فقط فاقدوا حاسة اللمس لم ولن يشعروا بلهيب نيران العنف المتاججة في العراق , اما البقية (الاصحاء) ان لم يكتووا بالسنتها , فيحسون برياح سمومها تلامس اجسادهم يوميا . لكن ثمة اناس في البلاد – اشك بسلامة حواسهم الخمس - يقبعون في قلعة (خضراء) محصنة , تتربع وسط دائرة مستعرة , ولم يمسسها شئ . والعاقل يسأل : لماذا هذا الاستثناء ؟ أ اسرائيل زودت ملوك وامراء هذه القلعة بنظام (القبة الحديدية) ؟ لتقيهم شرور قنابر الهاونات وشضايا المفخخات , ام هم رجال صالحون يستظلون برعاية الله وحفظه ؟ والمتفكر يستبعد الامرين , لاسباب معروفة ... ان مختلف مفاصل الدولة العراقية – بمنشاتها المدنية والعسكرية – طالتها الهجمات الارهابية خلال الاشهر المنصرمة , عدا تلك المنطقة (الكالحة) . السجون والدوائر والوزارات والاسواق والمدارس هوجمت , ما خلا تلك المنطقة (الجرباء) . اذا اين السر ؟ لاسيما بعد استبعاد السببين انفا الذكر . الاحتمالات كثيرة , لكن ثمة تفسرين اقربهما الى الصواب . 1- قد يكون فعل الامر (اضرب) صادرا من سكان (الخضراء) , فيضربون متى ما يشاؤون , ويتغمدون اسلحتهم وقت ما يريدون . 2- ربما تكون هنالك علاقة تواطؤية /مصلحية بين ملوك القلعة (الخضراء) والمجرمين الذين هم خارج اسوار القلعة , فيكون اولئك الملوك بمأمن من عمليات البرابرة استنادا الى تلك العلاقة التي ترعاها وتشرف عليها امبراطوريات عظمى . وكل انسان متزن لايتمنى ان تراق قطرة دم واحدة من جسد اي كائن بشري سواء كان برئ او دنئ , نزيه او سفيه . لكن عندما يتحرر الفكر وتتوسع المدارك ويتفتح العقل , تولد تساؤلات تبحث عن اجابات , خاصة اذا كان الامر يتعلق بارواح بشرية تزهق , وحياة انسانية تسحق , بايادي مستهترة ونفوس حقيرة .
مقالات اخرى للكاتب