من منا لايعرف ان التعاملات الربوية حرام ، وانها تمحق الحسنات ، وتودي بصاحبها الى مصير اخروي اليم ؟ . واما مساوئها الدنيوية فتأثيرها الاهم سيكون على مستقبل الاسرة وحرمانها من العيش الكريم ، وتذهب في بعض الاحيان ان تشرد الاسر والعوائل لتصبح من دون مأوى وملاذ لاطفالها في حال عدم السداد من المتراكم المالي الذي اصبح بذممهم . ربما المعاملات الربوية شائعة ولها وجود في اغلب المجتمعات ، وحتى التعاملات المصرفية فيها ما يدخل ضمن التعامل الربوي ، المجتمعات المسلمة مع الاسف الشديد ومع النهي المباشر من الاله الواحد ، الا ان قسما منهم يحترف الربا كمهنة ومصدر للدخل المتنامي . ربما نلتمس العذر لغير المسلمين بيد اننا لايمكن ان نعذر من التحف الاسلام دينا له والذي من الوجوب الايماني ان يتبع تعاليمه وينفذ ما امره به الاسلام وينتهي عما نهاهه عنه . وهنا كان لابد للمجتمعات التي تقطن المدن الدينية من ان تكون من اكثر المجتمعات التزاما بتعاليم الجبار المقتدر على اقل تقدير . مدينتي حارة من حواري اليهود ؟اذ انتشرت في الاونة الاخيرة وبشكل غير مسبوق في محافظة النجف الاشرف ظاهرة طالما نهانا عنها ديننا الحنيف الا وهي ظاهرة ( الربا ) . ونقول في النجف الاشرف كوننا ابناء لهذه المحافظة المقدسة والتي من المفروض ان يتحلى ابنائها بخلق من اختاروا السكن الى جواره وان يتخلقوا باخلاقه بزهده وعفته وعدالته ، في تعاملاته ووصاياه . لكن مع الاسف نجد البعض منا راح يضرب قدسية هذه المدينة عرض الحائط جاعلا منها حارة من حواري اليهود الذين طالما نبذناهم كونهم امتازوا بهكذا نوع من التعاملات . مع انهم لايرابون ابناء جلدتهم ، وفقط هم يتعاملون بها مع من يدين بغير اليهودية . نعجب من الذين طالما تباكو على قدسية النجف الأشرف وهتك قداستها بمجرد ان تخرج زفة لعرس او احتفال بمناسبة فوز لفريق منتخب العراق بينما نجدهم ابتلعوا السنتهم وصمو عن المرابين الذين راحوا يستغلون هذا الظرف الصعب وما تمر به البلاد من ازمة مالية . وهذا هو اكبر هتك لقدسية مدينة علي بن ابي طالب عليه السلام . قد تفشت تلك الظاهرة وبشكل غريب لم تألفها المدينة من قبل مما حدى بمرجعيتنا الشريفة وعن لسان معتمدها السيد الصافي بالاشارة اليها في احدى خطبه حينما قال ” كأن الله احل الربا وحرم البيع ” . ومعنى ان تلوح المرجعية الكريمة بهكذا امر فهو وبحسابتها قد تفشى واصبح لايمكن السكوت عنه . قال عز من قائل :+الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ؛، ومع هذا التوجيه الإلهي وهذا النهي نجد المرابين يصولون ويجولون في تعاملاتهم وقد هدو اساسات عشرات البيوت وشردوا عوائلها خصوصا من اصحاب الشركات والمقاولين ممن اجبرهم الوضع المالي السيء الذي تمر به البلاد مع ان اغلبهم يمتلكون ارصدة مالية لدى الحكومة لاتستطيع سدادهم فاضطروا للجوء الى مثل هؤلاء “الدواعش الربوين” كي يسددوا مافي ذممهم من مستحقات مالية . اخيرا نقول لمثل هؤلاء اتقوا الله في اخوانكم واجتنبوا هكذا تعاملات ، وضعوا الله نصب اعينكم وتذكروا انكم راحلون عنها بكفن وحفرة لاغير .
مقالات اخرى للكاتب