ختام فعاليات ندوة القانون الإنساني الدولي والمشترك الحضاري بالزيتونة

 

أختتمت أمس فعاليات ندوة "القانون الإنساني الدولي والمشترك الحضاري" التي استضافتها جامعة الزيتونة بتونس يومي الأول والثاني من نوفمبر الجاري على مدرج "ابن خلدون" وسط حضور كبير من خبراء القانون ورواد العمل الإنساني من المنطقة العربية  بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين المنتدى الإسلامي للقانون الإنساني والجامعة بمباركة من الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد السحيباني ، الذي أكد أن هذه المذكرة تعد دليلاً على ما تتمتع به الجامعة من إرث حضاري سيساهم في تحقيق ما نصبو إليه من تنوع فكري يعنى بالعمل على تطوير جانب القانون الدولي الإنساني ، والخروج برؤية مستقبلية تواكب ما نصبوا إليه في مجال العمل الإنساني ، منوهاً كذلك بمشاركة المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني ، والمعهد العالي للحضارة الإسلامية بالإضافة إلى اللجنة الإسلامية للهلال الأحمر الدولي، والهلال الأحمر التونسي ، والهلال الأحمر القطري  ، والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ، والتي كانت مشاركتهم بذرة عطاء في بلد المشترك الحضاري "تونس".

 

وتخلل فعاليات الختام زيارة للمعهد العالي للحضارة الإسلامية واللقاءات مع طلاب الجامعة من جنسيات مختلفة ، بالإضافة إلى تكريم المشاركين في الندوة .

 

وأستشعر "السحيباني" أهمية هذه الندوة التي ولدت من "تونس" لتواصل رسالتها السنوية نحو العالم في ظل الظروف الراهنة قائلاً :"قدمت من قبلة المسلمين إلى قبلة العلماء المؤطرين والشعراء البارزين" مشيرا إلى دور "تونس" كدولة استشعرت قيادة وشعبا أهمية تداعيات الساحة الفكرية المعاصرة وهو ما يجعل المشترك الحضاري يحتم علينا التعدد والتنوع  والاختلاف الذي يثري هذه الحضارات ونعتبره مصدر قوة وبخاصة في مثل هذه الأوقات العصيبة التي تشهد الكثير من التجاذبات الفكرية والصراعات .مثمناً الدور الكبير الذي قدمته جامعة الزيتونة هذه الجامعة العريقة التي تعد من  أوائل الجامعة في العالم لتوثيق هذه الندوة علميا تاريخيا بالنظر إلى ما تتميز به من كوادر علمية  وأكد أن بيان "تونس" أو بيان "الزيتونة" للمشترك الحضاري سيجد الدعم من الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ومكوناتها من الجمعيات وهو ما يعني فتح دور ريادي لجامعة الزيتونة في تشريع رايات التعاون البناء والسلام والقانون الدولي الإنساني.

 

وشهد ختام "الندوة" إعلان عدد من التوصيات التي كانت نتاج اربع جلسات و سبعة عشر ورقة عمل ومشاركة العديد من المتحدثين ورجال الفكر والإعلام ، حيث أكد البيان على أن تخصص الجامعة سنويا موضوعا إنساني تحدده حسب ما تراه الاهتمامات والتطلعات العربية والدولية والقانون الدولي الإنساني ، بالإضافة إلى طرح موضوع إنشاء  "الكرسي العلمي في القانون الدولي الإنساني" ، والعمل على  إعداد موسوعة لغوية عن المشترك الحضاري ، وحث وتشجيع المنظومة البحثية في الجامعة على إثراء القانون الدولي والإنساني .

 

الجدير بالذكر أن جلسات الندوة شملت أوراق عمل: العمل الخيري مدخل للدبلوماسية الإنسانية للدكتور  محمد المعاضيد ، مكارم الأخلاق الحربية الإسلامية والقانون الدولي الإنساني للدكتور فوزي اوصديق ،  حماية اللاجئين في القانون الدولي الإنساني للدكتور عامر الزمالي، وتجربة اتحاد رعاية الأيتام في تركيا للشيخ صلاح أحمد الجار الله ، الحرية الإنسانية .دلالات وعبر للفيلسوف ابويعرب المرزوقي ، والقواعد الفقهية المؤطرة للعمل الإنساني للدكتور سامي الفريضي،  منهجية صياغة الشراكة بين المنظمات الإنسانية للدكتور فتحي جراحي ، دور اللجنة الإسلامية في نشر القيم الإنسانية للدكتور محمد العسبلي، السلام العالمي في القرآن الكريم "ذو القرنين نموذجا"  للدكتور محمد الشتيوي، الدلالات الإنسانية في العهدة العمرية للدكتورة رفيعة عطية ، والإعلام الخيري ودوره في نشر الوعي الإنساني للمستشار الإعلامي أحمد  ابوحسان

 

وقد ترأس الدكتور صالح السحيباني الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر جلسة الختام وإعلان البيان وشملت الجلسة أوراق عمل : العمل الإنساني في السنة النبوية . أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم نموذجا للدكتور عبداللطيف البوعزيزي، اللاجئون رؤية فقهية في ظل التغيرات الدولية للدكتور معز الجولي، تجربة بيت الزكاة في دعم المشاريع الإنسانية للدكتور عبدالله الحيدر ، مستقبل المشترك الحضاري للدكتور اليأس قويسم ، ثم ورقة عمل نشر قواعد القانون الدولي الإنساني المستوحاة من الشريعة الإسلامية للدكتورة صباح مريوة.