Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كيسنجر والتاريخ والفلسفة
الخميس, آذار 3, 2016
عبد الحسين شعبان

 

حين عاد هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي ومستشار الأمن القومي الأسبق إلى جامعة هارفارد  بعد انقطاع دام أربعة عقود من الزمان، وردّاً على سؤال لأحد الطلبة، عمّا يمكن أن يدرسه شخص ما يأمل الحصول على وظيفة في مثل وظيفة كيسنجر، أجاب “التاريخ والفلسفة”، فهما بالنسبة له أساسان ضروريان لفهم الحاضر واستشراف المستقبل. وهو كما كان ونستون تشرشل الزعيم البريطاني، يعتقد أنه كلّما “أمعنت النظر إلى الماضي، كلّما أحسنت النظر إلى المستقبل”.

التاريخ والفلسفة كانا ركيزتين اعتمد عليهما كيسنجر، وهو يتقدّم الصفوف في “مجمّع العقول” أو ما يسمى “بـ(ترست) الأدمغة” العامل بخدمة القطاعين المهيمنين الصناعي والحربي. وأصبح لتروست الأدمغة الذي ضمّ أكاديميين  بارزين شأن كبير في عهد الرئيس جون كيندي الذي قتل في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1963 حيث ارتقى فيه سلّم الدبلوماسية والأمن القومي، العديد من الرجال والنساء مثل كيسنجر وبريجنسكي وأولبرايت وكوندليزا رايس وغيرهم،

يقول كيسنجر الذي أصبح مستشاراً للأمن القومي في عهد الرئيس ريشارد نيكسون من 20 (يناير) كانون الأول 1969 ولغاية 3 (نوفمبر) تشرين الثاني 1975? ثم أصبح وزيراً للخارجية في عهد الرئيسين نيكسون وجيرالد فورد من 22 (سبتمبر) أيلول 1973 لغاية 20 (يناير) كانون الثاني 1977: عندما دخلت مكتبي، أدخلت معي كتب الفلسفة التي اعتمدت فيها على دراسة التاريخ، ويذكر نيل فيرغسون Niall Ferguson  مؤلف كتاب سيرة كيسنجر Kissinger – The Idealist  (1923-1968) نقلاً عن أحد زملاء كيسجنر المدعو جون ستوسنجر، أن كيسنجر عندما كان طالباً في السنة الأولى في جامعة هارفارد، كان يؤكد على أهمية الالتزام بالتاريخ بكل قوة.

وكان كيسنجر يستشهد بالمؤرخ اليوناني القديم ثيوسيديدز الذي يقول ” في حين لا يكرّر الزمن الحاضر الماضي بالضبط، فإنه يجب أن يشبهه حتماً، وبالتالي ينبغي أن يكون المستقبل كذلك”. ويعتقد كيسنجر إن دراسة التاريخ تستهدف رؤية أسباب نجاح الأمم والرجال وأسباب فشلهم. لا ينظر كيسنجر إلى مقولة الفيلسوف الألماني هيغل من: إن التاريخ ماكرٌ ومخادع، إلاّ من زاوية البحث في الأخطاء لعدم تكرارها، وإلّا فإن التاريخ لا يعيد نفسه، وحسب ماركس، ففي المرّة الأولى سيكون على شكل مأساة وفي المرّة الثانية، سيكون على شكل ملهاة.

لعلّ كتاب سيرة كيسنجر الذي أعدّه فيرغستون، سيكون مناسبة للبحث في السياسة الخارجية الأمريكية ودبلوماسيتها في عهد كيسنجر، وهو وقفة أخرى للتاريخ وفنونه، لاسيّما في الحكم والإدارة ، من خلال الممارسة والتطبيق وليس النظرية وحدها، وهو ما حاول كيسنجر مقاربته عبر قراءات تاريخية مقارنة، ليس بغرض الاستنساخ أو التقليد أو النقل الحرفي أو الآلي، وسحب ظروف الماضي على أوضاع الحاضر، بل من خلال عمل حيوي وعبر مهارات ومعارف تكوّنت لديه وساهمت في خلق شخصيته وتميّزه، ولاسيّما بدبلوماسيته التي عُرفت في الشرق الأوسط بالخطوة – خطوة Step by Step? وهو ما دعا الرئيس السادات أن يطلق على الثعلب الماكر صفة “الساحر”، لقدرته على تفكيك الأزمات وإعادة تركيبها من خلال إدارة مفاصلها والحوار بين أطرافها.

ولم تخلُ وسائل كيسنجر في إدارة الحكم والدبلوماسية من الخيال والسعي لتحويله إلى واقع لرسم خطط وخرائط، منها ما يتعلق بالعلاقات الصينية – الأمريكية، حين تمكّن من كسر الجليد بين بكين وواشنطن، وكأنه يعبر سور الصين العظيم الذي هو من عجائب الدنيا السبع، حيث يبلغ طوله 2400 كم، والهدف من ذلك هو الضغط على الاتحاد السوفييتي. وفي الوقت نفسه تصعيد سباق التسلح مقابل إجباره على التخلّي عن بعض أنواعه، والتوقيع على اتفاقيات خاصة بذلك (سالت 1 وسالت 2)? وذلك وصولاً إلى حرب النجوم العام 1983? تلك التي خصّصت لها الولايات المتحدة تريليوني دولار، الأمر الذي لم يكن بإمكان موسكو مجاراتها في ذلك.وكان الهدف هو ممارسة سياسة أسماها كيسنجر “بناء الجسور”، وهي نظرية قال عنها الرئيس جونسون: إنها جسور ستعبرها البضائع والسلع والسوّاح والأفكار لتحطيم الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية من داخلها، برفع درجة الأزمة الاقتصادية التي وصلت إلى حد الاختناق مع شحّ الحريات، وهذا ما قاد إلى انهيار جدار برلين وإسقاط النظام الاشتراكي العالمي وتفكّك الاتحاد السوفييتي لاحقاً.

وبخصوص دول المنطقة، عمل كيسنجر على إحداث نوع من التصدّع في العلاقات بين دولها، تمهيداً لما وصفه “خلق إمارة وراء كل بئر نفط”، ومنع سوريا من اللقاء مع العراق، وإطاحة اليمن الجنوبية ونظامها المتأثر بالماركسية، وذلك بعد تجويف التجربة الناصرية وتسويفها وإطفاء شعلتها التحررية على المستوى العربي، خصوصاً بعد سياسة الانفتاح الساداتية التي وضعت 99% من أوراق الحل بيد الولايات المتحدة ، وهو ما دعا الرئيس السادات مخاطبة كيسنجر “بالصديق العزيز″.

دائماً ما يعود كيسنجر للتاريخ، لكن التاريخ بالنسبة إليه “ليس كتاب طبخ” لإعداد أنواع من الطعام يقدّمها كوصفات سابقة ليتمّ تذوّقها، بل ينظر إليه كيسنجر ليستفيد منه بالقياس، والعبرة ليست بالأقوال المنثورة، بل بالدروس والتجارب وخلاصاتها، تلك التي يمكن الإضاءة عليها، لدراسة حالات مماثلة، وعلى كل جيل أن يكتشف بنفسه أي الحالات التي يمكن مقارنتها.

ووفقاً لذلك يدرس كيسنجر: لماذا استدار الرئيس شارل ديغول نحو أوروبا بعيداً عن أمريكا، ليقول إنه حاول استلهام النموذج البسماركي الألماني، الذي حاول استعادة مكانة بروسيا بهدف الحفاظ على التوازن، وهو ما سعى إليه ليصل إلى نتيجة مفادها: إن ديغول على المستوى العالمي سبق واشنطن للاعتراف بالصين الشيوعية العام 1964? وهو الأمر الذي أخذه كيسنجر بنظر الاعتبار عند دراسة التاريخ المعاصر.

وببراغماتية كبيرة حاول كيسنجر، وإن كان عدوّاً لدوداً للشيوعية أن ينتقد إجراءات السيناتور جوزيف مكارثي العام 1953 ضد الشيوعيين والمثقفين بشكل خاص في مجالات الأدب والفن والإعلام وغيرها، مقارناً ذلك بإجراءات هتلر بعد تسلّمه السلطة بنحو 6 سنوات حين شن حملة واسعة ضد الشيوعيين، بل وضد العالم أجمع بإشعاله حرباً ضروساً، ولم تكن إجراءاته ضد الآخرين فحسب، بل ضد بلاده، حيث كان الألمان يفخرون بالانتساب إليها، ووفقاً لهذه المقارنة، فهو يعتقد أن خطوات مكارثي هي ضد المحافظين الحقيقيين، وهي تفترض معارضته، لأن ذلك سيحدث خللاً في سياسة الولايات المتحدة.

وبخصوص التوازن وخلال الحرب الباردة التي ابتدأت في العام 1947 وفي سنوات الستينات حاول كيسنجر أن يستعيد التوازنات بين المعسكرين في إطار الحرب الباردة، بالتوازن الذي ساد بعد مؤتمر فيينا العام 1815 فالسلام حسب كيسنجر هو تفادي كارثة كان يمكن أن تحصل. ولو فكّرت واشنطن بمآلات أفغانستان والعراق بعد احتلالهما في العام 2001 و2003 على التوالي، فلربما لم تكن قد أقدمت على مثل تلك المغامرتين. وكان الرئيس جورج دبليو بوش هو من صرّح بأن المعلومات التي كانت لديه خاطئة ومغلوطة، ولو توفّرت لديه معلومات أخرى غيرها لما أقدم على غزو العراق، وقد سبق لكيسنجر أن وصف اختيارات سياسات البيت الأبيض بالسيئة.

ومثل هذا الأمر يحتاج اليوم حسب أطروحة كيسنجر إلى التوقف عنده، والنظر بعمق إزاءه، فيما يتعلّق بالموقف مما يحصل في سوريا، إضافة إلى الإرهاب الدولي، ولاسيّما احتمال امتلاك داعش أسلحة متطورة وحتى نووية، وكذلك تنظيم القاعدة وأخواتها، إذْ يقتضي الأمر تعبئة جميع الجهود لكي لا تنفلت هذه التنظيمات وتشن هجوماً كاسحاً مثلما هو هجوم 11 سبتمبر (أيلول ) الإرهابي الإجرامي، الذي حصل في الولايات المتحدة العام 2001 . ورؤية كيسنجر تلك تمتد إلى برلين وكوبا والصراع في فيتنام وروسيا السوفيتية، وهو وإن كان أكاديمياً، لكنه براغماتي وميكافيلي بامتياز، ولا يهمّه استخدام أسوأ الوسائل وأكثرها دونية لتحقيق أهدافه.

التاريخ يحتاج معرفة ما حصل ، لكي يمكن معرفة ما يمكن أن يحصل مستقبلاً، وبه وبالفلسفة يمكن التسلّح لمواجهة الحاضر، وتلك من صلب نظرية كيسنجر التي حاول توظيفها لمصالح بلاده الستراتيجية ، وإن كانت غاياته توسعية وامبريالية ولا إنسانية، لكن استلهام التاريخ ودراسة الفلسفة، والتعمّق فيهما، يمكن أن يعطياننا أساساً لما هو راهن من سياسات ومواقف وما يمكن أن يؤشر إلى ذلك مستقبلاً.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.39028
Total : 101