الثقافة والعولمة

 

 

 

 

تتميزالمرحلة التي نعيشها بضغط العولمة وأهمية المشاركة في صناعة المعرفة وفي الاطلاع ومتابعة تطور المعرفة في شتى مجالات حياتنا.

المعرفة هي زبدة ثقافة عصر العولمة، ما أراه أن حركة المعرفة في مجتمعنا العربي، هنا داخل اسرائيل. وفي امتداد رقعة العالم العربي، تخضع للكثير من المسلمات والمفاهيم النهائية غير القابلة للتطوير. بكلمات أخرى غير قابلة للاندماج في العولمة والمعرفة.

تشخيصي أننا أمام حالة من فقدان الذات الثقافي والمعرفي. ليس على المستوى الشخصي، إنما في المقاييس الاجتماعية العامة.

نحن في عالم ينطلق الى الأمام بسرعة تفوق سرعة الصوت תما زلنا نغفوا في ظلال خيامنا وجمالنا... ونثرثر عن حضارتنا التي أضاءت بنورها ظلمة العالم القديم.

 

ماذا نفعل لنجدد نشاطنا الحضاري؟

يتميز جزء كبير من الفكر السائد اليوم في عالمنا العربي عامة وفي مجتمعنا العربي داخل اسرائيل بـأنه فكر ماضوي يرفض التجديد، يتمسك بمسلمات لم تعد تتلائم مع العصر الذي نعيش فيه. تفكيرنا يتخلف في جميع المجالات. في مثل هذه الحالة لا يتوقع أحد أن تنشأ لدينا حركة ابداع ثقافي، حقاً يوجد لدينا كتاب وشعراء، لكنهم لا يشكلون وزناً مؤثراً قادراً على دفع مجتمعنا نحو آفاق أكثر اتساعاً.

أقول بوضوح لكل الأدباء المحليين : كتبنا جميعنا لا تقرأ، بعضها يستحق القراءة حقاً ولا يقل بمستواه عن ابداعات الآداب الأجنبية،  إذا لم نقم ببيع كتبنا بشكل شخصي ومباشر، فلن يسوق منها إلا عدد لا يتجاوز الأصابع في جسم الانسان.

لذلك الوهم أن النقد، ليس بالضرورة أن يكون سلبياً، يوجه الأنظار لبعض الكتابات، هو لغو واضغاث أحلام... أتمنى أن يكون صحيحاً ولو جزئياً.

إن النقد في ثقافتنا أمامه مهمة معقدة... وما أراه أن الاتجاه السائد في نقدنا  هو اتجاه "الضحك على النفس" و"الضحك على القراء" و" الضحك على ناظمي الشعر ولاصقي الكلام".

المسألة تجاوزت التشجيع. لا يمكن أن يظل النقد في ثقافتنا كتابة تشجيعية، حتى هذه الكتابة لها شروطها وأهم هذه الشروط القدرة على تفكيك النص وفهم السلبي والايجابي وكشفه للمبدع والقارئ.

 

الناقد ليس مشجعاً في ملعب كرة قدم... كما هي حال الأكثرية. الناقد هو رامزور، يجب أن يحافظ على نظام سير ثقافي ويمنع فوضى الثقافة، عندها سنجد أن الطريق ستكون سالكة أمام الإبداع الجيد. ومغلقة أمام الإبداع الضحل مهما كثر ضجيجه.

nabiloudeh@gmail.com