رواية من زمن العراق ٢٥


رعب الحرب ..
لهذا قالت؛
قد اختلفت عليه الالسن.
كانت ليلة عرس صاخبة بكل  انواع العيارات النارية  الخفيفة والمتوسطه وما يصاحبها من مفرقعات بسيطة يحتفي بها الاطفال فيما بينهم في باحة الزقاق .
وبما انه كان على انقطاع زمني انساه صوت الحرب والقنابل ،واستقر سمعه لسنون طويله  وتعود في تلك البلاد على همس الحديث اسوة ببقية شعبها الذي لايجد سبباً جدياً يدعوه لرفع النغمة مما اعانه على تعلم عدت لغات واجادة لهجاتها ..
 في هذه الليلة ،ارتبك بشدة من صوت الرشاش وعاد بذاكرته الى ايام الحرب العراقية الايرانية وتساقط الاسلحة العمياء فوق سقوف بيوت الطين وباحات البيوت البسيطة وهروبه الى احضان امه ليطمئن عند سماع دقات قلبها وخفقاته المضطربة ..
في تلك اللحظة اصابته جفلة وخرس ..
ولكونه لايجيد لغة الاشارة مثل اي فرد اصابه الصمم..
لجأ للطم على وجهه واصدار اصوات غير مفهومة ..
اجتمع حوله الجميع واصبح الكل في لغط الحالة الا ....
امه ...
كانت على علم بحالته منذ الصغر..
ولانها لاترغب ان يغادرها مرة اخرى وتفقده في سنواتها الاخيرة...
لصقت راسه الى صدرها ليسمع قرع طبول دقات قلبها واختلت به الى غرفة اخرى..
وقالت للاخرين ...
استمروا باحتفالاتكم ..
لقد اختلطت عليه الالسن فما عاد يستقر على لغة محددة..
اتركوه عسى ان يستقر باله ويتحدث اليكم