ما بعد انتخابات مجالس المحافظات في العراق 2013م. لكي لايحسب ضمن الدعاية الانتخابية والدعاية المضادة لها.. فقبل اليوم البنفسجي للعراقيين , شنت الاحزاب حملة انتخابية كبيرة ,تعددت مهامها وتنوعت اساليبها .وكانت البداية مع الحملة المليونية للبوسترات الشخصية, ثم غير ذالك من الاساليب الدعائية وانتهاءا بقيادة الزعماء حملتهم الانتخابية الحزبية بشخصهم نفسه..وهذا مايحدث في معظم البلدان المتقدمة حيث يقود الزعيم الحملة بنفسه وبين انصاره ليعطيها زخما كبيرا {بحسب ما يعتقد هو }, وقد عمد كثير من رؤوساء الاحزاب العراقية الى فعل هذا الامر..وما أختياري للسيد رئيس الوزراء المحترم ؛ لهذا الموضوع الا لاسباب موضوعية وفي مقدمتها كونه صاحب الحل والعقد في هرم السياسة العراقية وان كثر مناصبيه عن حق أو باطل ..؟ والسبب الثاني في كونه صاحب القرار الاداري الاول في معالجة اية ازمة او حالة انسانية تستوجب التدخل المباشر والشخصي من السيد رئيس وزراء العراق شخصيا ...فكانت الفرصة قائمة حين بدأ السيد المالكي بالترويج لحملة حزبه الانتخابية شخصيا من خلال زيارته الى كربلاء والنجف والناصرية والعمارة والبصرة والخالص..وهناك ملاحظات جوهرية عدة احاطت بهذه الزيارات المعدة سلفا لاغراض انتخابية فقط..                                                            

وفي صلب الوضوع ودون مقدمات اخرى..لم يلتق السيد المالكي في كل هذه المحافظات بمواطن واحد يفترش الرصيف لكي يعيش.. ولم يركن سيارته على جانب ليترجل ويصافح مواطن واحد ثم يسأله عن مشاكله وأحواله وكيف يعيش..ولم يدخل أي بيت عراقي او محل عمل لمواطنين بسطاء , ولم يزر اية عشوائيات سكنية..ولم يستوقفه اي طفل يبيع  المناديل في الاشارات الضوئية..                   

ومعظم اللقاءات تمت في مسارح كبيرة أُعدت لهذه الزيارة سلفا ,وكان الحضور منتقى لهذا الموضوع سلفا أيضأ وخلت هذه المسارح من أي حضور مضاد فكري لهذا الحزب او ذاك , فقد ابتعد الجميع عن المناظرة الفكرية ؛ لكي لاتتحول الى حرب وثائق اخرى لاتبقي ولاتذر..ولكي لايكشف النقاب عن المستور من الفساد الاداري والمالي االذي يعصف بالبلد من شماله الى جنوبه , وكانت الشوارع نظيفة جدا ليوم واحد فقط.!!!                                                                    

وأبتعاد المسؤول عن المواطن وعدم مواجهته بالشكل المباشر, في رأي يعود لاسباب عدة  في مقدمتها :-                                                             

أولا:- ان المسؤول العراقي ولاسيما أصحاب القرار لايمتلك الشجاعة الكافية لمواجهة المواطن ومعرفة حقيقة معيشته , واللتي يشيح بوجهه عنها وكأنه لايراها..

ثانيا: - قد يكون الوضع الامني هو السبب , ولكن اذا كان الوضع الامني الى هذا الحد من السؤ ..فلماذا لانواجه واقع الادارة والمسؤولين عن هذا التردي في الامن والخدمات ..

ثالثا :- ربما يكون المسؤول ضامن لنتائج  الانتخابات مقدما , وليس بحاجة الى التعرف ومواجهة واقع معيشة الاخرين...                                 

رابعا :- ربما تعود الناس على حياة الدعة والهدوء في المنطقة الخضراء..وليس هناك مايبرر لسماع اصوات الفقراء..                                       

أرجو استذكار ميراث أهل بيت النبوة عليهم السلام ,معرفة كيفية تعايشهم مع فقراء المجتمع والانصات اليهم ..الفقراء هم أحباب الرسول الكريم عليه السلام وجلاسه ,لذا لاتنأى بنفسك عنهم فلست ضامنا للزمان والمكان , وتلك الايام نداولها ... .