جريمة اللوفر إرهاب طابعه إسرائيلي

 

يبدو ان الرد الإسرائيلي على قمة جلالة الملك عبد الله الثاني –ترامب التي نجم عنها فورا تحولا ملحوظا في موقف الرئيس ترامب من الإستيطان ،وقام بتعنيف الإسرائيليين على طمعهم وجشعهم وشهوتهم للتوسع ،قد جاء سريعا  ولكن ليس في واشنطن بل في باريس لضرب عصفورين بحجر وإستهدف جندي يحرس متحف اللوفر في قلب باريس.

الأول الإنتقام من باريس التي تسعى لتحقيق سلام عادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإجبار الرئيس ترامب على التراجع عن موقفه الجديد قبيل لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي النتن ياهو، ولهذا فإن  واشنطن عقبت على موقف ترامب الخير بقولها ان الإستيطان لا يعوق عملية السلام .

جاءت هذه العملية الإرهابية بالتنسيق بين  الموساد الإسرائيلي واليمين الفرنسي الطامع بالسلطة في فرنسا،وهذا ما يدعونا للقول  أنه ونظرالظروف وحيثيات هذه الجريمة من حيث مكانها وتوقيتها وأهدافها ، فإن  طابعها إسرائيلي  بحت.

 هذه الجريمة كسابقاتها التي عكرت صفو الأمن والأمان في فرنسا  تعد هروبا للأمام بالنسبة لإسرائيل ،التي إستبشرت خيرا بمجيء ترامب وبعثه الروح في اليمين الأوروبي ، حليفها الصاعد في هذه القارة التي توحدت تحت مظلة الإتحاد الأوروبي ، الذي ضغط عليها  من أجل التوصل لسلام عادل مع الفلسطينيين، وقام بتمويل الكثير من مشاريع السلام في فلسطين تأسيسا للدولة الفلسطينية المرتقبة ،وكان الطيران الإسرائيلي يقوم بهدمها فور الإنتهاء منها في رسالة جد وقحة للأوروبيين.

حاولت إسرائيل  تسويق الفلسطينيين الذين أوقفوا الكفاح المسلح ،بأنهم يستخدمون السكاكين لطعن الإسرائيليين وقتلهم ،وأظهرت  أن طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 12 عاما وهي طالبة في المدرسة ،قد هاجمت مجموعة من الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح وحاولت طعن أحدهم!!!؟؟؟

وها هي اليوم تنقل هذه الظاهرة إلى قلب باريس مدينة النور لتثير نقمة الفرنسيين على حكومتهم الحالية ،ولتدفعهم لإنتخاب اليمين الفرنسي وخاصة بعد تعرض مرشح اليمين لفضيحة فساد ربما تقضي على مستبقله السياسي وحلم اليمين معا،وبذلك تكون قد أحيت مجددا فكرة أن الفلسطينيين والمسلمين إرهابيون.

للمسلمين والفلسطينيين عدو تقليدي واحد هو من يغتصب قدسهم والمسجد الأقصى،وهو أيضا عدو المخلصين من المسيحيين المؤمنين  لأن هذا العدو يعيث فسادا في مدينة القدس المحتلة ،ويغتصب كنائسهم وفي المقدمة أم الكنائس كنيسة القيامة وكنيسة المعد،ويقوم بتدنيس كنائس أخرى  والكتابة على جدرانهاعبارات مسيئة للسيد المسيح  وأمه البتول العذراء الطاهرة عليهما السلام ،ويؤلف  ويبث أفلاما في قناته العاشرة  للنيل من  السيد المسيح وأمه البتول ،وهذا العدو هو مستدمرة إسرائيل الإسبرطية الخزرية الزائلة لا محالة.

هذا العدو هو إسرائيل التي تجد أنها تسرع إلى نهايتها المحتومة ،وتريد كسب الوقت من أجل الفساد والإفساد في هذا العالم الذي إكتشفها ،ولم تعد أساليبها  وحيلها تنطلى على أحد بانها تسعى للسلام بينما العرب يريدون  ذبحها.

تعكير صفو الأمن والأمان في الغرب او في غيره ليس من مصلحة المسلمين ، وخطاب الكراهية ليس خطابا إسلاميا او مسيحيا ،بل هو خطاب تلمودي ،كما أن الإسلام لم ينزل  عام 2001 بل له من العمر نحو 1500 عام ،وللمسيحيين المؤمنين دين علينا كمسلمين لا ننكره ،فالراهب العربي المسيحي الحكيم  بحيرة بشر بنبوة محمد ونصح أهله بحمايته من حسد الحاسدين  وحقد الحاقدين، كما ان النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" نصح صحابته المضطهدين من قبل قريش في البدايات بالهجرة إلى الحبشة  وقال لهم إن فيها ملك عادل ،وهو النجاشي بطبيعة الحال.

يبدو أن محراك السوء بين المسلمين والمسيحيين يريد إخفاء حقائق التاريخ الثابته وهي أن اليهود عاشوا أبهى أيامهم وهم في كنف المسلمين ،كما ان المسيحيين  نالوا حظا كبيرا من  الرعاية  تحت ظل الحكم الإسلامي،ولذلك فإن إثارة النعرة الإسلامية –المسيحية مردودة على أصحابها  التلموديين  البابليين.

هناك العديد من الخطوات المطلوب إتخاذها من الأصدقاء الفرنسيين واولها :إيلاء مهمة التحقيق لمحققين فرنسيين  يعملون لمصلحة بلدهم وليسوا من اليمين المتحالف مع إسرائيل ،حتى نصل إلى الحقيقة،وعليهم طرح سؤال مفاده:ما هي مصلحة المسلمين في إثارة القلاقل في فرنسا  بخاصة والغرب بشكل عام، وهم يلمسون  عودة الوعي بالنسبة للضمير الغربي تجاه قضاياهم،كما أن على الجميع إدراك أن هذه الفترة تشهد  تحركا محموما من قبل اليمين الغربي بشكل عام بعد الإتيان بترامب رئيسا في أمريكا،ومعروف أن هذا ليمين متحالف مع الحركة الصهيوينة ضمن منظمة " المسيحية الصهيوينة "،التي إفتتحت لها سفارة في القدس المحتلة وتدعو إلى تهويد فلسطين بالكامل.

قبل ستة أشهر وقف جلالة الملك عبد الله الثاني على منصة الإتحاد الأوروبي  وخاطبهم بما يليق بعقولهم وكان منفتحا ،وإختار عنوان محاضرته "ما معنى ان تكون مسلما "،وتحدث معهم بسلاسة الحكيم الواثق من طرحه ،حيث أوضح لهم ان الدين الإسلامي هو دين السلام والتسامح والرحمة ،وكيف يبادر المسلم الآخر بقوله السلام عليكم ،وتحدث معهم عن وصايا الخلفاء للقادة الفاتحين ،بمعنى أنه  عرض عليهم قواعد الحرب والسلام الإسلامية قبل ظهور إتفاقيات جنيف ب 1000عام .

تحدث إليهم جلالته بلغة إنجليزية  ذات لكنة محببة على قلوبهم ،ولم يكن ملتحيا ولا يلبس ثوبا حد الركبة دليلا على التشدد ،بل خاطبهم بالعقل والمنطق والحجة ،ولهذا انصتوا له طويلا ،وصفقوا له مرارا وطويلا بحماس ووقفوا له إحتراما وتقديرا.

هذه  النقلات الوعية التي يحدثها جلالته لا تروق للتلموديين الحاقدين على البشرية جمعاء ،ولذلك إتخذوامن الساحة الوروبية ميدانا للتخريب بإسم المسلمين ،ولا يهم إن كان المنفذ شابا مسلما  إصطاده الموساد بواسطة المخدرات او النساء.