النومُ في العسل

عندما‭ ‬تكون‭ ‬الأحلام‭ ‬أجمل‭ ‬من‭ ‬الواقعِ‭ ‬يكون‭ ‬النوم‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬اليقظة‭ ‬،‭ ‬وعندما‭ ‬يكون‭ ‬لديك‭ ‬طموحات‭ ‬وأمنيات‭ ‬لا‭ ‬تستطع‭ ‬تحقيقها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭  ‬فحتماً‭ ‬ستلجأ‭ ‬الى‭ ‬النوم‭ ‬لعلك‭ ‬تجد‭ ‬لك‭ ‬متنفساً‭ ‬لتفريغ‭ ‬شحنات‭ ‬من‭ ‬رغباتك‭ ‬وامنياتك‭ ‬وطموحاتك‭ ‬،‭ ‬وعندما‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬تحلم‭ ‬فحتما‭ ‬سيعتريك‭  ‬اليأس‭ ‬والأحباط‭ ‬حينها‭ ‬يصبحُ‭ ‬الليل‭ ‬والنهار‭ ‬سيان‭ ‬عندك‭ . ‬وينطبق‭ ‬عليك‭ ‬قول‭ ‬امرئ‭ ‬القيس‭ … ‬

الا‭ ‬ايها‭ ‬الليلُ‭ ‬الطويل‭ ‬ُ‭ ‬الا‭ ‬أنجلي‭ ….‬بصبحٍ‭ ‬وما‭ ‬الأصباحُ‭ ‬منك‭ ‬بأمثلي‭ ‬

حينها‭ ‬عليك‭ ‬ان‭ ‬تستذكر‭ ‬فوائد‭ ‬النوم‭ ‬وانت‭ ‬تردد‭ ‬ابيات‭ ‬الجواهري‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬

نامي‭ ‬جياعَ‭ ‬الشعّب‭ ‬نامي‭ ‬

حرستك‭ ‬آلهة‭ ‬الطعامِ‭ ‬

نامي‭ ‬فأن‭ ‬لم‭ ‬تشبعي‭ ‬

من‭ ‬يقظة‭ ‬ٍ‭ ‬فمن‭ ‬المنام‭ ‬ِ‭ ‬

نامي‭ ‬على‭ ‬زبدِ‭ ‬الوعود‭ ‬

يَداف‭ ‬في‭ ‬عَسلِ‭ ‬الكلامِ

أو‭ ‬تستذكر‭ ‬معروف‭ ‬الرصافي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭: ‬

يا‭ ‬قوم‭ ‬لا‭ ‬تتكلّموا‭ … ‬ان‭ ‬الكلام‭ ‬محرَّمُ‭ ‬

ناموا‭ ‬ولا‭ ‬تستيقظوا‭ … ‬ما‭ ‬فازَ‭ ‬الا‭ ‬النوَّمُ

وتأخروا‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭… ‬يقضي‭ ‬بأن‭ ‬تتقدموا‭ ‬

ودعوا‭ ‬التفهم‭ ‬جانباً‭ … ‬فالخير‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تفهموا‭ ‬

اما‭ ‬السياسة‭ ‬فاتركوها‭ ‬ابداً‭ ‬وإلّا‭ ‬تندموا

وأطال‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬شاعرنا‭ ‬علاوي‭ ‬كاظم‭ ‬كشيش‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ( ‬اذا‭ ‬الشعبُ‭ ‬نوماً‭ ‬اضاع‭ ‬َ‭ ‬الحياة‭ ) ‬فهو‭ ‬حتما‭ ( ‬يعش‭ ‬ابد‭ ‬الدهر‭ ‬بين‭ ‬الحفر‭)….‬

النوم‭ ‬في‭ ‬العسل‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬فلم‭ ‬للزعيم‭ ‬عادل‭ ‬امام‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬معاناة‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكومة‭ ‬لا‭ ‬تدري‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬الكواليس‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬البيوت‭ . ‬فالناس‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬ترغب‭ ‬بشئ‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬انها‭ ‬نسيت‭ ‬شئ‭ ‬اسمه‭ ‬الحياة‭ ‬الجنسية‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬اي‭ ‬رغبة‭ ‬لدى‭ ‬الشعب‭ ‬لذلك‭ ‬هو‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الكبت‭ ‬و‭ ‬العقد‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والامراض‭ ‬النفسية‭ . ‬والسبب‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬ممثلي‭ ‬الشعب‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬وادي‭ ‬والناس‭ ‬في‭ ‬وادٍ‭ ‬آخر‭ . ‬

في‭ ‬نهاية‭ ‬الفلم‭ ‬يقود‭ ‬عادل‭ ‬امام‭ ‬الجماهير‭ ‬في‭ ‬مظاهرة‭ ‬حاشدة‭ ‬امام‭ ‬الشعب‭ ‬ليصرخ‭ ‬ااااه‭ ‬طويلة‭  ‬وتصرخ‭ ‬الحشود‭ ‬من‭ ‬خلفه‭ ‬نفس‭ ‬ال‭ ‬ااااه‭ ‬،‭ ‬فمجلس‭ ‬الشعب‭ ‬المؤقر‭ ‬لم‭ ‬يدرِ‭ ‬بان‭ ‬الشعب‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يرغب‭ ‬بشئ‭ ‬فقد‭ ‬مللنا‭ ‬الطعام‭ ‬والشراب‭ ‬والجنس‭ ‬ومللنا‭  ‬حتى‭ ‬الحياة‭ ‬ونريد‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬ياخذ‭ ‬امانته‭ ‬لكي‭ ‬نرتاح‭ ‬من‭ ‬الطسات‭ ‬والمطبات‭ ‬والحفر‭ ‬والسيطرات‭ ‬التي‭ ‬اكلت‭ ‬اعمارنا‭ ‬خاصة‭ ‬وان‭ ‬الصيف‭ ‬على‭ ‬الابواب‭. ‬وااااه‭ ‬