السند .. بقلم/ ريم حسون

 

متكئة على حائط مهدم تتمسك به تارة وتتكئ عليه تارة تخاف عليه السقوط محتميةٌ هي به كطفل رضيع يخاف فقد أمه تشتكي له أنين روحها الممزقة عندما جلس أمامها ذاك الرجل الأنيق الملبس بهي المنظر على عكسها مكتسية بتراب الحائط جلس مكسور الكلام نادم قال لها جئتك وبصوته ترتجف النبرات والعبرات جئتك نادماً معتذراً أيتها الطيبة جئتك لأشفي جراحك وبنظرة منها وزفرة كادت تحرق كل المكان قالت أيها الغائب الذاهب مع الحياة ماذا تريد مني بعد فقد كنت مجرد تلك الرغبة لك والصور  أتخلى عنك من هم حولك أنظر بعينك الى هذا  الحائط أخاف عليه كما يخاف عليّ يسند ظهري يحميني لم آتي إليه يوماً وخذلني ينتظرني كما أنتظره يصارع الحياة لأجلي يقف بوجه الرياح صامداً وبوجه العيون والرغبات ياأيها الغريب نعم جراحي لازالت مفتوحةٌ لكنها لم تعد تؤلمني  عد من حيث أتيت لرغبة أخرى تركتها وراءك بعد أن مزقتها فربما لم تستطع النهوض كما فعلت أنا وربما لم تجد حائط تستند عليه أما أنا لم أعد بحاجة لك لأنني سأدفن عند هذا الحائط يوماً لأنه سيحميني عند موتي كما فعلها وأنا على قيد الحياة فقد لجأت إليه ولم يخذلني لأنه أوسع وأحن من قلبك و من جميع هذه البلاد