Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
نقاش بشأن الأم والزوجة
الخميس, آذار 3, 2016
ثامر مراد

 

أحياناً يجد ألأنسان ذاته في إمتحان عسير بين الموت والحياة. بين هذه القضية وتلك المسالة وعليه أن يتخذ قرارا معينا لأن ذلك القرار سيكون بمثابة ألأنتحار له في كلتا الحالتين. شاء القدر أن أجد ذاتي في مساحة ضيقة من الحياة محاطة بأسلاك شائكة وحراس يتناوبون علينا ليلاً ونهاراً ولا تعني لهم يرودة الطقس الشديدة أو حرارة الشمس المحرقة –  لاتعنيهم لا من قريب ولا من بعيد. كانت ألأيام والأشهر والسنوات تسير كأنها خارجة عن حدود قانون الحياة. توطدت العلاقة بين النزلاء لدرجة أنهم راحوا يعرفون كل شيء عن بعضهم بعضا –  من الناحية الشخصية والعامة- لم تعد هناك تحفظات فالزمن الطويل جعل كل سر من ألأسرار يتآكل بشكل لارجعة فيه. حوارات وتقاشات سياسية ودينية ، تربوية ولغوية، علمية وشخصية سجالات عن كل شيء يتعلق بالحياة. أدركوا جميعاً أنهم سينتقلون الى العالم ألآخر من هذا المكان. من أصعب السجالات والنقاشات التي طرقت مسامعي تلك التي تتحدث عن ألأم والزوجة. كان النقاش قد إحتدم بين شخصين كانا يجلسان قربي عند الجدار المخيف في يوم شديد البرودة. كان السؤال ” ..أيهما تتمنى أن تجد على قيد الحياة حينما تخرج من هذا القبر الكبير- والدتك أم زوجتك؟ وليقع ألأختيار على واحدة فقط . قبل أن تجب فكر عدة دقائق ؟” . قال الشخص ألأول ” ..بالتأكيد والدتي ..لأن الوالدة لايمكن تعويضها في حين أن الزواج من إمرأة أخرى في غاية السهولة” .

 

فكر الشخص الثاني وراح يمسح على شعر لحيته الطويل ألأبيض وقال بهدوء ” ..أنا شخصياً أفضل أن أجد زوجتي على قيد الحياة” . نهض الرجل ألأول بعصبية وراح يضرب بيدهِ على صدرهِ ويقول ” ..ياحافظ..ياستار. هل فقدت عقلك؟ هل تفضل زوجتك على أمك التي حملتك وسوتك رجلاً؟ لم يهتز الرجل الثاني وظل ينظر الى أبعد نقطة تصل إليها عينيهِ المرهقتين بعد عشر سنوات من ألأنتظار في هذا القبر الكبير. قال بهدوء : أنت طلبتَ مني أن لاأكذب وأن أكون صريحاً. حسناً قلتُ لك مافي نفسي.” كنتُ أرتعش من حوارهما ، خفت أن يوجها لي نفس السؤال. ياإلهي. هدأ الرجل ألأول من ثورتهِ الجامحة ونظر الى رفيقه في هذا القبر الكبير وقال بحسرة ” ولكن لماذا؟ ” . أجابهُ الرجل ألآخر بهدوء تام ” إسمع ياصديقي…أنا لااكره أمي ولايمكن أن أكرهها. أنا أحبها بطريقتي الخاصة وحبي لها لايقدر بثمن لكنني لاأريد لها عذاباَ أكثر من طاقتها. هي كبيرة السن حينما ودعتها عند الصباح الباكر. كان عمرها قد تجاوز السبعين –  لا أعتقد أنها على قيد الحياة ألآن- أما زوجتي فلازالت شابة ولديها ثلاثة أطفال .إذا ماتت كيف سأعتني بهم أنا؟ لاأستطيع الزواج مرة أخرى لعدة أسباب أنت تعرفها وتعرف كل شيء عني. والدتي لن تستطيع القيام بكل أعمال التربية ومتطلبات الحياة اليومية. وجودها سيضيف لها ولي عذاباً لاينتهي. أنا أحبها أكثر مما تتصور. وجودها سيكون مرهقاً لها أكثر من فرحتها بعودتي” .صمت قليلاً ثم أردف قائلاً ” …معادلة صعبة حقاً. الله سبحانه وتعالى هو الذي يقرر في هذه الحالة ليس أنا.. وسيكون هو القرار الصائب” . هربت من المكان ونمت على سريري القذر وأنا أستذكر كل لحظة عشتها مع والدتي وزوجتي وراحت أمواج الدموع تنهمر كأنها ســـــــــــيل عارم .

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44585
Total : 101