Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
واقع التعليم في العراق
الخميس, تشرين الأول 1, 2015
عبد الكاظم محمد حسون



يعتبر التعليم من المؤشرات المهمة لرقي المجتمعات وتطورها والرقي بثقافتها الى الأعلى . والتعليم والعلم هوالماء الزلال الذي يكتسح في طريقة كل التخلف وعقد الماضي والجهل والشعوذة ومتى ما ترى الجهل موجوداً ترى كل امراض المجتمعات من صراعات طائفية اواثنية اوعشائرية وارتفاع مستوى الجريمة والتأخر في مجال البناء والاقتصاد وضعف الخدمات وعدم احترام حقوق الانسان وارتفاع مستوى الجريمة وانخفاض الدخل القومي …الخ .

لذلك فان الشعوب المتقدمة تهتم اهتماماً كبيراً في مجال التعليم في مراحلة المختلفة انتهاء بالدراسات والبحوث والتأليف والدوائر العلمية وابتداء من الروضة والابتدائية وتضع قوانين صارمة على التعليم الإلزامي وعلى الحد من ظاهرة التسرب من المدارس وتتخذ الإجراءات الكفيلة بمتابعة وضع الطالب وتبني موضوعه في حالة عدم تمكن البيت من متابعة استمراره اوعزوفه اوعدم رغبته في التعليم ناهيك عن إعادة النظر في أساليب التعليم وتحديثها بما يتناسب مع مستوى التقدم في العالم وطبيعة المجتمع المتجدد ودراسة أعباء الحياة وضغطها نتيجة لتقدم العلمي في مجالات الحياة كافة وتغير المناهج ووسائل التعليم وطبيعة المدارس الحديثة وتوفر وسائل الراحة فيها إضافة الى وسائل الايضاح واستخدام التكنولوجيا الحديثة وتعلم اللغات الإضافية . إضافة الى كسر طوق الخوف لدى الطلاب وزرع روح التعايش بينهم بعيدا عن العزلة والتفرقة والكراهية فكل المواطنون هم متساوون في الحقوق والواجبات إضافة الى الاهتمام برعاية الطلبة الصحية والنفسية من خلال متابعة الوعي الصحي والنظافة خاصة في المرافق الصحية في المدرسة اوالتغذية المدرسية والزيارات الميدانية للطلبة للمرافق العلمية والصناعية في هذا البلد اوتلك وزيارة المواقع الاثرية والتاريخية .والمواقع الجغرافية والبيئية وزرع حب الوطن في نفوس التلاميذ بعيد عن الانانية ولتخندق .

أن الاهتمام في التعليم اصبح ميزة هذا العصر بعد ادراك الشعوب والمجتمعات لأهميته وما يعكس من نتائج إيجابية اوسلبية على تقدم الشعوب وأخذت الدول تخصص نسبة كبيرة من ميزانياتها لهذا الغرض إضافة الى الاهتمام بالمعلم اوالمدرس اومن له علاقة بالتعليم من كافة الجوانب بوصفه راعيا لهذه العلمية وباعتباره مربي للأجيال القادمة التي تبني مستقبل البلدان وتهتم بالأبنية المدرسية وتشيدها بشكل ملائم لمتطلبات العصر الحديث مع توفر كل متطلبات الراحة للتدريسي وللطالب مع ضمان وجود العدد الكافي من المدارس الذي يحقق النسبة المطلوبة وحسب التعليمات بحيث لا تحدث اختناقات وان يكون عدد طلاب الصف حسب ما هومطلوب لعدد المقاعد بشكل يسهل وصول المادة التعليمية الى ذهن الطالب وحسب حالة البلد المعني إضافة الى وجود التخطيط والاستراتيجيات المطلوب بالنهوض بالتعليم على كافة مستوياته ومنها الابتدائي لتحقيق امال المواطن والوطن في التقدم والرفاهية

ان التعليم في جميع مراحله يسير بخطى متقدمة ورصينة في الدول المتقدمة في العالم إلا في بعض الدولة المتخلفة والفقيرة ومنها العراق مع الأسف الشديد وهوبلد غنيا ولا متخلف فهوبلد الحضارات والعلم على طول مدى التاريخ وهذا شيء محير ولكن له أسبابها والتي يمكن ان نناقشها لاحقا .

قبل التغيير

يمكن ان نقسم واقع التعليم في العراق الى مرحلتين مرحلة قبل التغير (2003م ) وفترة ما بعد التغير

ابتدأ التعليم في العراق ابان الحكم العثماني على شكل مدارس دينية محدود في بعض مناطق العراق اوما يسمى ( الكتاتيب) وبعدها نشأت مدارس حديثة تدرس المناهج وهي خاصة بالأقليات الدينية كمدرسة الأباء الكرمليين عام 1721  والمدرسة الكلدانية عام 1843  ومدرسة الاتحاد الإسرائيلي عام 1865  ثم اقدم مدحت باشا على انشاء أربع مدارس هي المدرسة الرشيدية المدنية والمدرسة الرشيدية العسكرية والمدرسة الإعدادية العسكرية ومدرسة الفنون والصنائع واعتمدت هذه المدارس اللغة التركية لغة رسمية لها وكانت هذه المدارس تدرس العلوم الحديثة كالجغرافية والتاريخ والرياضيات وبشكل جدي وكان ذلك سنة 1869 وقد وجدت تلك المدارس اقبال واسع من قبل الطلبة حيت تستقبل طلبة الكتاتيب لتهيئتهم في اغلب الأحيان كضباط في الجيش التركي .ثم لحقتها تأسيس مدارس شتى وفي مختلف مناطق العراق ابان نهاية الحكم العثماني خاصة في العهد الدستوري حيث انطلاق الوعي الذي ساد بعد بروز الحياة الدستورية وانتشار مفاهيم الإصلاح والتغيير ، برزت المطالبة بضرورة العناية بقطاع التعليم ، لا سيما وان المجتمع بدأ يعي جدوى التعليم وأهمية انخراط أبنائه في المدارس للحصول على مستقبل أفضل ، حتى أن افتتاح المدارس كانت مناسبة تحظى برعاية واهتمام الوجهاء والولاة، فخلال افتتاح كلية العراق الإسلامية “كلية الأعظمية” في شهر حزيران 1911 ? نظمت حفلة كبيرة وصفتها مجلة لغة العرب وكان قد حضر حفلة ترقيتها جمع غفير من أكابر البلدة ورجالها الأماثل من عسكريين وملكيين ومدنيين” .. وعلى الرغم من كل الملاحظات التي يمكن أن تؤشر على نظام التعليم العثماني ، إلا أن كل التطورات التي برزت في العهد الدستوري ، لم تكن لتحيد عن القانون الذي أصدرته الدولة العثمانية ، والذي أطلقت عليه قانون المعارف العام ” معارف عمومية نظامنامة سي ” في 20 أيلول 1869 والاستناد عليه في تنظيم شؤون المعارف في الدولة العثمانية وعلى مختلف المراحل الدراسية ابتدائي ، رشدي ، إعدادي.

وأزداد تأسيس المدارس ابان تلك السنوات من خلال مساهمات الأهالي المادية بعد شعورهم في أهمية التعليم خاصة من ميسوري الحال حيث حفزت الأوضاع الجديدة حماسة الوجهاء وأصحاب الأموال للتبرع بالمال بغية تأسيس المدارس حيث تبرع أهالي الهويدر من قرى بغداد بمبلغ 7715) ) قرش لتأسيس مكتب اهلي يساعد في تعليم أبنائهم العلوم والمعارف . اما الإنجازات الحكومية فقد برزت في حيز العمل حيث اقدم مجلس المعارف في الاستانة على تقديم الأموال لتأسيس المدارس ودور العلم حيث تم رصد 10600) ) ليرة لتأسيس دار المعلمين في بغداد حيث تم الاحتفال بوضع الأساس في 8/12/1911  فيما تم انفاق (35  الف ) قرش على طلبة المكتب الاعدادي الملكي في بغداد .

وخلال هذه الفترة أيضا ظهرت أصوات من داخل المجلس تدعوالى تنشيط اللغة العربية كلغة رسمية في المدارس كما واجهت عملية التعليم معارضة من قبل المحافظين والرجعيين

اهتبل المتنورون العراقيون الفسحة التي منحتها إياهم الفترة الدستورية فعمدوا إلى تأسيس مدارس حديثة ، وضعت في مناهجها التركيز على التراث العربي واستخدام اللغة العربية في التدريس . حيث عمد سليمان فيضي إلى تأسيس مدرسة(تذكار الحرية) في مدينة البصرة في 27 تشرين ثاني 1908  فيما عمدت مجموعة من مثقفي بغداد منهم جعفر أبوالتمن ورؤوف القطان ومهدي الخياط وعلي البازركان إلى تأسيس مدرسة الترقي الجعفري في 12  كانون الأول 1908 .وقد ركز المشرفون على سير التدريسات فيها على أهمية فتح الآفاق وتوسيع مجالات الإطلاع بالنسبة للناشئة على العلوم الحديثة واللغات الأجنبية ليتسنى لهم الانصهار في بوتقة المتغيرات التي كانت تبرز بقوة.

بلغ عداد المدارس التي اُسست خلال الفترة العثمانية :- ابتدائية (160 ) ثانوية (4) دار معلمين 3)) مدارس صناعية (1 ) مدارس عالية كلية حقوق (1  ) في حين بلغ عدد الطلاب لكل المراحل (8250 ) وعدد المعلمين (382 ) لكافة المراحل .

بعد الدولة العثمانية وقيام الاحتلال البريطاني خلال فترة سيطرة على جنوب العراق لفترة (1914-1917 ) بتأسيس اربعة مدارس في البصرة وأبي الخصيب والزبير والناصرية بواقع (80-85 ) طالب كل مدرسة وبواقع (4  ) معلمين لكل مدرسة وبعد دخول الاحتلال بغداد سنة 1917) ) بلغ عدد المدارس في العراق وحسب التقرير الصادر عن حالة المعارف في العراق للســـنين ( 1922- (1923 قد بلغ ثماني وثمانين مدرسة فقط ، وكان عدد المعلمين فيها أربعمائة وستة وثمانين ، أما عدد الطلاب فيها فقد بلغ ثمانية آلاف طالب واستمرت وتيرة زيادة المدارس حتى دلت الأحصائيات على وجود اكثر من ( (950 ابتدائية و((35 ثانوية و(297) تعليم عالي كلها حكومية بواقع ( (73960 طالب وبحدود ( (620معلم اما عدد البعثات الحكمية بلغت (( 67 لسنة .(1936)

حركات سياسية

خلال الفترة ظهرت حركات سياسية قومية وتحررية وحاولت الاستفادة من فرص التعليم والمدارس لزيادة نشاطاتها أن حالة النموالبطيء التي شهدها قطاع التعليم وقلة نسبة عدد المتعلمين والظروف الاجتماعية التي كانت تحيط بالطلبة ، وتحد من بروز فعالياتهم لم تمنع هذا القطاع من التعبير عن رأيه إزاء مواقف مباشرة عكست بوضوح حدة الوعي الذي امتلكوه ، والقدرة في الثبات على المواقف على الرغم من كل ما أحاط بهم من تهديد مباشر لمستقبلهم والذي تمثل بالطرد من المدارس والاعتقال والحبس على الرغم من صغر سنهم .

وعلى رغم من بطيء حركة التعليم ولكن في مجال التعليم العالي حدثت تطورات كبيرة فقد افتتحت في أواخر الثلاثينات وبداية الأربعينات العديد من الكليات منها الحقوق والتجارة والآداب والعلوم والطبية والصيدلة والكيمياء والهندسة ثم طب الأسنان ودار المعلمين العالية . لقد كانت الدراسة في تلك الكليات يشهد لها بالرصانة من حيث المناهج والتي كانت في أغلبها إنكليزية أومن حيث الأساتذة والذين كانوا يتمتعون بالكفاءة العالية سواء الأجانب منهم .

وبعد ثورة 14  تموز عام 1958 استبشر الناس خيراً بأن الثورة سوف تضع جل اهتمامها للنهوض بالتعليم كماً ونوعاً لأنه مفتاح التطور والنمووعلى كافة الأصعدة بالنسبة للشعب العراقي . وبالفعل كانت باكورة ذلك الاهتمام تأسيس جامعة بغداد ثم تبعتها جامعتي الموصل والبصرة, وصاحبها أتساع رقعة التعليم وانتشار مراكز محوالأميّة في طول البلاد وعرضها. وكذلك بناء مئات المدارس وفتح معهد المعلمين ودورها وإنشاء النقابات ومنها نقابة المعلمين لقد رافق تلك الفترة من حكم قاسم القصير تقدم والطفرة في تطور التعليم وانتشاره.وبعد انقلاب 8)) شباط سنة 1963حدثت انتكاسة كبيرة في التعليم فتم اعتقال الآلاف من المعلمين والتدريسيين وكذلك كثير من الطلاب وفصلهم لأسباب سياسة وتم تسيس التعليم وتدخل حزب البعث والقوميين في سياسة التعليم من خلال تنسيب كوادر إدارية على أساس الميول للحزب وإخراج الطلبة في مسيرات تأييد للبعث إضافة الى تسرب الطلاب من مدارسهم تجبرهم في ذلك ظروف عوائلهم الاقتصادية خاصة من منهم من اُعدم وسجن ولي امره بسبب المعارضة السياسية .بعد هذه المرحلة من تدني التعليم والثقافة وإقصاء كثير من المتنورين والمثقفين من سلم التعليم جاء حكم الرئيس عبد الرحمان عارف وكان حكما هادئ حاول اصلاح بعض الخلل المتخلف عن سابقيه وذلك بإعادة المفصولين الى خدمتهم ومنهم المعلمين لا انه لم يقوم بإنجازات مميز الى حين انقلاب 17) ) تموز سنة 1968 الأبيض كما يسمى . حيث استلم زمام الحكم البعثيون وقد جاءوا بسياسة يدّعون انها متغيرة عن سلوكهم السابق بحكم التجربة وتولى الحكم الرئيس احمد حسن البكر واستبشر الشعب خيرا فكثير من الانجازات قد تحققت في عهد هذا الرجل ومنها توسيع قاعدة التعليم من خلال توسيع مقاعد الدراسة في الجامعات وزيادة عدد الكليات والمعاهد والقضاء على الامية واعتبار التعليم الزامي حسب قانون مشرع ومُنحت بعض الحريات للحركات السياسية والمنظمات والاتحادات المهنية في اول الامر ثم نقلب النظام على ذلك بتشكل الاتحاد الوطني لطبلة العراق كواجهة حزبيه للبعث لغلق التعليم بوجه الحركات السياسية الاخر وحصر التعليم والعسكر فقط بالبعث مع ذلك ان الثقافة والتعليم قد ازدهر خلال عقد من الزمن وهي الفترة الأولى من حكم البعث والحق يقال وظهرت في تلك الفترة كثير من المبدعين والشعراء والملحنين والمغنين وكثير من البعثات العراقية كما كان التعليم مخطط له حسب حاجة البلد الأكاديمية والفنية لسد حاجة البلد من الكوادر في مجال التعليم والهندسة والطب والصناعة والزراعة والنقل …الخ .حيث العراق حقق طفرة كبيرة في مجال التقدم إلا ان سياسة صدام حسين عند توليه الحكم الرئاسي اربكت البلد وإعادته الى المربع الاول فإعلانه الحرب على دول الجوار دون سبب … أحدث للبلد متاعب كبيرة في كافة مجالات الحياتية ومن اهمها التعليم فان الجيش استنزف القدرات والإمكانيات من خلال تجنيد المعلمين والمدرسين وأصحاب الشهادات العليا واستشهاد قسم منهم وإرسال الطلبة الى معسكرات التدريب خاصة في الجامعات والمراحل الإعدادية مما سبب ارباك في العملية التعليمية اضافة الى التحاق اغلب أولياء أمور الطلب وترك أبنائهم دون رعاية واستشهاد اواسر قسم كبير منهم اثر في نفسيات الطلبة ناهيك عن ملاحقة الطلبة من قبل الجهاز الأمني والاتحاد الوطني وسجنهم اواعدامهم وهروب قسم منهم خاصة في الجامعات كافة مما جعل الجوالجامعي جومشحون بالخوف والاستبداد .

تلت ذلك سنوات الحصار التي انهكت المواطن العراقي اقتصاديا مما اضطر بعض العائلات الى جعل أولادهم يتركون الدراسة تحت ضغط العوز لتشغيلهم على الرغم من صغر سنهم اولجوئهم الى الشوارع وتقاطعات الطرق للتسول مما حدث تسرب كبير في صفوف الابتدائية وعدم وجود وظائف للخرجين على الرغم من بقائهم مدة كبيرة تصل الى اكثر من اربعة سنوات للخدمة في الجيش في مجال غير عملهم مما سبب ضعف مستواهم العلمي لعدم ممارسة معلوماتهم في التطبيق. ان مرحلة الحصار شهدت تدني مستوى التعليم الى اقصى حد وان ضيق العيش دعا التعليمي ان يسكن الشارع اوالسوق بملابس رثة لفتح (بسطيات ) الغرض منها الحصول على شيء من المال لسد رمقه له ولعائلة مما جعل صورته امام الطالب والمجتمع في غير مستواها مما اثر على علاقة الطالب بأستاذه إضافة الى تدني مستوى التعليم من خلال قبول الطلبة في الكليات الممتازة على أساس حزبي ومنح أبناء الحزبيين الكبار امتيازات خاصة في القبول إضافة الى تسرب الأسئلة لهم اومساعدتهم في الغش لامتحاني كما تم غلق التعليم للبعثتين فقط حيث اقتصرت البعثات للخارج عليهم فقط .كما شهدت تلك المرحلة ضعف النشطات الاخر في مجال التعليم منها النشاط الرياضي والفني والكشفي ..الخ .

تدني مستوى

وبعد هذا التدني في مستوى التعليم ولكافة مراحله خلال فترة اكثر من عقدين من الزمان في عهد حكم البعث . استبشر العراقيون خيرا عندما حدث التغير في (2003 ) في عهد الديمقراطية. الا ان الآمال سرعان ما أتت مُخيبة للآمال في حكم لم يكن ديمقراطياً بكل معنى الكلمة وإنما حكما يعتمد على المحاصصة الطائفية والقومية وفي جومن الصراع الغير خلاق نتجه عنه صراع مرير في المشهد السياسي أدى بظلاله على طبيعة المجتمع فأقترب من الحرب الاهلية وإعمال العنف والتهجير والدمار وفقدان الامن واثر هذا بشكل كثير على مفاصل الدولة والخدمات وطبيعة الانسان العراقي ومنا التعليم .

أن التعليم في هذه الفترة ومنذ التغير شهد اخفاقاً كبيراً في مسيرته حاله حال باقي الخدمات فكل من وزارة التعليم العالي ووزارة التربية خضعت للمحاصصة الطائفية فدخل التعليم في صراعها وأصبح التعليم بدلا ان يكون دافع ومؤشرا لتقدم البلد ساهم في تأخره فأصبحت الجامعات جوخانق في بعض الاحيان للطالب وللتدريسي في مناهج متخلفة لم يُعد النظر فيها لخدمة المرحلة بتخلي عن شعاراتها ومناهجها التي تكرس الطائفة الى مناهج وطنية تحترم التعددية واحترام حقوق الانسان وظهور جامعات ومعاهد استعارت اسماء وشخوص دينية محترمه واستغلت الابنية المدرسية ودعم بعض الاحزاب لتخريج الطلبة ومنحهم شهادات عليا على الرغم من ضعف المناهج وضعف الكادر التدريسي فيها ناهيك عن تدني التعليم في المراحل الابتدائية في معاناة منها قلة الابنية المدرسية وما يتسبب عن ذلك من ازدحام المدارس الحالية وازدواجها وزيادة عد الطلاب في الصف الواحد بشكل لا يخدم التدريسي بإيصال المادة العلمية الى ذهن المتلقي وغياب العلاقة التربوية بين الاستاذ وطالبه ووصولها في بعض الأحيان الى المشادات بين ذوي الطالب وإدارة المدرسة حيث تتعدى حدود التعامل الإنساني الى الجانب العشائري .

كان من المفروض على الحكومات اللاحقة بعد التغيير أن تهتم في مجال العلم والتعليم من خلال انشاء مدارس وأبنية حديثة مجهزه بكل الوسائل التعليمية ووسائل الراحة لتحقيق هدف التعليم بشكل يتناسب مع تقدم العملية التربوية في العالم والاهتمام بالمناهج وصياغتها على أسس جديدة وطنية تحقق السلم المجتمعي على مدى الأجيال والارتقاء بطرق التعليم واستخدام التقدم العلمي في مجال الانترنيت.

وإصدار قوانين وتفعيل الصادر منها بما يخدم القضاء على الامية التي اصبح مستشريه في مجتمعنا والاهتمام بالتعليم الإلزامي ومعالجة أسباب تسرب التلاميذ من المدارس والحد من ظاهرة المدارس الاهلية والتدريس الخصوص والارتقاء في مجال التعليم الحكومي وإبعاد التعليم نهائيا من تدخل الأحزاب ورسم استراتيجية كاملة في مجال القبول في الجامعات على ضوء الحاجة الفعلية لقطاعات الحكومة من صحية وهندسية وصناعية وزراعية والنقل وكافة القطاعات الاخرة ومنها الاهتمام بالكوادر الوسطية .

بغية النهوض في الجانب التعليمي في العراق على الحكومة اتخاذ الإجراءات التالية :-

1- ابعاد كل من وزارتي التربية والتعليم العالي عن المحاصصة الطائفية وتعيين وزراء تكنوقراط لهم مؤهلات علمية عالية ويشهد لهم بالوطنية والنزاهة مع منحهم صلاحيات كبيره بقية عملية اصلاح التعليم .

2- تغيير المناهج بشكل يخدم التوجه الديمقراطي وتكريس مبدأ احترام الاخر واحترام حقوق الانسان

3- ابعاد الجامعات عن الصراعات الطائفية واحترام الحرم الجامعي

4-الاهتمام بالأبنية المدرسية وزياد عددها على ان تتم بنائها بشكل علمي وضمن مواصفات عالمية والحد من ظاهرة الفساد في هذا المجال .

5-اصدار قوانين اوتفعيل الموجود منها بغية القضاء على افة الامية والعمل بتعليمات التعليم الالزامي ومكافحة حالة تسرب للتلاميذ .

6- رعاية التلاميذ الصحية والبدنية والاهتمام بحالات التميز والإبداع والعباقرة منهم .

7- وضع الخطط الاستيعابية والتخصصية للجامعات والمعاهد والمدارس المهنية على ضوء حاجة البلد الفعلية والقضاء على ظاهرة البطالة للمتخرجين .وايجاد فرص عمل لهم

8- الارتقاء بالتعليم الحكومي وخلق علاقة تربوية بين الطالب والمعلم وولي الامر والحد من ظاهرة المدارس الاهلية والتدريس الخصوصي.

9- الاهتمام بالبحث العلمي وزيادة عدد البعثات الى جامعات رصينة حسب الاستحقاق المطلوب لصاحب البعثة بعيد عن تأثير الأحزاب المتنفذة .

10- الاهتمام بواقع المهجرين والاهتمام بأبنائهم من الناحية التعليمية بتوفير كل سبل استمرار تعليمهم.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.42752
Total : 101