النتن ياهو يحرق فلسطين المحتلة لينجو بنفسه

 

يمتاز الساحل الفلسطيني المحتل علم 1948 بغزارة امطاره لقربه من البحر ، وفي هذه الأيام بالذات يكون المطر منهمرا كالمزاريب ،فتترنخ الأرض وتكثر السبخات لأن الأرض تروى من مياه المطر، ومع ذلك نشهد حرائق مهولة في الغابات الفسيحة الممتدة ما بين القدس وحيفا مرورا بتل أبيب ،وتعجز قوى الإطفاء الإسرائيلية عن إطفائها ،ما إضطر النتن ياهو إلى مناشدة العالم للمساعدة في عمليات الإطفاء حتى لا تصل الحرائق للمخزونات الكيماوية وغير ذلك من المواد الخطيرة في حيفا على وجه الخصوص،وإستجاب العالم بطبيعة الحال خشية أن تشهد فلسطين المحتلة هجرة عكسية ،ويعود اليهود إلى دولهم الم ويمارسوا فسادهم وإفسادهم كالمعتاد ،وكم نستغرب تهافت تركيا المسلمة على المشاركة في إطفاء الحرائق الإسرائيلية ،وكذلك عرض كل من مصر والأردن في المشاركة في التخفيف عن مصاب يهود بحر الخزر في فلسطين.

نجد عذرا للقوى العالمية التي هبت لنجدة مستدمرة إسرائيل ،لأن خسارتها في حال عودة اليهود إليها ستكون أكبر بكثير من كلفة المساعدة في إطفاء الحرائق النتنياهوية ،لكن ما لم يجد له العقل مبررا منطقيا هو تهافت سلطة اوسلو/وكيلة الإحتلال الجديدة برئاسة الأصفهاني محمود ميرزا عباس غلوم ،بإرسال  إطفائياتها  للمساعدة في إطفاء الحرائق الإسرائيلية التي لم يكشف مصدرها حتى اللحظة،علما أن هذه السلطة لم تحرك ساكنا عندما كان النتن ياهو يشعل الحرائق في قطاع غزة بطائراته ومدفعيته ودباباته وصواريخه ،وكأنه لا صلة لهذه السلطة بقطاع غزة.

هذه الحرائق التي نشهدها ولسنا بالضرورة فرحين بها لأنها تحرق شجر فلسطين وزيتون فلسطين الرومي ،لكن فرحتنا تكمن في أن هذه الحرائق كشفت مجددا أن مستدمرة إسرائيل الخزرية هي أوهى من خيوط العنكبوت ،ونتساءل خبثاء:ما دامت مستدمرة  إسرائيل بهذا الضعف فلماذا بقيت حتى يومنا هذا ،وتسلمت ما أرادت من أراضينا العربية غير فلسطين؟

هذه الحرائق إندلعت بنيران النتن ياهو الذي فضل حرق مستدمرته لينجو بنفسه ،خاصة وأن رأسه ورؤوس المقربين منه وبالذات زوجته ، غرقت في الفساد المستشري في تلك المستدمرة التي تلفظ انفاسها،ولمن يعرف النتن ياهو فإنه يفكر بهذه الطريقة لأنه يعرف مصير أسلافه ، وفي المقدمة موشيه كتساف الإيراني الأصل الذي سجن بتهمة التحرش ،والسفاح شارون ملك إسرائيل غير المتوج والذي كان يلقب بالبلدوزر ،وقد تم التحقيق معه ومع أبنائه بتهمة الفساد ،علما أن إرهابه مذ كان في الفرقة  الإرهابية 101 وحتى إجتياح لبنان بالتنسيق مع حافظ الوحش ،وإخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان ،وخنق المقاومة اللبنانية ،كل ذلك أسس لشرعنة وجود إسرائيل ،وكان يستحق غير ذلك ،لكن طريقة تفكير يهود بحر الخزر ليس كتفكيرنا نحن العرب الذين نؤله الحاكم .

بدأن القصة قبل عام حيث تبين أن نتيناهو يريد شراء ثلاث غواصات نووية من المانيا لكن وزير حربه آنذاك موشيه يعلونم رفض الصفقة ،ففاحت الريحة وأمر المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية بصفته المدعي العام العلى تعليماته  بالشروع فحص أولي في شبهات فساد شراء هذه الغواصات العسكرية النووية.

ومن الخيوط الذهبية الدالة على فساد النتن ياهو  ضلوع محاميه الشخصي في الصفقة  ديفيد شاميرون ممثلا للشركة الألمانية التي تبيع مثل هذه الغواصات،ما دعا الإعلام الإسرائيلي وخاصة القناة التلفزيونية العاشرة بفتح الكلف مجددا وكشف الكثير من الأسرار ،وتم التركيز على موقف وزير الحرب يعلون ورفضه للصفقة كونه الكثر خبرة ودراية بمثل هذه الأمور ، إضافة إلى أن النتن ياهو  يصر على إتمام الصفقة دون ان يقدم الجيش له طلبا  بذلك،وهذا ما دعا النتن ياهو بالإطاحة مؤخرا بوزير الحرب يعلون ،بعد أن أعلن يعلون أن هناك جهات خارج الجيش هي التي تحرك الصفقة وتدير اللعبة.

استشعر النتن ياهو المتعنت بالخطر وأراد مواجهته ليثبت حتى ليعلون ومعارضيه انه الأقوى ،فعزم على السفر لألمانيا لإتمام الصفقة  في شهر شباط الماضي ،دون علم يعلون المعارض لها ،وعندما  وصلت الأخبار إلى يعلون  نشبت بينهما مواجهة حادة ،وإدعى النتن ياهو أن المستشارة الألمانية ميراكل ربما تخسر في الإنتخابات المقبلة ،وبالتالي فإن مستدمرة إسرائيل سوف لن تحصل على صفقة بهذا الثمن الجذاب،فإنهارت الأسئلة  حول إصرار النتن ياهو على إتمام الصفقة خاصة وأن إسرائيل باتت مقبولة عربيا وإسلامية ،وأصبحت تفرد جناحيها فوق المساحة التي تمتد ما بين البحر المتوسط غربا وبحر قزوين شرقا ، كما أنه لم يحصل على طلب شراء من الجيش .

هذا ما دعا الشرطة لتكثيف التحقيق  قبل  أشهر حول فحص كافة خيوط الصفقة  لإكتشاف مدى تورط النتن ياهو فيها ،لكن نفوذ النتن ياهو في صفوف الشرطة أعاق سرعة التحقيق ،وبالتالي لم تصدر الشرطة أي بيان حول الصفقة  التي هزت عرش النتن ياهو حتى يومنا هذا .

جل ما فعله النتن ياهو هو قيادة حملة تحريض ضد فلسطينيي الساحل المحتل عام 1948 وإتهامهم بأنهم هم الذين أشعلوا الحرائق ،وتم إعتقال 12 فلسطينيا حتى لحظة كتابة هذا المقال ،ويبدو أن النتن ياهو يمهد لتسفير هؤلاء الفلسطينيين وعددهم يربو على 1.5 مليون فلسطيني تمهيدا ليهودية الدولة وضمهم للأردن في إطار الكونفدرالية الأردنية – الفلسطينية التي تشهد تباطؤا مقصودا في التنفيذ لرغبة بعض الأطراف الخارجية في إفشالها ،لأنها لا تريد للأردن أن يتوسع في حين تشهد غالبية الدول العربية حالات تجزئة قسرية.

النتن ياهو هو الذي أشعل الحراق في فلسطين المحتلة لعدة أسباب أهمها النجاة بنفسه من تبعات صفقة الغواصات النووية الألمانية ،وحرق أشجار الزيتون الرومي الفلسطينية المعمرة ،للتخلص من أي أثر للفلسطينيين هناك ،خاصة وأن مستدمرة إسرائيل باتت تستورد الزيت والزيتون من الأردن ،لتعيد تعبئته في عبوات صغيرة وتغلفه جيدا وتسوقه في الغرب على انه زيت وزيتون ا؟لأراضي المقدسة،ولا يغرنكم نداء  إسرائيل تحترق الذي بثوه عبر فضاء السيد غوغل لكسب التعاطف العالمي معهم ،وان الفلسطينيين هم الذين أشعلوا الحرائق في ممستدمرة إسرائيل.

وهناك هدف خطير ثالث كما أسلفنا وهو تعبئة الرأي العام الإسرائيلي أولا وتهيئة الرأي العام العالمي حول خطر فلسطينيين الداخل على مستدمرة إسرائيل قبل تسفيرهم المتفق عليه إلى الأردن .

السؤال الذي يطرح نفسه :هل ينجح النتن ياهو في النجاة بنفسه من حبل مشنقة صفقة الغواصات النووية الألمانية ،ويحقق أهدافه في التحرض ضد الفلسطينيين وحرق أشجار الزيتون الفلسطينية المعمرة التي تعود للعصر الروماني؟

نحن نرقب الأحداث عن كثب وسنرى النتائج ،ولكن هل يقبل عقل الآخرين القاصر ما اوردناه أم انهم سيدافعون عن سيدهم المتعنت النتن ياهو؟