بوتين ..ترامب..لوبان تحالف السلام العالمي؟!

 

بعد فوز ترامب المفاجيء بكرسي الرئاسة في أمريكا مؤخرا، سال لعاب زعيمة اليمين الفرنسية مارين لوبان ،وتحول إلى نهر أكثر هديرا من نهر  السين في فرنسا ،ولكنه ليس نهر مياه بل تخيلات وتهيؤات مريضة، وأصبح الوصول إلى حكم فرنسا هو شغلها الشاغل،وهي بطبيعة الحال لا تخفي يمينيتها ،كما أنها تتغزل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ،وتدعو اوروبا إلى عدم الخوف من روسيا ، وربما كانت هذه الإشارة هي التي تحسب لها ،لأن روسيا فعلا اوروبية ويجب التحالف معها ، لا أن يكون العداء معها هو سيد الأحكام.

منذ أن فاز ترامب ،ولوبان لا تهدأ بالتصريحات والتلميحات بأنها الأفضل لرئاسة فرنسا ،حتى ان رئيس الوزراء هو الآخر أسهم بذلك من خلال قوله أن فرنسا باتت إلى حكم اليمين  أقرب، وهذه شهادة لها خطورتها ودلالتها وربما أراد الرجل إستباق الأحداث ووضع موطيء قدم له في باحة تحرك لوبان على وعسى أن تعينه رئيسا للوزراء .

بالأمس خرجت علينا اليمينية الفرنسية المتطرفة بتصريح جد خطير قالت فيه أنها  والرئيس الروسي بوتين والرئيس الأمريكي المنتخب ترامب  ،ثلاثي مفيد للسلام العالمي،وذلك في إفتتاح مقر حملتها الإنتخابية الرئاسية المقررة في العالم المقبل ،وكانت على بعد كيلومترين إثنين من قصر الإليزيه ،ومن المؤكد أنها بالغت كثيرا في هذا التصور ،وذهبت إلى ما هو أبعد من التمنيات.

الكلام جميل ومفيد احيانا ، والتغيير إلى الأفضل أجمل واكثر فائدة ، ولو كنا نعتقد ولو بالحد الأدنى من ان تحالف اليمين سوف ينقذ الأرض من آفات البعض ، لصفقنا وهللنا ،لكننا نعلم علم اليقين أنه لا اليسار ولا اليمين المنقادين ليهود غير قادرين على تحقيق التغيير للأفضل لأن يهود أصلا لا يحبون لهذا العالم أن تهدأ نيرانه التي أشعلوها إنطلاقا من حقدهم على "الآخر "الذي يسمونه " الغوييم"،وهو كل مخلوق من غير يهود . 

التركيز على أرض الواقع هو الفيصل والحكم ،وهو القبس الذي يقودنا إلى الهدف ، وينجينا من العثرات والتعثرات ،وما اكثرها في هذا الزمن، لأن العالم بأسره لضعفه وسوء تقديره أسلم نفسه ليهود ،الذين شكلوا حكومة خفية تتشكل من كبار أثريائهم، وتحكم العالم وتقرر مصيره من إحدى الجزر النائية في هذا العالم، وهذا ما يؤكد أسباب إستفحال الشر في عالمنا وإندلاع الحروب وتوالد الزمات بكافة أشكالها.

لنبدأ بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي جاءنا فارعا دارعا ليشن حرب إبادة ضد الشعب العربي السوري ،ويستخد الأسلحة المحرمة دوليا ،شأنه بذلك شأن الإدارات الأمريكية السابقة التي مارست ضدنا كل انواع الحقد  وإستخدمت كافة أسلحتها المحرمة دوليا ، إرضاء لإسرائيل الخزرية، وها هو أيضا يحضر العديد من مرتزقة أوروبا الشرقية من الخبراء العسكريين والطيارين والقناصين لمساعدته في مهمته .

ما يقوم به الرئيس بوتين ليس دفاعا عن الرئيس الدموي بشار الوحش أو ..  لا فرق ، بل حبا ورغبة ملحة في الدفاع عن قاعدته البحرية العسكرية التي منحه إياها بشار على شواطيء البحر المتوسط في طرطوس باللاذقية شمالا ،والتي تعد الهدف الأسمى للرئيس بوتين ، وهي أساس بقائه رئيسا ،ولو خسرها لفقد مسببات وجوده رئيسا  قويا في بلاده.

أما ترامب فهو الذي جعل أمريكا ومنذ ترشحه للرئاسة وبدْحملته الإنتخابية الغبية ،تتنفس من منخر واحد ،وبعث فيها روح  التعصب والجريمة مجددا وأصبحت مشفوعة بدعوة رئاسية ،من خلال صبه جام غضبه على المهاجرين ،وقوله أنه سيطهر امريكا منهم ، دون علم منه أن بلاده قامت على الهجرة والمهاجرين ،وربما لا يريد أن نعرف أنه هو نفسه مهاجر،وعليه يجب أن يبدأ بنفسه ويرحل عن امريكا لا ان يترشح لرئاستها.

أما لوبان نفسها فإنها ستحول فرنسا إلى غيتو إنعزالي  يتبرأ من تاريخه العريق في الحرية والديمقراطية ،بعد ان كانت دولة تنويرية ، وسنرى ذلك مترجما إلى شعارات إنتخابية ستنثرها لوبان في أثير فرنسا لتلوثه أيما تلويث.

اليمين الأمريكي بقيادة ترامب سيفكك الولايات المتحدة ، واليمين الأوروبي سيفكك اوروبا كل ذلك لمصلحة يهود ، لأن مستدمرة إسرائيل الخزرية تعرضت لضغود هائلة من قبل أمريكا والإتحاد الوروبي للتوصل إلى حل يرضي الفلسطينيين ولو بالحد الأدنى،في حين أن الرئيس بوتين سيحافظ على وحدة روسيا الفيدرالية بدعم من يهود بطبيعة الحال.