Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عن السبي الآيزيدي
الثلاثاء, شباط 2, 2016
عبد الحسين شعبان

 

 

لم تنتهِ مأساة الإيزيديين بعد تحرير سنجار (شنكال) من قبضة داعش، بل إنها مع مرور الأيام، زادت حرقة وألماً، خصوصاً عندما أخذت تتكشّف بعض الجوانب الإنسانية الحسّاسة فيها، حيث الفداحة واللوعة والصدمة، فقبل أيام فقط تم اكتشاف مقبرة جماعية ضمّت رفات نحو 20  رجلاً في سنجار، إضافة إلى مئات تم قتلهم خلال الهجوم الذي شنّه داعش لاحتلال سنجار في 3 أغسطس (آب) العام 2014.

وفي هذا التاريخ الأسود أخذ العالم  يتعرّف على ما حصل للإيزيديين، ولاسيّما للنساء والأطفال، حيث السلب والنهب وسبي النساء وقتل الرجال والاستيلاء على الممتلكات والأموال، على نحو لا مثيل له، بل إن هذا اليوم وما أعقبه كان الأكثر مأساوية وهمجية في كل ما تعرّض له الإيزيديون في تاريخهم المملوء بالمآسي والآلام والعذابات والمعاناة من التمييز وعدم المساواة.

وفي زمن يحرّم فيه العالم، الاستعباد والاسترقاق، جعل داعش العوائل الإيزيدية عبيداً لهم، وأرقّاء يعملون لصالحهم، بالحقول والمزارع بطريقة أقرب للسخرة أو بجهود زهيدة لا تسدّ الرمق، أو مقابل الإبقاء على حياتهم. لعلّ تلك المجزرة الرهيبة بحق الإيزيديين تلقي الضوء تاريخياً على ما تعرّضت له هذه الديانة وأتباعها من أذى وإساءة، بإنكار الحق في الاختلاف والحق في الاعتقاد، وهذه تمثل جذر  التعصب والتطرّف إزاء الآخر، وهو الأمر الذي يقود إلى هضم الحقوق  وهدر الكرامات، سواء بالتمييز أو بمحاولات الاستئصال أو التهميش.

تعتبر الديانة الإيزيدية من أقدم الديانات في العراق والمنطقة، ويتركّز وجودها الكبير في قضاءي شيخان وسنجار، والأخير يعتبر ثاني أكبر موقع للوجود الإيزيدي، وقد تعرّض الإيزيديين إلى نحو 72 غزوة خلال حكم الدولة العثمانية، ولاقوا ما لاقوا من محن ومآسي، لكن تلك المصائب التي وقعت عليهم كادت تختفي أو تخفّ، وإنْ لم تختفِ آثارها المستمرة، ولاسيّما التمييز الواقع ضدهم ومحاولات تشويه دينهم ونشر بعض الأوهام والخرافات عنه.

وقد كانت كل غزوة أو حرب أو اجتياح يتعرّضون له، يتم بموجب فرمان سلطاني يصدر من الباب العالي، والهدف هو إخضاعهم وترويضهم والتسيّد عليهم، وبالطبع فإن عمليات القتل والتشريد والتهجير والإكراة، وصلت إلى حد الإبادة الجماعية ودائماً كانت هناك مزاعم دينية تقف خلف ذلك بسبب الاختلاف والتمايز في المعتقد والعقيدة، حيث يتعرض الإيزيديون إلى عمليات قسرية لإجبارهم على تغيير ديانتهم بالقوة، وهو ما لا تقرّه سماحة الإسلام استناداً إلى القرآن الكريم، وخصوصاً سورة البقرة، التي تقول: “لا إكراه في الدين”.

ومنذ أن احتل داعش سنجار مارس أبشع الأساليب لتحقيق غاياته اللاّإنسانية في إطار قراءات مغلوطة ومتعصبة ومتطرفة لبعض النصوص الإسلامية، وعلى أساسها قام باختطاف النساء وسبيهن وارتكاب مجازر جماعية، ضد أناس لم يسجل في كل تاريخهم القديم والحديث أية ممارسة عنفية أو استخدام للقوة حتى للدفاع عن النفس، بل كانوا دائماً يميلون إلى السلم والتسامح، وذلك جزء من تراثهم الإنساني والديني، حيث لم يرد في نصوص كتبهم المقدسة وتعاليمهم الدينية ، أية إشارة للقتل أو الثأر أو العدوان، ولم يبادروا أو يلتجئوا إلى شن حرب أو القيام بعمل عنفي ضد جيرانهم، ولم يسجل التاريخ أية أفعال من هذا القبيل، بل كانوا باستمرار ضحية الغدر والجحود والكراهية، وتعرّضوا لعمليات استئصال وإلغاء مستمرة.

ما تعرّض له الإيزيديون على أيدي داعش، هو استمرار لما تعرّضوا إليه على يد تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي فرّخ داعش وأخواتها، ففي 14 أغسطس (آب) العام 2007  شنّ تنظيم القاعدة غزوة ضد قضاء سنجار، استهدف فيها مجمّعات الإيزيديين في سيباشيخدر  وكرعوزير، وأسفرت تلك العمليات الإرهابية عن وقوع نحو 1000  ضحية بين قتيل وجريح، وتم تدمير نحو سبعمائة منزل.

حدوث تململ

بعد احتلال داعش لمحافظة الموصل في 10  حزيران (يونيو) العام 2014  حدث تململ في بعض المناطق، ومنها مناطق الإيزيديين، لكن خدر وعدم  يقظة الجهات الرسمية والقوات المسلحة، فضلاً عن إهمالها وتقصيرها، وعدم جدارتها، جعل داعش يتمدّد، وهكذا حلّت مأساة كبيرة في عموم المنطقة التي احتلّها، سواء في محافظتي صلاح الدين والأنبار أو في بعض مناطق محافظتي ديالى وكركوك، ولكن الأمر الأكثر بشاعة وهمجية كان ما حصل للإيزيديين، من كارثة إنسانية واجتماعية وأخلاقية وقانونية ونفسية بكل معنى الكلمة، حيث شنّ عليهم داعش هجوماً كاسحاً استهدف اقتلاعهم من مناطقهم وأراضيهم وقتل رجالهم وسبي نسائهم وأخذ الجميع أسرى يعملون بالسخرة لحساب التنظيم الإرهابي.

بيع وشراء

والأكثر من ذلك حين بدأت عمليات البيع والشراء للنساء في سوق النخاسة، حيث أصبحن جواري وسبايا، وهو الأمر الذي حصل لهم في الماضي أيضاً، وكاد الإيزيديين أن ينسوه وإن كان النسيان غير ممكن  أو بالأحرى لا يريدون ذكره، لأنه أصبح جزء من الماضي، حيث كانت آخر غزوة تعرّضوا لها في نهاية القرن التاسع عشر، حين سبي الكثير من النساء، وقطع رؤوس الكثير من الرجال، إضافة إلى تدمير المقامات المقدسة والمزارات الخاصة بالعبادة، وهو ما قــــــامت به داعش، مثلما حصل في السابق في سنجار وشيخان وبعشيقة، وختارة.

وإذا كان من فضيلة للعولمة على الرغم من أن وجهها المتوحش هو الطاغي، فإنها أطلعت العالم على ما جرى للإيزيديين على يد داعش والجماعات الإرهابية، وذلك  من خلال عولمة وسائل الاتصال والمواصلات وتكنولوجيا الإعلام والثورة العلمية- التقنية وعولمة ثقافة حقوق الإنسان، ففي الماضي لم يكن من الممكن توثيق تلك الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ولحق الاعتقاد والضمير وللخصوصية الدينية للإيزيدية أو لغيرها، ناهيك عن أن الاعتراف بهذه الحقوق أصبح مسألة كونية وقاعدة آمرة ملزمة في القانون الدولي Jus Cogens لا يمكن المساس بها أو تجاوزها تحت أية ذريعة أو حجّة.

لقد كانت الانتهاكات في السابق تحدث ولا يسمع أحد عنها إلاّ ضحاياها أو أبناء المناطق القريبة، كما إنها كانت تجري دون أن يمدّ العالم يد المساعدة والعون للضحايا للناجين من المجازر، ولكن التضامن الدولي اليوم أصبح قيمة إنسانية أساسية في إطار التعاون الدولي، سواء كان تضامناً وقائياً Preventive Solidarity  أي قبل حدوث المآسي، أو تضامناً حمائياً Protective Solidarity أي بعد وقوع المآسي، أو تضامنا إصلاحياً Reformatory Solidarity  أي لاتخاذ إجراءات وخطوات وتدابير تشريعية وسياسية واجتماعية وثقافية وتربوية بهدف إصلاح الأنظمة القانونية والقضائية والأمنية وحماية حقوق الإنسان، ولعلّ موضوعاً كهذا، ونعني به التضامن الدولي، كان مثار نقاش من جانب خبراء دوليين رسميين ومستقلين وممثلي دول ومنظمات دولية في إطار مشروع إعلان دولي Declaration International  نوقش في الدوحة مؤخراً، حيث كلّفت بإعداده الخبيرة الدولية  Ms. Virginia Dandan وسيقدّم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشته، وفيما إذا تم إقراره سيصدر في نهاية هذا العام 2016 أو مطلع العام القادم 2017.

وإنْ كان ثمة غدر وجحود وتقصير ولا مبالاة، أو على الأقل لم يكن التحرّك للتضامن مع الإيزيديين يتناسب مع حجم مأساتهم، إلاّ أنه لا يمكن إهمال بعض فاعليات التضامن ومدّ يد المساعدة والعون لهم، وخصوصاً في محافظة دهوك ومدن زاخو وعقرة وسميّل، لاسيّما ً للنازحين من سنجار، والذين بلغ عددهم نحو 340 ألف نازح، وهناك نازحون آخرون، حيث تفيد بعض الإحصاءات إن عددهم نحو 150 ألف نازح من بعشيقة وبلدات سهل نينوى، وبينهم عدد كبير من المسيحيين إضافة إلى مسيحيي الموصل الذين خيّروا بين التأسلم الداعشي أو دفع الجزية أو مغادرة المنطقة. وامتدّت يد المساعدة والتضامن للإيزيديين من بعض بلدات ومدن سوريا وتركيا.

ولكن هل هذا القدر من التحرك كافياً أم إن الأمر يحتاج إلى حزمة من الإجراءات والتدابير التي من شأنها القضاء على داعش، وتجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله وبيئته الحاضنة، وخصوصاً أسبابه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية والقانونية وغيرها، تساوقاً مع قرارات مجلس الأمن الدولي؟ ويحتاج الأمر كذلك إلى ردّ الاعتبار للضحايا وتعويضهم وجبر الضرر، وقبل ذلك كشف الحقيقة والمساءلة وتقديم المتّهمين إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، مثلما يتطلّب إصلاح الأنظمة القانونية والقضائية والأمنية، وإزالة كل ما من شأنه أن يؤدي إلى التمييز أو عدم المساواة، وذلك ضمن متطلّبات العدالة الانتقالية.

إن مأساة الإيزيديين والجرائم ضدهم لا تقلّ عن المآسي والجرائم التي ارتكبت في الحربين العالميتين الأولى والثانية في الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وكذلك الجرائم والمآسي ضد الأرمن في تركيا وضد عرب فلسطين من جانب “إسرائيل”، سواء في مجازر دير ياسين وكفرقاسم ومدرسة بحر البقر أم خلال عدوانها المتكرّر على الأمة العربية وغزو لبنان العام 1982 والجرائم ضد سكان غزة ومحاصرتها منذ العام 2007  إضافة إلى عمليات الاستيطان والإجلاء والتوسّع وقضم الأراضي، أو الجرائم ضد مسلمي البوسنة والهرسك أو في يوغسلافيا السابقة أو رواندا أو غيرها. الجرائم واحدة والقانون واحد وينبغي أن يكون العقاب واحداً، بقدر ما نحن بحاجة إلى نشر ثقافة اللاّعنف والتسامح وقبول الآخر على أساس المساواة وعدم التمييز.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37849
Total : 101