الفرنسي المتخصص في الشان العراقي" جون بيير": "المالكي قدم نفسه كمنقذ للشعب العراقي، لكنه في الاخير أبان على انه لا يختلف عن سابقيه لانه يعتمد على من يجلب له الولاء""








أجرى الحوار: Corentin Chauvel كورونتان شوفيل

ترجمة وتحرير: العراق تايمز.


في يوم الاربعاء سقط 22 شخصا في العراق، بسبب اعمال العنف، وفي اليوم الذي تلاه اي يوم امس سقط 11 شخص آخرون في اربع هجمات متفرقة في العراق، وذلك في ظل سلسلة اعمال عنف يومية، حيث قالت الاحصائيات ان 400 شخص لقوا حتفهم منذ بداية شهر ماي، وهو الشهر الاكثر دموية منذ بداية 2013 في حين ان اليلاد تعرف سقوط ما مجموعه 200 شخص شهريا ولكن تبقى هذه الارقام قليلة مقارنة مع سنتي 2006 و2007.

وعليه قامت صحيفة 20minutes بالاتصال بالباحث في المركز الوطني للبحث العلمي والمختص بالشان العراقي،" جون بيير لويزار" الذي يرى ان البلاد تمضي نحو مستقبل غامض بعيد عن ايجاد حل للعنف.

كيف تفسرون هذه الزيادة في العنف؟


قبل التحدث عن شخصية رئيس الوزراء العراقي  نوري المالكي وسياسته السلطوية، يجب الاخذ بعين الاعتبار بان، لا أحد له الوسيلة لفرض اي شيئ في العراق، فالبنسة لي انني اعتبر ذلك فشلا في النظام السياسي لان الامريكيين تركوا البلاد بعدما رسخوا فيها عنصر المكونات المجتمعية التي تتكون بالاساس من السنة والشيعة والاكراد، وجعلوهم في تعارض جذرين وللاسف هذه الانقسامات تؤيدها الفدرالية ودستور 2005 الذين جعلوا الباب مفتوحا امام كل القوى النابذة.

بناء على ما قلتم ،هل يمكن ان نعتبر ان العراق سيعود الى حرب طائفية؟


هذا ما نتوقعه، ولكن لن تتوقف في العراق وحسب، نعرف انه كان يتم سقوط عدد من الضحايا بشكل يومي، ولكن اليوم هذا العدد تضاعف بكثير مع العلم ان العدد يبقى قليل مقارنة بما كان يسقط من الذحايا في السنوات الاخرى زهذا راجع لادراج السنة في النظام السياسي، ولكن الحالة تزداد سوءا بسبب السياق الاقليمي، خاصة ما يجري في سوريا، وتلك الحرب هناك التي تنادي بالانتقام لأهل السنة،  وهذا ما ايقظ العراقيين ايضا.

هل يمكننا اعتبار ان الحكومة العراقية بعد هذه الاحداث طغت؟


نعم انها طغت من خلال ميزان القوة الذي اتخذ من هذه المواقف المختلفة، حيث ان نوري المالكي قدم نفسه كالمنقد، او كانه رجل صلح، ولكنه في الاخير ابان على انه لا يختلف عن الطبقة السياسية في بغداد، لانه يعتمد على اتباعه وزبائنه الذين يجلبون له الولاء.

وحتى في داخل الحكومة العراقية نجد هذه الاشتباكات الطائفية، فالسنة من جهة يتوهمون الاندماج وفي الاخير يصطدمون بواقع الاقلية، ولكنهم بالفعل ضحايا استبعاد سياسي واقتصادي.

ومن جانبها القوات الامنية العراقية اصابتها العدوى من هذا السرطان الطائفي، فانهم يعملون بجد ونشاط الا في المناطق الذين ينتمون اليها ويمثلونها.


وهل يواصل الانتحاريون استهداف الناس، وما هو فرضهم بالضبط؟


الانتحاريون بالعراق ليست لديهم أجندة أخرى غير جعل العراق أرض الفوضى والاجرام. فهكم ليس لديهم فكرة الاصلاح ابدا، ما يملكونه سوى الكراهية  للشيعة  ومناهضة للولايات المتحدة حسب زعمهم. ومع ذلك، فإنهم لم يعد لهم دعم من السنة في العراق لان السنة ادركوا ان الانتحاريين يستخدمونهم كوقود لمدافعهم. ولكن الآن الخطر في هذا الحظر النظام السياسي، وبالتالي فإن السياسة  أسوأ من ان تتعافى.


هل انتخابات السنة القادمة يمكنها ان تاتي بالتغيير؟


يمكن ذلك ان لم يتاثر سلوك المنتخبون الجدد بالعنف، وبالتاي قد تتكاثر الانقسامات السكانية في العراق.
في الوقت الحاضر، ان الوجوه الجديدة القادرة على تجاوز هذه الطائفية، واقتراح اصلاح شامل للدستور، والتي يمكن ان تستفيد منها كل الطبقات السياسية، هي غير مرئية.

ولكن هناك الكثير من الاشياء التي يمكن ان تحدث من حين لاخر، كعودة المواجهة العرقية والدينية، فهناك خطر من ان يصبح الوضع كما سوريا حيث التفكك الاقليمي، مع وجود عدة مناطق لها علاقة خاصة بالحكومة المركزية.