معلومات بوليسية

 

في كل بقاع الأرض عندما تقع مصيبة آو كارثة آو خوف وهلع يستنجد  الناس بالشرطة آو الجهاز الأمني المسؤول عن حماية الإفراد، إلا في العراق الكل يرتعد من الشرطة والجيش والسلطات الأمنية وذلك لما تحمله من نفس عدائية  ضد المواطن وكأنها تقابل عدواً فتشهر السلاح بوجه المواطن البسيط وتترك المليشياوي يعيث بدون حساب آو كتاب. 
تشكيل اقرب ما يكون الى أداة بوليسية تبحث عن معلومات استخبارية بين المواطنين وكان هذا واضح عندما قامت بتوزيع عدة استمارات فيها طلب معلومات دقيقة لا تبقي إي شاردة آو واردة في عدة مناطق في بغداد لتقوم بعد ذلك بجمع اكبر عدد من المعلومات لكي يقعوا بقبضتها بأسرع مما يتوقع.
في ظل النهج الذي تمارسه الدولة البوليسية على صعيد تضخيم المخاطر، والتحريض ضد المواطن بفئاته الأخرى وقومياته مع تضليل الرأي العام حول دوافع الهجمات على المواطنين الحقيقية لكي ينسوا أوضاعهم المتردية على صعيد التخويف الأمني والتشديد بمناطق وترك مناطق اخرى يلعب بها المغرضون من دون إي تطبيق للقانون عليهم، مما يعني الكيل بمكيالين وهذا يعني فسح المجال لنشوب حرب واقتتال بين أبناء الوطن الواحد بسبب السلطة التي لم تراع الطلبات في جهات مختلفة وراء ظهورها وإعطاء آخرين بعض الامتيازات والحقوق لهم، وبعد كل هذا بدأ الناس يفهمون معنى فقدان الآمن مقابل حقوق مسلوبة والكل يعلم من هو الذي يتحمل مايجري على الساحة ومن هو المسؤول الأول والأخير عن كل ما حدث من شقاق واعتداء بين العراقيين كما إنهم يسعون الى التحريض المستمر لخلق الذرائع من اجل النزول إلى قتال طائفي الرابح فيه خسران.
التعامل الآن احدث فجوة كبيرة بين أبناء الشعب حتى اعتبر البعض منهم إن هناك من هم اقل مستوى من اجل كسر ارادتهم في الحياة الكريمة الواجب توفرها لهم والحكومة ملزمه بذلك حيث إن كرامة الإنسان أغلى ما يمكن وحياته بحرية ورفاهية من دون مراقب ومعقب سري والبحث عن معلومات سريه تفند حركة المواطن الذي يبحث عن سبل العيش ورفاهية اقل ما يمكن إن يتنفس الصعداء فيها.
القمع موجود ومنع حرية التعبير المتمثل بالدولة البوليسية حتى أصبح المواطن لا يأمن ان ينام في ليلة دون ان تقلق ليلته قوة أمنية بدون سبب،كما إن ذلك واضح حيث إن كل حكومة تعمل بمثل هذه الطريقة تفوز بعده مرات بالانتخابات وتكون الاولى ضمن القوائم وهو معروف طالما الدولة بمثل هذه الطريقة تتعامل من مواطنيها بطلب المعلومات البوليسية.