Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
نظرية ولاية الفقيه.. في الثقافة الإنتخابية.. بقلم/ محمود الربيعي
الأحد, شباط 2, 2014

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة

تشتمل هذه المقالة على محورين:

أولهما: مقدمة تبسيطية لفكرة ولاية الفقيه من وجهة نظر تأريخية وتحليلية لسيرة الأنبياء والرسل والأوصياءوالقادة الربانيين.

وثانيهما: بحث مكثف حول نظرية ولاية الفقيه المعاصرة المطبقة في جمهورية إيران الإسلامية ويتخللها وجهات نظر الشهيد الصدر الأول والسيد محمد حسين فضل الله وآراء بعض الفلاسفة والمفكرين كالفيلسوف الإيراني الشيخ محسن غديفر والأستاذ الشهيد مرتضى مطهري وآية الله الشيخ جعفر السبحاني وآية الله حسين علي المنتظري وآية الله الشيخ نعمة الله الصالحي النجف آبادي... مع بيان راي كل من آية الله السيد محسن الحكيم وآية الله السيد ابو القاسم الخوئي قدس سرهما الشريف.

والغاية من هذه المقالة تعريف وتذكير وإشاعة الثقافة العامة حول هذه النظرية التي شغلت مساحة واسعة من الجماهير وكان لها صدى في كثير من بلدان العالم والتأثير السياسي والحركي الذي تركتها في الفترة الأخيرة من تاريخ الحركة السياسية المعاصرة وخاصة نحن مقبلون على إنتخابات برلمانية في العراق وفي غيره من البلدان المجاورة في العالم التي تدين بدين الإسلام ونسأل الله أن نكون قد ساهمنا في نشر الثقافة الجماهيرية التي ترفع من عقلية الجماهير المسلمة على إختلاف مذاهبهاوغير المسلمة لمختلف الأديان المتعايشة فيما بينها داخل مختلف الدول العربية والإسلامية والدول التي تشتاق لمعرفة المزيد من ثقافة المسلمين في العالم لأجل التقارب وتقريب المسافات بين الدول والشعوب ومحاولة التعايش السلمي الذي يحقق الأجواء الإنسانية ويحقق العدل ويسمح للتسامح أن يسود الناس جميعا.

 

الخلاف والإختلاف بين المذاهب حول ولاية الفقيه

لاتزال نظرية ولاية الفقيه محل نقاش بين العلماء في المذهب الواحد من جهة، وبين المذاهب الاسلامية من جهة أخرى سواء في جوانبها الدينية أوالسياسية أوفيما يتعلق بخصوصياتها العقائدية.

 

ولايات فقهية لكل من داود وسليمان ومحمد عليهم السلام والإسكندر المكوني

أمثلة تأريخية واقعية

والتاريخ يحدثنا عن بعض الرسل والرجال الربانيين الذين مارسوا القيادة العسكرية والدينية والحكم في وقت واحد كما كان عليه النبي داود والنبي سليمان عليهما السلام وكذلك الاسكندر المكدوني وآخرهم النبي محمد عليه السلام حيث واجه النبي داود عليه السلام وقائده الميداني طالوت جيش جالوت الاكثر عددا ، وحقق الاسكندر المكدوني انتصارات عديدة وقهر بحملاته العسكرية العديد من الجبابرة، كما حقق الرسول صلى الله عليه واله وسلم انتصاراته العديدة في مواجهة الجبارين ونجح في القضاء على الفساد واسس دولته العصرية وفق برامج ومناهج حديثة ومتطورة في عالم القانون والاقتصاد والعلم والاجتماع وفي الحكم والسلطة وتوزيع المسؤولية.

 

ولايات فقهاء منتظرة

عيسى والخضر والإمام المهدي عليهم السلام

وقد يتجدد هذا النمط من الحكم وتكون السلطة بيد قادة دينيين وربانيين وانبياء ورسل في مراحل لاحقة، فقد حدثنا التاريخ عن نزول عيسى بن مريم عليه السلام ليشارك في قيادة الامة، وسيكون الخضر عليه السلام في مواجهة الدجال وأما الامام المهدي عليه السلام فسيكون على رأس هذه القيادات.

 

الرؤية الإمامية الأثنا عشرية

ومن خلال الرؤية الإمامية فان كل من الإمام علي والحسن والحسين عليهم السلام قد قادوا وفق مبدأ ولاية الفقيه.

واما بقية الائمة الهداة زين العابدين علي بن الحسين، والباقر محمد بن علي، والصادق جعفر بن محمد، والكاظم موسى بن جعفر عليهم السلام فقد قادوا الامة دينيا وشعبيا ومارسوا قيادة تنظيماتهم السرية وفق ظروف التقية ونجحوا في تنظيم صفوف الموالين لهم على الرغم من عظم المخاطر التي كانت تهددهم بفعل المراقبة الشديدة واضطهاد قواعدهم الشعبية.

 

ولاية الفقيه هل هي نظرية جديدة أم ظهرت بعد أن كانت غائبة

من ذلك نستنتج ان ولاية الفقية ليست بنظرية جديدة بل هي تعبير عن حقيقة حكم الله في الارض عن طريق القيادات الدينية المتمثلة بالانبياء والرسل او من ينتهج سياستهم وتطبيق لمبادئ العدل ولتحقيق الحياة الحرة الكريمة وفي مختلف الظروف.

 

هل حكم نظرية ولاية الفقيه فيه مخالفة للأئمة المعصومين عليهم السلام

لقد ظل المسلمون الشيعة وهم من تبنوا فكرة ولاية الفقيه في حالة إقصاء لفترات طويلة وحُمِلوا على إعتزال الحكم والسلطة بسبب غياب السلطة الشرعية بنظرهم، لكن الخطوط التي بذرها ائمتهم لاتعفيهم من القيام بدورهم الرسالي في مواجهة الظلم والفساد، فلقد شجع الأئمة ثوراتهم في المراحل التي كانوا فيها بعيدين عن السلطة وكما يلي:

أولاً: الحركات الثورية: ثورة زيد بن علي رضوان الله عليه والحسين بن علي الخير.

ثانياً: المشاركة في السلطة: عمق الأئمة المعصومون المتأخرين عليهم السلام مفهوم المشاركة في السلطة في زمن الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام.

ثالثاً: حركة الظل أو التركيب التحتي لولاية الفقيه: زمن الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام وذلك داخل قصور حكم بني العباس عندما كانوا تحت رقابة الحاكم الظالم حيث ادوا ادوارا مهمة في التواصل مع قواعدهم الشعبية وهو شكل من اشكال الحكم التحتي لقيادة الجماهير التي كانت تتحرك حركة منظمة كدولة داخل دولة وفي ظروف التقية التي تجبرهم على اتخاذ الطريق السري.

 

رابعاً: التنظيم السري أو تنظيم الوكلاء أو النواب: ورغم الرقابة المشددة فقد وزع الائمة الادوار التنظيمية عن طريق وكلائهم ورجالهم المخلصين كعثمان بن سعيد العمري العسكري، ومحمد بن عثمان الخلاني، والحسين بن روح النوبختي، وعلي بن محمد السمري رضوان الله عليهم جميعا.

 

مالمقصود بنظرية ولاية الفقيه

تأريخ النظرية والممارسة العصرية لها

هي نظرية إلهية سعى الى تطبيقها الأنبياء والرسل والأوصياء واشتهر الامام الحسن العسكري وابنه الامام المهدي عليهما وعلى ابائهما السلام أنهما أرسوا أسسها ومن ثم تعمقت فكرتها على أيدي العلماء والمجتهدين خصوصاً في في الوقت الحاضر وظهرت على شكل ممارسة للانتخاب الشعبي برعاية الولي الفقيه او المرشد الاعلى كما ظهر ذلك عند نشوء حكومة الجمهورية الاسلامية في إيران وعليه حيث اعتمد الشيعة على مبدأ ولاية الفقيه في مرحلة غياب المعصوم.

 

ولاية الفقيه كما يراها فقهاء الشيعة

ولاية الفقيه نظرية لا يراها أكثر فقهاء الشيعة في الوقت الحاضر بمفوهمها الثوري والحركي.. ولكنها تبقى نظرية اجتهادية فقهية كأية نظرية وهي نظرية إنسانية وأممية ووطنية أحياناً لأنها تعبر عن الالتزام بالجوانب الشرعية والتعاليم الإلهية داخل دائرة الشعوب الإسلامية أو داخل دائرة الشعب الواحد والوطن الواحد.

 

ثقافة سياسية في أنماط الحكم والسلطة

 

الشيعة والسنة بين الولاء للدين والولاء للوطن

" إن المسألة هي أن الشيعة والسنة لابد أن يلتزموا بأوطانهم لا على أساس أن يكون الوطن صنما يعبد من دون الله، ولكن على أساس أن ينشر فيه العدل من قبل الذين يحكمونه ويقفون ضد المستكبرين الذين يريدون أن يصادروا ثرواته، وأن يسقطوا حريته وكرامته وعزته؛ لأن الله سبحانه وتعالى يريد للناس أن يرفضوا الظلم في كل أحد حتى من المسلمين وأن يأخذوا بأسباب العدل حتى من الكافرين ". من حديث للسيد محمد حسين فضل الله على موقع اسلام اون لاين اجراه معه عبد العزيز قاسم.

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite

 

عدم ضرورة أن يكون الولي فقيهاً

واضاف فضل الله فقال أنا لا أراها، وأقول إنه لا يتحتم أن تكون الولاية للفقيه بمعنى السلطة التنفيذية، فالسيد أبو القاسم الخوئي لا يرى ولاية الفقيه، وكذلك السيد محسن الحكيم؛ لكن نفي ولاية الفقيه من ناحية النظرية الاجتهادية تنطلق من عدم ضرورة أن يكون الولي فقيها، ولا يعني عدم إسلامية النظام.

 

إمكانية إجتماع الكفاءة والفقاهة معاً في شخص الولي

وبتعبير آخر: إننا نقول إن الفقه بما هو حالة ثقافية اجتهادية لا يلازم ناحية الولاية التي ترتبط بالجانب التنفيذي، ولكن قد يجتمعان في شخص، ولكن الأساس أمران: الأول: الكفاءة القيادية والخبرة والفضيلة، والثاني هو أن يرتكز إلى الشرع الإسلامي في إدارة الحكم.

 

ولاية الفقيه الانتخابية المقيدة

ومن موقع نواة وفق الرابط ادناه:

http://www.nawaat.org/portail/2005/02/24/elected-restricted-wilayat-al-aqih. ومن كتاب ولاية الفقيه الانتخابية المقيدة لمؤلفه : الشيخ محسن غديفر الفيلسوف الايراني، استاذ جامعي، رجل دين وناشط جاء فيه عن نظرية ولاية الفقيه:

 

النظرية المركبة من ولاية الفقيه وحق الحاكمية الشعبية

هذه النظرية تعتبر المحاولة الأولى لفقهاء الحوزة العلمية في قم، فقد قدّم الفقهاء الإيرانيون، نظرية مركبة من نظريات ولاية الفقيه التقليدية، إلى درجة ذكر شروط رئيس الدولة من قبل الشارع، من ناحية، ونظرية حق الحاكمية الشعبية والمشاركة الجماهيرية، من ناحية أخرى.





الجمع بين الواجبات الإلهية والحقوق الشعبية في نظر الشهيد مطهري

بين الإيمان بالله والإيمان بوجوب الخضوع للحاكم وفق نظرية الإستبداد

يمكننا تلمّس طلائع هذه النظرية في كتب الأستاذ الشهيد مرتضى مطهري، حيث كان مطهري يؤمن بإمكان الجمع بين الواجبات الإلهية والحقوق الشعبية. فهو يقول في سياق بيان أسباب التوجه نحو المادية: “… السبب الثالث للتوجه نحو المادية هو اضطراب قسم من المفاهيم السياسية - الاجتماعية. نقرأ في تاريخ الفلسفة السياسية أنه عندما طرحت المفاهيم الاجتماعية - السياسية في الغرب، ودار النقاش حول مسألة الحقوق الطبيعية، وخصوصاً حق الحاكمية الشعبية، وانحاز جماعة إلى الاستبداد السياسي ونفوا أيّ حق للناس مقابل الحكام، ولم يعترفوا لهم بأي شيء سوى أداء الواجبات، تشبّث هؤلاء في تبريرهم لنظرياتهم الاستبدادية السياسية بمسألة الله، وادعوا أنّ الحكام مسؤولون أمام الله فقط، في حين أن الناس مسؤولون أمام الحكام وعليهم أداء الطاعة، ولا حقّ للناس أن يسائلوا الحكام كيف ولماذا فعلتم كذا؟ أو أن يأمروهم بفعل معين باعتبار أن لله وحده حق مساءلة الحاكم ومحاكمته، ولا حق للناس على الحاكم. هكذا نشأت أجواء مفتعلة أدت إلى أفكار متطرفة، سواء من ناحية التلازم بين الإيمان بالله والإيمان بوجوب الخضوع للحاكم، وإلغاء أي حق في المداخلة في شؤون من عيّنه الله لرعاية الناس وحفظهم من ناحية أنّ الحاكم مسؤول فقط من قبله. وهكذا ولد التلازم الحتمي بين الإيمان بالحاكمية الشعبية من جهة والكفر بالله من جهة أخرى. “ ولكن في الفلسفة الاجتماعية الإسلامية لا يؤدي الإيمان بالله إلى قبول الحكومة المطلقة للأفراد، فالحاكم مسؤول أمام الناس، والإيمان بالله يضع الحاكم في موقع المسؤولية أمام الناس، اذ يجب عليه أن يؤدي حقوقهم”. وفضلاً عن هذا فإن استيفاء الحقوق يعتبر واجباً شرعياً.



فلسفة الشهيد مطهري في تخلف رجال الدين في مجال السياسة

يكتب الشهيد مطهري خلال بحثه عن جذور نظريته السياسية، في كتاب جولة في نهج البلاغة:

“إنّ أحد أسباب تخلّف الأديان، من وجهة نظر علم النفس الديني، هو افتعال القائمين على الدين نوعاً من التناقض بين الدين والحاجات الطبيعية، وخاصة عندما تتبلور تلك الحاجات في أوساط الرأي العام… بينما الحقيقة أنّ الايمان بالله يقوم على ثقافة العدل والحقوق الذاتية للناس، ولا يمكن إقرار الحقوق الذاتية والعدالة الواقعية إلا مع الإيمان بالله تعالى، بعيداً عن الفرضيات والاتفاقات. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ الإيمان بالله أفضل ضامن لتنفيذهما. وإنّ منطق نهج البلاغة في مجال الحق والعدل يقوم على هذا الأساس.





تعريف الجمهورية الإسلامية بنظر الشهيد مطهري

وعلى ضوء الأسس المذكورة، يعرّف مطهري الجمهورية الإسلامية كما يلي: “تحدد كلمة الجمهورية شكل الحكومة المقترحة، وتحدد كلمة الإسلامية مضمونها… تعني الجمهورية الإسلامية الحكومة التي يُنتخب رئيسها من قبل الجماهير لفترة مؤقتة، وتقوم على أساس الإسلام



الدور الإشرافي للولي الفقيه

”. ولاية الفقيه لا تعني أن يكون الفقيه على رأس الحكومة وأن يحكم عملياً. بل إن دور الفقيه في الدولة الإسلامية، أي الدولة التي يقبل شعبها بالإسلام كإيديولوجية، ويلتزم به، أشبه بدور المفكر منه بدور الحاكم هذا فضلاً عن أن الناس هم الذين ينتخبون الفقيه وأن وظيفة الفقيه كمفكر هي الإشراف على التنفيذ الصحيح والسليم للاستراتيجية المتبناة، والإشراف على رئيس الحكومة الذي ينفذ السياسة الإسلامية.



ولاية الفقيه ولاية آيديولوجية

ذلك فإنّ ولاية الفقيه هي نوع من الولاية الإيديولوجية، والفقيه، أساساً، منتخب من الناس.
لقد أدى تشكيل مجلس دراسة وإعداد الدستور في سنة 1979 في ايران إلى طرح نظريتي ولاية الفقهاء التعيينية وولاية الفقيه الانتخابية بصورة متصادمة.



بين الحاكم السياسي المؤهل والولي الفقيه

لم يكن تصوّر شعبنا آنذاك - أيام المشروطة - أن ولاية الفقيه توجب أن تكون السلطة وقيادة الدولة بيد الفقهاء، ذلك لأنه على مدى القرون السالفة كان الحاكم السياسي المؤهل لترجمة القوانين الإسلامية وتطبيقها في المجتمع الإسلامي، لابدّ أن يحظى بإقرار وتأييد الولي الفقيه دون أن يحلّ هذا الأخير مكانه.

ومع إمكان القول بميل الدستور إلى نظرية الولاية الانتخابية للفقيه، فإن الاختلاف بين النظريتين لم يحظ باهتمام كبير في ذلك الزمان. ولكن تلك الاختلافات دفعت عدداً من الفقهاء إلى توضيح الأسس الفقهية لنظام الجمهورية الاسلامية.



دور الأمة وشروط إنتخاب الولي الفقيه

وقد شرح آية الله الشيخ جعفر السبحاني مقدمات هذه النظرية في كتابه معالم الحكومة الإسلامية الصادر في سنة 1982م، حيث يقول: “الحكومة في زمان حضور الإمام المنصوص عليه من الله، حكومة إلهية خالصة، وفي زمان عدم إمكان الوصول إلى مركّبة من الحاكمية الإلهية والسيادة الشعبية. “وهي إلهية بسبب أنّ التشريع بالأصل حق الله سبحانه وتعالى، وعلى الأمة عند الانتخاب أن تراعي كافة الشروط والقواعد الإسلامية. وعلى الحاكم الإسلامي أيضاً أن يطبق الشريعة الإسلامية حرفاً فحرفاً. ولذلك فإن الحكومة التي تستحق أن تعتبر إلهية هي التي تسهر على تطبيق الشريعة. ولكن الحكومة هذه ذات وجه شعبي أيضاً من حيث إن الناس هم من يقوم بانتخاب الحاكم وعليه فولاية الحاكم عليهم حائزة على رضاهم عليه يمكن تلخيص المقصود من ولاية الفقيه في أمرين:

* إذا قام الفقيه بتشكيل الحكومة فيجب على الناس إطاعته.

* إذا قام الناس بتشكيل الحكومة حسب القواعد الإسلامية فإنّ على الفقيه أن يراقب سيرة الحكومة ويتدخل لتصحيح أي انحراف.



الوكالة اعن الولي الفقيه في الحكم

وبما أنّ الحكومة الإسلامية هي حكومة القانون الإلهي على الناس، يجب على الحاكم أن يكون عالماً بالقوانين الإسلامية. ولكن لا يجب أن يتصدى الفقيه بنفسه لإدارة المجتمع، اذ يمكن أن يقوم شخص آخر بالوكالة عنه ورضاه، وعلى هذا، بطبيعة الحال أن يكون ملمّاً بالقوانين الإسلامية (ولو من طريق التقليد)، وأن يحوز على صفات الحكم الأخرى.



ولاية الفقيه وحكم الصالحين

ويعتبر كتاب آية الله الشيخ نعمة الله الصالحي النجف آبادي ولاية الفقيه حكومة الصالحين من جملة المحاولات الأولى في شرح هذه النظرية باللغة الفارسية. وهو يشير في هذا الكتاب إلى الفرق الأساسي بين ولاية الفقيه بالمعنى الإنشائي (ولاية الفقيه الانتخابية)، وبين ولاية الفقيه بالمعنى الإخباري (ولاية الفقيه التعيينية)، فيقول: “ ولاية الفقيه بالمعنى الإخباري تعني أنّ للفقهاء حق الولاية والحاكمية على الناس من جانب الشارع، سواء رضي الناس أم لم يرضوا، وأنّ الناس أساساً لا يملكون حق انتخاب القائد السياسي، ولكن ولاية الفقيه بالمفهوم الإنشائي تعني أنّ الناس يجب عليهم انتخاب أحد الفقهاء الواعين الجديرين ويجعلوه ولياً وحاكماً”. ومع أن الفقهاء العدول يملكون في المبدأ صلاحية الولاية، إلا أن الفقيه المنتخب هو وحده من يملك حق التصرف في الأعمال العامة. وهذه الولاية نتيجة اتفاق بين الطرفين: الناس والولي الفقيه، حيث يعقد الناس صيغة الإيجاب ويعقد الفقيه صيغة القبول. ولكن الفقيه يلتزم في المقابل بأن يعمل حسب الموازين الإسلامية، وفي حال التقصير يقوم الناس بعزله عن الولاية بواسطة الخبراء، وهكذا تتحدد ولاية الفقيه المنتخب على الناس باعتبارهم من انتخبه.

يعتبر كتاب دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية، الذي وضعه آية الله حسين علي المنتظري، وجمع فيه ثمرة تدريسه نظرية ولاية الفقيه الإسلامية الفقهية طوال ست سنوات في الحوزة العلمية في قم، وثمرة بحوثه الفقهية الاستدلالية حول هذا الموضوع، يعتبر أوسع دراسة فقهية شيعية منشورة على صعيد الحكومة الإسلامية.





أركان نظرية ولاية الفقيه الانتخابية



يمكن تلخيص أركان نظرية ولاية الفقيه الانتخابية المحدودة كالتالي:

۱ . توفر شروط الفقه في الحاكم الإسلامي.

۲ . استيفاء الحاكم الإسلامي شرط الانتخاب من الشعب.

٣ . تحديد صلاحيات الحاكم الإسلامي بالدستور.



وفيما يلي شرح لأصول نظرية ولاية الفقيه الانتخابية المحدودة:



الركن الأول: توفر الفقاهة في الحاكم الإسلامي



۱ . لا ولاية لأي إنسان على آخر، إلا إذا نصبه الولي المطلق (الله تعالى)، على الناس، أو انتخبه الناس في إطار التعليمات والشروط الموضوعة من قبل الله. والناس مسلطون على أموالهم وأنفسهم وشؤونهم في إطار الشريعة المقدسة، وأي تصرف في شؤون وأموال الناس بدون رضاهم يعتبر ظلماً وتعدياً عليهم.

۲ . نصب الله النبي (ص) للولاية على الأمة، ونصب النبي أئمة الهدى للولاية من قبل الله.

٣ . الحكومة ضرورة اجتماعية في كل العصور.

٤ . لا يمكن تنفيذ قسم كبير من الأحكام الإسلامية بدون إقامة الحكومة. ومع ارتباط الأحكام الإسلامية بالحكومة، فإنّ إسقاط الحكومة يؤدي إلى إسقاط قسم مهم من أحكام الشريعة. والإسلام يهتم بجميع الحاجات الفردية والاجتماعية للإنسان في جميع مراحل الحياة العائلية والسياسية والاقتصادية والقانونية والعلاقات الدولية. وقد شرعت التعليمات الإسلامية على أساس وجود الحكومة الصالحة.

۵ . المجتمع الإسلامي مخاطب بتطبيق الشريعة الإسلامية، والحاكم الإسلامي، باعتباره ممثل المجتمع، مكلف بتنفيذها، وبعبارة أخرى الحكومة مكلفة بتطبيق الأحكام العامة.
٦ . المراد من الولاية في هذه النظرية وفي كل مباحث الحقوق العامة، الحقوق الأساسية والسلطة والإمارة، أي تلك المعاني الواردة في النصوص السياسية مثل وصية الإمام أمير المؤمنين (ع) إلى مالك الأشتر.

۷ . تختلف الحكومة الإسلامية عن سائر الحكومات في أمرين:

أ- الالتزام بالقوانين الإسلامية المستنبطة من الكتاب والسنة، ولا يحق للحكومة أن تنحرف عن الموازين الإسلامية ولو قيد أنملة. وعلى هذا فإن الحكومة محدودة بالقوانين والموازين الإسلامية.
ب- يشترط في الحاكم الإسلامي شروط خاصة، ولا شرعية لمن يفقدها.



۸ . يجب أن تتوفر في الحاكم الإسلامي، في عصر غيبة المعصوم، بحكم العقل والكتاب والسنّة، ثمانية شروط، هي:
أ- العقل الكامل، ب- الإسلام والإيمان، ج- العدالة، د- الفقه والعلم الاجتهادي بالأحكام الإسلامية، بل الأعلمية (وهذا أهم شرط)، ه‍- التدبير والإدارة، و- ألا يكون بخيلاً أو حريصاً أو طماعاً، ز- الرجولة، ح- طهارة المولد أما رئيس الحكومة الإسلامية فهو فرد واحد لا مجلس شورى (وبعبارة أخرى رئيس الحكومة الإسلامية فقيه واجد للشرائط وليس شورى القيادة).



الركن الثاني: في انتخاب الحاكم

۱ . عندما يُنصِّب الشارع المقدس شخصاً بالذات للولاية على الأمة والحاكمية على الناس، فإنّه يتعيّن للإمامة، ومع وجود شخص كهذا وتمكّنه من إقامة الحكومة، لا تنعقد الإمامة لغيره. وفي غير هذه الحالة فإنّ حق تحديد المصير السياسي وانتخاب حاكم من بين الجامعين للشرائط يعهد إلى الأمة؛ ومن هنا وبسبب عدم جود نصب خاص لأحد في عصر غيبة المعصوم (ع) فإن الحكومة الإسلامية في عصر الغيبة انتخابية.

۲ . يستحيل النَّصب العام لكل الفقهاء أو واحد منهم، من قبل الشارع، للولاية السياسية على الأمة، وإنّ كل الأدلة النقلية التي يوردها البعض تعجز عن إثبات النصب العام للفقهاء للولاية. إلى هذا فإنّ أهم الروايات الواردة، كمقبولة عمر بن حنظلة ومشهورة أبي خديجة، تثبت فقط منصب القضاء للفقهاء، وبما أن بعض الروايات، مثل التوقيع (توقيع صاحب الزمان)، تتعرض لبيان منصب الإفتاء، فإنّهم أقاموا الأدلة العقلية والأدلة المركبة من العقل والنقل، على اختصاص الحكومة الإسلامية بالنصب، ولكن مع الانتخاب فإنّ الاستدلال بها يبطل.
وإذ لا يمكن الاستفادة من الأدلة الروائية المستدل بها سوى لاستخلاص الشروط المعتبرة في الحاكم الإسلامي، فإنّ الطريق الوحيد للحكومة الإسلامية في عصر الغيبة هو انتخاب الفقيه العادل من قبل الناس.

٣ . يجب على الفقهاء، وجوباً كفائياً، أن يُعدوا أنفسهم للتصدي للحكومة ويجب على الناس أن ينتخبوا مرشحهم.

٤ . في حال عدم وجود شخص جامع للشرائط، يجب الالتزام بشروط العقل والإسلام والتدبر والعدالة قدر الإمكان لأنه لا يجوز إلغاء الحكومة من الأساس. ويمكن القول بالتفضيل عند تزاحم الشرائط، ومن بينها التزاحم بين الفقه والتدبير السياسي، فعند الاحتياج إلى التشريع يقدم الفقيه، وعند الاحتياج إلى التدبير والخبرة يقدم المؤمن المدبّر. وعلى أي حال فإنّ مسؤولية تحديد الأولويات ودراسة الظروف الزمانية والمكانية، والعمل بقاعدة الأهم فالأهم تقع على عاتق مجلس الخبراء المنتخب من الشعب.

۵ . في حال وجود شخص واحد جامع للشرائط، يجب عليه قبول الولاية والحاكمية على الناس، مع ضرورة تحصيله لرضاهم. وفي حال تعدد المؤهلين للرئاسة ينتخب أحدهم بواسطة الشعب.

٦ . أقر الشارع مبدأ انتخاب الشخص المؤهل، ولكنه فوّض إلى العقلاء بيان شكل الحكومة وطريقة الانتخاب وشروط المنتخبين، وكيفية تنفيذ ذلك. وذلك لأنّ هذه الأمور تختلف حسب الظروف، ولا نصّ على اعتماد الكمية العددية ولا كيفية الانتخاب، أو أن يكون الانتخاب مباشراً أو على مرحلتين. أو أن ينتخب الشعب الخبراء في مرحلة أولى وأن ينتخب الخبراء الحاكم الإسلامي في مرحلة ثانية، مما يدل على إيكال كل هذه التفاصيل إلى العقلاء. ولطالما اهتم العقلاء، في حالات عدم توفر وعي شعبي سياسي، بالتركيز على كيفية التصويت حتى يهيئوا الظروف لأخذ الرأي العام على أساس الكم بسلامة.

وفي عصرنا هذا يشتد الاتجاه نحو الانتخابات المرحلية من أجل سلامة عملية الانتخاب. ويمكن الرجوع في الأمور غير المنصوص عليها إلى العقلاء، ولابدّ، في أي حال، من حفظ حقوق الأقلية. ولا يجوز للأكثرية التعدي على حقوق الأقلية وممارسة القوة عليها. ولا يعتبر تقدم رأي الأكثرية على رأي الأقلية تقدماً واقعياً وإنما هو من أجل حفظ النظام الاجتماعي العام.

۷ . في عملية انتخاب الحاكم الإسلامي، يحق للنساء، كما الرجال، المشاركة في تقرير المصير السياسي.

۸ . لا يجوز الامتناع عن المشاركة في انتخاب الرئاسة، وفي حال عدم المشاركة من أكثرية الناس يعتبر رأي الأقلية نافذاً. كما يحق للفقيه، من باب الحسبة، أن يتصدى لأداء مسؤولياته وإن لم يشترك عامة الناس في الانتخابات.

٩ . البيعة وسيلة إنشاء الولاية، بعد التفاوض والرضا، وذلك بمعنى أنّ البيعة تتم بعد الحوار بين الفقيه والشعب ورضا الطرفين وتأكدهم من توفر الشروط اللازمة (في إطار الشرع)، ويقوم الناس بمبايعة الشخص المؤهل ويقبلون حكمه. ومع البيعة تتحقق الولاية إجمالاً، (البيعة مع المعصومين تعني تأكيد النصب الإلهي لهم.

۱۰ . شرعية الحكومة في عصر الغيبة تستند إلى الشعب في إطار الشرع. وتعتبر الحكومة معاهدة بين طرفين: الحاكم والشعب، وهي مؤيدة من الشارع. والحكومة الإسلامية اتفاقية شرعية بين الأمة والحاكم المنتخب، والانتخاب قسم من أقسام الوكالة بالمعنى الأعم، (تفويض الأمر للآخرين).



إنّ الوكالة بالمعنى الأعم تشتمل على ثلاثة أقسام:

أ- الإذن للغير، والوكالة بهذا المعنى لا تعتبر عقداً.

ب- استنابة الغير، بمعنى تنزيل النائب بمنزلة المنوب عنه، واعتبار عمله كعمل المنوب عنه (وهذه هي الوكالة بالمعنى الأخص في الاصطلاح الفقهي)، والوكالة بهذا المعنى عقد جائز.

ج- إحداث ولاية وسلطة مستقلة للغير مع قبوله ذلك، والوكالة بهذا المعنى عقد لازم، والمراد من الانتخاب في هذه النظرية المعنى الثالث. ولا عقد خاصاً مألوفاً في العناوين الفقهية، يقره الشارع. والبيعة هي إنشاء قبول الولاية بعد العقد والمعاهدة.



الركن الثالث: تقييد صلاحيات الحاكم المنتخب بالدستور
۱ . يمكن أن ينطوي الانتخاب، باعتباره عقداً لازماً، على شروط، وللحاكم والشعب أن يُقيدا الحكومة برعاية أمور مثل الدستور. وإنّ كل العمليات الانتخابية التي تجري بعد إقرار الدستور، وعلى أساسه، مقيدة مطلقاً بالدستور حتى إذا لم يذكر ذلك، أي إنّ الشعب ينتخب، مباشرة، أو عبر مجلس الخبراء، القائد الذي يلتزم عملياً بالدستور ولا ينحرف عنه.

۲ . يمكن تحديد مدة رئاسة الحاكم الإسلامي الفقيه بعشر سنوات مثلاً، وتضمين ذلك شرطاً في العقد (الدستور). وإذا كان الانتخاب مؤقتاً فإنّ ولايته تنتهي بانتهاء مدة العقد.

٣ . لا يمكن عزل الحاكم الإسلامي إلا في حالتين:

أ- فقده لأحد الشروط الثمانية المعتبرة.
ب- مخالفته لوعوده (المذكورة في الدستور كشروط ضمن العقد).
ولا يؤدي صدور بعض الأخطاء الجزئية والمعاصي البسيطة إلى عزل الحاكم، مع محافظته على الموازين الإسلامية في الحكم. وتجوز معارضته مع خروج الحكومة عن الإطار الإسلامي، مع مراعاة شروط التدرج في النهي عن المنكر، بل تجب.

٤ . الحاكم الإسلامي والحكومة يتصدون لأمور المجتمع العامة، ولكن الناس أحرار في أسلوب حياتهم الخاصة والشخصية وغير العامة، ولهم حق الانتخاب، ولا يجوز فرض أسلوب خاص عليهم. وتقوم الحكومة في حالات كهذه بعرض الخطوط الإسلامية العامة، وتلتزم بالتربية والتعليم والهداية لعامة الناس، وتوفر الإمكانات الضرورية لاستفادة الناس، في إطار الشرع، من وسائل التربية والتعليم.

۵ . يقوم أساس الدولة الإسلامية على الشورى وتبادل الآراء واجتناب الاستبداد في الرأي والديكتاتورية. مع أنّ الحاكم هو المسؤول بعد استشارة الخبراء، فإنّ الحُكم الفصل لرأيه ولا يلزمُه اتباع الأكثرية. ولكن يجوز في الدستور (باعتباره شرطاً ضمن العقد)، تحديد صلاحيات الحاكم، وعلى الحاكم الالتزام بتلك الحدود القانونية.

٦ . يقوم الفقيه المنتخب في الحكومة الإسلامية بالإشراف على السلطات الثلاث، وتقوم هذه بممارسة مهامها تحت إشرافه. وينتخب الشعب رئيس الجمهورية ونواب مجلس الشورى بصورة مباشرة. أما رئيس السلطة القضائية فينتخب من بين الفقهاء الذين يرشحهم الحاكم بواسطة نواب الشعب أو الخبراء. وهكذا يتم الفصل النسبي بين السلطات في صورة التزام الحاكم بذلك، كما هو مقرر في الدستور.

۷ . الحاكم الإسلامي (الفقيه المنتخب مسؤول أمام الخبراء المنتخبين من الشعب. وللخبراء الحق في سؤاله واستيضاحه وعزله ونصبه حسب الشروط الخاصة (الواردة في الدستور، كشروط ضمن العقد[).

۸ . مع أنّ القضاء واستنباط الأحكام من المنابع الشرعية، من اختصاص المجتهدين - مع ذلك تمكن المشاركة العامة في ذلك، مع مراعاة كافة الشروط الشرعية الدقيقة، على أن تُرسم البرامج الكبرى للدولة الإسلامية بواسطة خبراء الشعب تحت إشراف الحاكم الإسلامي.

٩ . في حال تعذر إقامة الوحدة السياسية الإسلامية الكبرى، يجوز تعدد الدول الإسلامية. وللحاكم الإسلامي أن ينفذ ولايته في جميع الشؤون السياسية على الأفراد الذين انتخبوه في إطار القوانين الإسلامية وقرارات البرلمان.



إلى هذا فمن المفيد الالتفات إلى النقاط التالية في نظرية ولاية الفقهاء الانتخابية المحدودة:

۱ . تقوم هذه النظرية على ولاية الفقيه وليس ولاية الفقهاء، (خلافاً للنظريات التعيينية الأربع التي تركز على ولاية الفقهاء وليس ولاية الفقيه).

۲ . مع أنّ النظريات الثلاث القائمة على ولاية الفقهاء التعيينية تلحظ التعرّف إلى تعيين فقيه واحد من بين الفقهاء المتعددين، إلاّ أنّ التعيين هذا يختلف بصورة كاملة عن الانتخاب، إذ إنّ هذا التعيين لا يقوم على حق الناس، بل يمكن أن يتم بواسطة القرعة، أما الانتخاب فإنه يقوم على الاعتراف بشرعية حقوق الناس ولوازمهم.

٣ . تتجاوز هذه النظرية في ما تعطيه للناس من دور في إيصال الحاكم إلى السدّة الأولى ما تعطيه لهم نظريتا الصدر والنائيني. فالمرجعية، في نظرية الصدر (باعتبارها استمراراً لخط الشهادة) تشرف على ممارسة الشعب للخلافة، ولكن المرجع لا ينتخب بواسطة الناس، (التعيين غير الانتخاب).

٤ . يشكل الالتزام بالدستور بصفته شرطاً ضمن العقد (ومعاهدة لازمة بين الحاكم والشعب) منعطفاً كبيراً في هذه النظرية. وبناء على أن شكل الحكومة وكيفية الانتخاب وإدارة المجتمع أمور عقلية تتغير بتغير الظروف الزمانية والمكانية، وعلى أنه لا تحول دون الاستفادة في الدستور من التجارب الإنسانية في إدارة البلاد، (بشرط عدم التناقض مع الشرع)، فهذه النظرية تصلح لإدارة المجتمع المدني مع مراعاة الحدود الإسلامية.

۵ . تتحقق صفة الإسلامية للحكومة بمراعاتها للشروط المعتبرة في الحاكم الإسلامي وخصوصاً الفقه، والالتزام الدقيق بالأحكام والموازين الإسلامية في المجتمع.

وتتحقق صفة الجمهورية للحكومة باحترام الحقوق العامة، وخصوصاً حق المشاركة الجماهيرية الفاعلة، على أعلى المستويات، والالتزام بالدستور وتحديد صلاحيات الفقيه المنتخب في إطار القانون، وتوقيت دورة حكمه، وكذلك مسؤوليته أمام الخبراء المنتخبين من الشعب. * المصدر: نظريات الحكم في الفقه الشيعي.



 

خاتمة

إننا أردنا من هذه المقالة إشاعة الثقافة العامة خصوصاً في عصر تتصدره أمة دولية في عالم الحكم والسلطة وعالم الإنتخاب والإختلاف بين الناس في شكل الحكم وإمكانية تقبل فكرة هذا النمط من الفكر و السياسة الدينية التي يمكن لها أن تتلاقح وتلتقي مع السياسات الديمقراطية والملكية وغيرها من أشكال وأنماط الحكم الذي يستند الى عقلية القائد المناسب وتلبية المطالب الشعبية ونسأل الله أن نكون قد وفقنا في إشاعة هذه الثقافة خصوصاً إذا جرى تطبيقها بإعتدال وعدالة والله ولي التوفيق.





المصادر

حديث للسيد محمد حسين فضل الله على موقع اسلام اون لاين اجراه معه عبد العزيز قاسم http://www.islamonline.net/servlet/Satellite

كتاب ولاية الفقيه الانتخابية المقيدة لمؤلفه : الشيخ محسن غديفر الفيلسوف الايراني، استاذ جامعي، رجل دين وناشط

ومن موقع نواة وفق الرابط ادناه:

http://www.nawaat.org/portail/2005/02/24/elected-restricted-wilayat-al-aqih

 

اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44754
Total : 100