ما إن بزغ فجر الاول من اذار ، حتى هرعت الجموع لتنشر صور المرشحين واليافطات الكبيرة ، التي مُلِأت بها شوارع مدن العراق المتهالكة ، متناسين انه يوم المعلم وعيده الذي نحتفل به سنويا ، وما أثار استغراب البعض ، هو ان بعض اللافتات تحمل صورا ثنائية ، واحدة للمرشح نفسه ، وأخرى نستطيع ان نطلق عليها لــ (ولي نعمته) ، وطبعا هناك مواصفات في صورة المرشح ، والتي تكون في الخلف واصغر قليلا ، هذا ان كان المرشح (ذكرا) ، وإذا كان المرشح من الجنس الناعم (امرأة) ستكون في الاسفل عادة ....
استخدمت هذه الطريقة في انتخابات مجالس المحافظات السابقة ، ونجحت نجاحا منقطع النظير لأن الناس اعتقدت بأنها انتخبت رمزا تعتبره مخلصا لها من الارهاب في تلك الفترة ، بغض النظر عن نوع ولون وجنس مرشح المحافظة ، فالمواطن كان بحاجة لمن يخلصه من ازمة ، إلا انه وباعتراف الاغلبية ، غرق في عدة ازمات متتالية اذلت العباد وأنهكت البلاد ولمدة اربعة سنوات ، قليلة العطاء كثيرة الجفاء لم تصرف اغلب ميزانيات المحافظات فيها ، هبت فيها الازمات من المركز الى المحافظات ، ليعضَ الفقراء على اصابعهم ندما ، ويستفيقوا على يوم مشابه لذلك اليوم الذي ندموا في اخره ..
فهل ان شعبنا لهذه الدرجة من السفاهة ، بحيث يُستغفل بنفس الطريقة السابقة ؟ وهل ان المرشح غير قادر على الوقوف لوحدة ، حتى في الصورة وتحمل مسؤوليـته ؟،وهو بذلك لا يستطيع ان يفي بوعوده امام الناس لأنه (مسلوب الارادة) ، ام انه مجبور ان يضع نفسه بهذا الموقف المذل ، لأنها ديكتاتورية (ولي النعمة ) ، ام هناك امورا اخرى تجعلنا نصدق الصورة الثنائية ، ونكذب الايام والسنوات العجاف الماضية , بكثرة فسادها مع ضخامة الميزانيات المصروفة ، ام ان الامور تجري حسب تباهي الاصلع بالأقرع ، ومن يدري قد يكون كذلك والله العالم ....
مقالات اخرى للكاتب