انني اكتب لك كمواطن عراقي عاش آلام العراق ردحا من الزمن ولا زال . . وبالرغم من انني لست سياسيا ولا عسكريا الا انني استغرب كثيرا من مواقف الولايات المتحدة الامريكية المتناقضة تجاه العراق رغم
اختلاف الرؤساء . و كأن هناك مركزا للقرارات الاستراتيجية يخطط لسنوات عديدة وما على الرؤساء الا التنفيذ . . وعلى كل حال فلنتحدث عن وطني العراق
فقد كان العراق ومنذ دخوله عضوا في عصبة الامم يتمتع بحكم علماني .
حيث وجد الملك فيصل الاول ( وهو اول حاكم مدني ) ان العراق يتكون من اثنيات واديان وطوائف مختلفة . وان حكمه لا يمكن ان يتم الا عن طريق حكومة علمانية لا ترجح اي دين او طائفة . وهذا هو نموذج الحكم الديمقراطي في الولايات المتحدة ايضا . . فكيف حول السيد جورج بوش العراق من دولة علمانية الى دولة تحكمها الاحزاب الدينية والطائفية . هل كان الملك فيصل الاول اكثر ذكاءا وحكمة من السيد بوش ، ام ان هناك هدفا يراد تحقيقه من خلال نظام الحكم هذا والذي ادى الى تمزيق الشعب العراقي ومن ثم تفريق شعوب المنطقة لاضعافها . واذا كان هذا الهدف قد جاء لضمان امن وحماية اسرائيل فأن العرب قد توقفوا عن محاربة اسرائيل منذ عام 1973 . وتخلوا عن الاراضي المغتصبة واصبح هدفهم تحقيق التنمية الاقتصادية للشعوب العربية . الا اننا وبالنتيجة النهائية قد فقدنا الارض والتنمية معا ! . وبقيت الشعوب العربية شعوبا فقيرة مغلوبة على امرها . . اما اذا كان الهدف هو القضاء على الارهاب الدولي ، فاننا نجد العكس . حيث ان حكم الاحزاب الدينية والطائفية قد ضاعف التهديدات الارهابية في العالم وتسببت في خلق بؤر وكتل ارهابية عديدة زادت من اعداد الاسلاميين الراديكاليين وبالتالي زاد الارهاب الدولي والمحلي . وقد بدا ذلك ظاهرا للعيان في اوروبا وامريكا . كما نرى ان منطقة الشرق الاوسط قد احترقت نتيجة التطرف الاسلامي المذهبي الذي قابله تطرف اسلامي مذهبي اخر .
ونتيجة للصراع الدموي بين هذه الاطراف ، اقصي المسيحيون والايزيديون والصابئة وبقية الطوائف من البلاد . كما عانى ابناء شعوب المنطقة المسالمين من التمزق الطائفي هذا ، الذي لم يجن منه احد ا اية فائدة . حيث ان الحروب الطائفية وكما تعلمون لا يوجد فيها غالب ولا مغلوب . واستمر القتل والترهيب حتى وصلنا الى مرحلة الابادة الجماعية ، كما تم تدمير المدن وكل مرافق الحياة فيها
لقد عشنا سيدي الرئيس طوال عمرنا بسلام ووئام بعيدا عن التعصب الديني والمذهبي ، الا ان مجئ الاحزاب الاسلامية الشيعية والسنية قد احدث خللا في البناء الاجتماعي والسياسي ، وعم الفساد في كل مرافق الدولة
ان الواجب الانساني والقانوني المتصوص عليه في معاهدات الامم المتحدة يحتم على الولايات المتحدة الامريكية بصفتها دولة محتلة للعراق لسنوات عديدة ان تعمل وبكل جدية على ايقاف اقتتال ابناء الشعب الواحد ، وتحقيق الامن والسلام في العراق ان هذا الواجب الاخلاقي والقانوني يحتم عليكم سيدي الرئيس التدخل لتصحيح المسار الديموقراطي في العراق الذي انحرف كثيرا عن الاسس الديموقراطية المتعار.ف عليها ، وادى الى فوضى عارمة امتدت وستمتد الى مناطق اخرى من العالم ، حتى باتت تهدد الامن والسلم العالمي . . ولذلك ومن باب الالتزامات القانونية والاخلاقية للولايات المتحدة تجاه العراق . فاننا ندعوكم سيادة الرئيس لدراسة المقترحات التالية لوضع مسار العملية السياسية في العراق على السكة الصحيحة للديموقراطية التي تؤمن بالمواطنة والمساواة وتحقق السلام والرخاء للعراق ولبلدان المنطقة الاخرى وذلك من خلال السعي لاصدار قرار من مجلس الامن يتضمن الاتي اولا . . حل محلس النواب العراقي . الذي اصبح منبرا للابواق المذهبية والاثنية ومدعاة للفتنة والاقتتال الطائفي. وقد جاء اساسا كحصيلة للانتخابات المزورة
ثانيا . . حل كل الاحزاب العاملة . وحضر الاحزاب المبنية على اسس طائفية او دينية . وتثبيت ذلك كمادة اساسية في الدستور المعدل
ثالثا . . تشكيل حكومة انتقالية تتولى تصريف اعمال الوزارات والدوائر ، والتحضير لانتخابات نزيهة على وفق قانون جديد للانتخابات . وخلال فترة لا تزيد عن السنتين
رابعا . . تعيين حاكم عسكري مستقل ، يتولى فرض الامن والنظام على عموم مناطق العراق . على ان لا يشا ك في الانتخابات القادمة
خامسا . . اعادة تشكيل هيئة الاعلام من عناصر النخبة الثقافية المستقلة عن الاحزاب . تتولى مهمة توجيه وارشاد المواطنين بالمفاهيم الديموقراطية واحترام الاخر . مبتعدين عن الخطاب الاعلامي التحريضي ، او التحزب لفئة او طائفة او حزب انني أأمل سيادة الرئيس ان تأخذوا هذه الافكار والاقتراحات بنظر الاعتبار ، وان تعملوا على وفق مصالح الولايات المتحدة الامريكية ، ومصالح العراق ، وتحقيق السلم والامن العالمي ارجو ان تتقبلوا سيدي الرئيس فائق احترامي
مقالات اخرى للكاتب