ثقافة قضاء الحاجة

 

مساء الخير ...
مكتوبنا عن ظاهرة اجتماعية ذات بعد ستراتيجي في فهم طبيعة الخدمات التي تقدمها البلديات لمدنهاوانعكاساته على السلوك العام.
البول للحمير اشهر نقاط الدلالة في الازقة والمدن العراقية .
فلا نجد حمامات عامة في شوارع بغداد او اي  المدينة ولايكاد يخلى شارع من فضلات او مبولة عفوية صنعتها الحاجة الملحة لرمي سموم الجسم ولهذا نرى لوائح سب وشتم منوعة لايخلوا منها تقاطع زقاق او ساحة وقوف سيارات النقل الخاص مكتوب عليها "البول للحمير " ..
الملفت للنظر ان البلدية تقرأ هذه العبارة وتعتبرها غير لائقة ولكنها لاتفكر في سبب اتخاذ هذه الزاوية مكاناً لقضاء الحاجة.
وتعتبره قلة ذوق وادب ناجم عن خلفية الفرد والجماعة لكنه في الحقيقة غير هذا بتاتا لان الفرد بحاجة ماسة لطرد الفضلات والسموم خارج الجسد ومن حيث انها فضلات لايمكن السيطرة على بقائها في الجسم الا لوقت بسيط وتولد توترا وضيقا شديدين جدا لذلك تراه يلجأ الى اقرب واستر خلوة او جدار لترك النفيضة ويقوم من فوقها مسرورا فرحأ.
اضف الى ذلك ان الانسان معرض لقضاء الحاجة في اي لحظة فمنهم المريض ومنهم الذي هد جسده زحام الشوارع وصار الطريق عليه ساعات بدل الدقائق او المرأة التي ضايقها حملها وسط المدينة..
نهاية الامر لا اريد الاطناب والتوسع في هذا الموضوع لانه واضح وظاهر جدا وصار ثقافة شارع ..
فلابد من خلاءات عامة تقلل كلف التنظيف والتزيين وتوفر كلف ايراد جيدة تصنع فرص عمل كما انها تقلل  للبلديات..
ومن تاريخ بغداد..
بعض الطرائف المشهورة هي أنه أثناء الأحتلال الأنكليزي للعراق في بدايات القرن المنصرم ، أصدر الحاكم الأنكليزي بياناً يمنع فيه الناس من التبول والتغوط في الشوارع والأماكن العامة ، وحدد غرامة مالية كعقوبة للمخالفين ، وكان مقدار المبلغ يختلف بين عقوبة التغوط وعقوبة التبول . 
بعد أيام جاءه الشرطي برجل بغدادي بعد ضبطه متلبساً بالجريمة ، وراح الضابط الأنكليزي يسأل المُتهم : هل كُنتَ وقت الجريمة sitting أم standing ? !
أجابه المتهم بخبث وهو يبتسم : مُكمبصنك . ( مكنبص : هي حالة تقرفص الجسد فوق القدمين عند تغوط الشرقيين فوق الأرض - اللغة العامية العراقية ) . 
طريفة أخرى تقول إنه في زمن حروب صدام مع إيران نزح الى العراق قرابة مليون مصري لسد فراغ الأيدي العاملة بعد إرسالها كوقود للحرب الدائرة ، وكان أحد هؤلاء الأخوة من صعايدة مصر يقوم بنوبة الحراسة الليلية في شارع أبو نؤاس حيث تكثر الكازينات التي تبيع المشروبات ، وصادف إن ثلة من السكارى كانوا يتبولون خلف السياج حين سمعهم الحارس الصعيدي الذي رفع بندقيته وصرخ بلهجته الصعيدية : مين اللي هناك ؟ 
أجابه أحد السكارى المتبولين ببرود وتذمر : دنبول دنبول ( يقصد إننا نتبول ) 
صرخ الحارس الصعيدي الذي لم يفهم المعنى : وبتعمل إيه هناك يا دنبولي !؟ . 
رباط سالفتنه ..
الدول حتى بالفضلات تستثمر واحنه الموارد نتلفها ..