أسرار مجزرة قاعة الخلد.. لماذا قتل صدام حسين رفاق النضال!؟

 

شهد الكادر المتقدم، من حزب البعث، حوار غير منطقي، في قاعة الخلد، العام 1979، بين صدام حسين، ومجموعة من رفاق النضال، بلغة جزار مع ضحاياه، يساعده في ذلك أخوه غير الشقيق برزان التكريتي.. رئيس المخابرات وسعدون شاكر وعلي حسن المجيد وعدنان خير الله، نُحِرَ أثناءه عسكريون وسياسيون ودبلوماسيون، ليرسخ صدام طغيانه.. ديكتاتورا مطلقا للعراق، متفردا بالسلطة القمعية، يحكم بعائلته وليس بالحزب، حتى حلول الجيش الامريكي في العراق يوم 9 نيسان 2003!

حكم الحزب الاوحد، ليس صحيحا، لكنه أرحم من حكم العائلة والعشيرة.. بيت ابراهيم الحسن وعشيرة البيجات من قبيلة البوناصر، يعيثون فسادا في أغنى بلد على وجه الارض، أحالوه الى حقل بلقع غزاه الجراد.

سجن بعضهم، في "ابو غريب" بتهم ملفقة، يرزحون في الذل تحت مهانة العقيد مانع التكريتي لهم، حد إختراق رجولتهم، بإتفاق منظم بين صدام وبرزان التكريتي وعلي حسن المجيد وعدنان خير الله وسعدون شاكر! تنكيلا بكل من يمتلك كارزما قد تنسخ جبروت صدام، الذي يسوؤه أن يرى شخصا معتدا بنفسه، إنما يريد الجميع أذلاء وهو العزيز الغالي.. وحده.

اعدم كلا من غانم عبد الجليل؛ لكونه متحدث مفوه، أدرك ذلك عنه خلال مباحثات تاميم النفط، ومحمد محجوب؛ لحيازته على المركز الاول عالميا في محو الامية ومنحه جائزة اليونسكو، واعدم عدنان حسين؛ لانه عقل العراق الاقتصادي، واعدم عبد الخالق السامرائي؛ لأنه جرد البكر وصدام من الاحترام والثقة، منذ العام 1970، واعدم محمد عايش وبدن فاضل عريبي؛ لشعبيتيهما بين العمال، وسجن مرتضى الحديثي 15 سنة وقتله في الزنزانة، ضمن "إحتفالات" ذكرى تأميم النفط 1 حزيران 1980 لانه رئيس الوفد العراقي المفاوض للشركات العالمية، ومرسي قواعد بيان 11 اذار الذي لم يلتزمه صدام إنما واصل القتل.. تلذذا.. بالكرد.

بدن فاضل عريبي، شكل ظاهرة متفردة بين قيادة الحزب؛ لكونه من عشيرة البوندا، من قبيلة كعب، التي تعود الى أصول جنوبية، وتحديدا العمارة، طواه كما طوى ناظم كزار قبله، بتدبير مؤامرة تنصل منها صدام، أما الباقون فكلهم تقريبا، من الواجهة الغربية للعراق.

وتسلسلت عمليات التصفية، من قاعة الخلد الى سجناء "ابو غريب" الى إغتيالات متفرقة، لم تبقِ قويا في السلطة، من حوله، ربما ينافسه؛ مقربا من يثبت أنه إمعة تقاد؛ لذا قتل وليد سيرت وعذب حامد الدليمي واحرقه حيا في السجن وإعتقل العقيد الركن سليم الامامي والعقيد الركن محمد عبد اللطيف، إستجابة لطلب عدنان خير الله بالتخلص من وليد وسليم وحامد وعدنان شريف، الذي قتل في حادث طائرة مدبر! العام 1981، كما دبر في ما بعد مقتلا مماثلا لعدنان.

وبهذا فإن إجتماع قاعة الخلد في تموز 1979؛ تصفية حسابات شخصية لصدام مع من يجد فيهم قوة شخصية تفوقه او تنافسه او يمكن ان تزحف عليه، حتى بلغ عددهم 22 قياديا نخبويا في حزب البعث والدولة، مستبدلا إياهم بأميين من أقاربه.

وللمثالي المؤمن بأن البعث حزب الكادحين عبد الخالق السامرائي، قول عظيم: "ستزيح مؤامراتهم كل الشرفاء، حتى ينهوا الحزب وينتهون".