Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أهل هيروشيما
الثلاثاء, شباط 3, 2015
سمير عطا الله

الياباني في الوعي العربي صورة واحدة: رجل ربعي القامة، لا يؤدي التحية بالمصافحة، بل بالانحناء باسما، ثم مكررا الانحناء باسما، ثم.. ثم.. أيضا وأيضا، لكي يعبر لك عن مدى سروره بلقائك ومدى تقديره. شاهدناه عاملا في حقول النفط، وبائع ترانزستورات متينة تخدم مدى الحياة، في المنازل وفي الحقول، وبائع سيارات للأغنياء والبسطاء، لا تخطئ ولا تدب فيها الحرارة في طلعة برمانا. واشترينا منه تلفزيونات هو مسؤول عن ألوانها، لا عن صياحها.
اختلفت صورة الياباني عندنا (رغم حروبه في آسيا) عن الأميركي والفرنسي والبريطاني والإيطالي والبرتغالي.. فلا علاقة له بأي مرحلة استعمارية، ولا بأي سجن كبير أو صغير. باعنا سيارات واشترى نفطا وزيوتا وبعض مواسم التفاح. رأى أن من الصعب أن نتعلم لغته المليئة بالصوتيات المفاجئة، فتعلم هو لغتنا. ولا أنسى هؤلاء السادة الباسمين عندما كان أحدهم يدق باب المكتب في الكويت ويدخل منحنيا، ثم يقترب منحنيا، وعندما ينتهي من طوفان التأدب والتبسم والانحناء، يقول في لغة فصحى مثل بني تميم: أنا طوكيو أوقا كاما أيوتسي من شركة الزيت في المنطقة المحايدة، هل يسمح وقتكم باستقبالنا؟
أهلا بكم أيها السيد أوقا كاما. يجلس كأنه على كرسي كهربائي، خجولا من نفسه، ثم يعتذر عن لغته العربية، طالبا الغفران لأنه لم يمض في دراستها في الجزائر أكثر من ثلاث سنوات. كم خطر لي السيد أيوتسي وأنا أرى صورة الشبح الأسود، شبح الموت والقتل والسكين، رافعا سلاحه فوق عنق الرهينة الياباني الأول والثاني. قالت «داعش» إنها ذبحتهما لأن بلدهما يساعد التحالف. وهذا كذب. بلدهما لم يدفع فدية 200 مليون دولار.
وفي أي حال، أليس إثما أن تزر وازرة وزر أخرى؟
لا يعني ذلك أن ذبح الرهائن الآخرين أكثر إنسانية وتحضرا. ولا يعني أن استضعاف أميركي أو بريطاني أو فرنسي سوف يعوض علينا سنوات الاستعمار أو عدوان جورج دبليو بوش. نحن، بالعنف الهمجي، لا نعوض شيئا، بل نرسم لأنفسنا على جدران منزل كل ياباني صورة قاتل لم يصغ إلى نداء ضحيته وتوسلات أمهات الرهائن. لقد أصبحت تلك الصورة المكررة، صورة الشبح العدمي الأسود فوق عنق ضحيته، كأنها خارجة من الجحيم، وليس من العراق، وقد أنست الناس حكايات السجون العربية والأقبية وطرق العدم في كل الاتجاهات.
ولو كنت مكان الجامعة العربية لاعتذرت، باسم الجميع، إلى أهل هيروشيما، الذين يرون اليوم شيئا كأنه أفظع مما حدث لهم.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45398
Total : 101