ما أروع ما صدح به ، ليفي مورينو ، مؤسس مسرح (سايكو دراما ) حين وقف امام اليهودي الممخرق المليء بالثقوب النفسية كالجنبة الاسترالية بعد اصابته بعشرات العقد ذات البعد الجنسي ،سيجموند فرويد ، قائلا له " أنتَ تحلل أحلام الناس وأنا أعطيهم الدافع ليحلموا من جديد, أنتَ تحللهم لأجزاء وقطع نفسية وأنا أساعدهم ليقوموا بإعادة تشكيلها مع بعضها بعضا ".
السايكو دراما ،في تصوري القاصر هو فن إنساني وعلاجي من أرقى الفنون المسرحية ، ربما يتفوق على مايناظره من الفنون الأخرى كـ " المونو دراما أو مسرحية الممثل الناطق الواحد ، والبانتومايم أو فن التمثيل الإيمائي الصامت ، وستاند أب كوميدي أو كوميديا الوقوف ، خيال الظل ، مسرح الدمى ، المسرح الارتجالي ، مسرح التهريج ، والمونولوج أو حديث النفس على خشبة المسرح ..وغيرها ".
هذا الفن الذي يهدف بحسب القائمين عليه الى التنفيس الجماعي لعلاج الصدمات من خلال استعراض احداث الماضي والحاضر والمستقبل بغية طرح المشاكل وإيجاد الحلول المناسبة لها، يشارك فيه المرضى أنفسهم وعادة مايكون كاتب السيناريو ومخرج العمل هو الطبيب المعالج ذاته داخل مستشفى الامراض العقلية والنفسية وابرز عروضه مسرحية قدمت في بغداد بعنوان " بنات بغداد " " .
اليوم برز في بلاد العجائب والغرائب - العراق - مسرح جديد تماما يعمل وبخلاف السايكو دراما، على إمراض مشاهديه واعاقتهم ذهنيا بدلا من علاجهم ، مسرح اطلقت عليه اصطلاحا " ساسة سفن آب كوميدي " يتولى اخراج فصوله ومشاهده والتمثيل على خشبته - ساسة العراق ... المعممون منهم والمفرعون ..اليمينيون واليساريون ..الشرقيون والغربيون - ومشكلتي تكمن في انني أتعامل مع عروضه اليومية واسمع بأذني وأرى بأم عيني كيف يضحك ممثلوه على جمهورهم وليس العكس كسائر المسارح في العالم !!وإلا بماذا نفسر اعلان المفوضية العليا للانتخابات رفع 400 ألف اسم وهمي لمتوفين من السجلات الانتخابية، بفضل عملية التحديث البايومتري بعد تحديث بيانات 10 ملايين ناخب من اصل 22 مليون عراقي يحق لهم المشاركة في الانتخابات ، فيما يشكك سياسيون بإحصاءات المفوضية ﻷن هدفها من ذلك هو تلميع النظام البايومتري الذي يتحفظون عليه ، فهل أصدق في هذه الحالة المفوضية التي يتظاهر الصدريون ﻷقالتها وتغيير قانونها ..أم اصدق احصاءاتها بشأن رفع اﻻف الفضائيين المتوفين من سجل الانتخابات وأين كانت قبل هذا الوقت وماهو الدور الذي لعبه - الزامبي او الاموات الاحياء - في خسارة او فوز من تسنموا مناصب فعلية حاليا ، أم اصدق من يشككون بنظامها البايومتري ويصرون على استخدام الوسائل التقليدية ؟؟ انه مشهد دراماتيكي وﻻ شك من مشاهد مسرح " ساسة سفن آب كوميدي " .
قوة عسكرية من الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يحتفظ بعلاقات قوية مع إيران تحتل مقر شركة نفط الشمال في كركوك وتسيطر على محطة الضخ (آي تي ون)، التي تصدر النفط المستخرج من الحقول إلى ميناء جيهان التركي عبر انابيب إقليم كردستان، ما أسفر عن توقف كل عمليات التصفية والضخ بعد ساعات من اعلان وزارة الخارجية التركية على لسان وزيرها ، مولود جاويش اوغلو ، بالقيام بعمليات مشتركة مع العراق ضد حزب العمال الكردستاني وبعد دعوة تركيا وحدات حماية الشعب الكردية للأنسحاب من (منبج ) السورية ، فيما بررت القوة المقتحمة خطوتها الجريئة تلك بانها تريد المحافظة على حقوق مواطني كركوك في نفطهم - والناس مصدقة بأن هناك من يحرص على حاضرهم ومستقبلهم - بالتزامن مع اعلان وزارة النفط العراقية عدم علمها بوجود قوة سيطرت على الشركة ،انه فصل مؤرق من فصول " ساسة سفن آب كوميدي " .
ان تعلن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، بأن 392 مدنيا عراقيا قتلوا فيما أصيب 613 آخرين بجروح مختلفة في شباط 2017الماضي ..لتتبعها ممثلة الأمم المتحدة المسؤولة عن ملف العنف الجنسي في حالات النزاع ” زينب حوا بنغورة” بالكشف عن أن ما بين 5 - 8 آلاف إمرأة في العراق، تعرضن لإستغلال جنسي نتيجة الاشتباكات المسلحة والأعمال الإرهابية ..ثم يخرج من الساسة من يزف بشرى - تشيع - الصحفية الجزائرية (سميرة مواقي ) التي تعمل لصالح (فضائية الشروق الجزائرية ) بعد تماثلها للشفاء جزئيا من رصاصة قناص اصابتها برأسها في 13 شباط الماضي، خلال معارك على اطراف تلعفر ، ليبرز سياسي منافس آخر فيزف بشرى - تسنن - مواقي ثانية وهي في طريقها الى بلدها اﻷم = ساسة سفن آب كوميدي "!!
أن تسرح وزارة الثقافة 274 موظفا من اصل 300 وتبقي على 26 في دائرة السينما والمسرح بمحافظة البصرة وتبرر اجراءاتها بأنها تأتي لمكافحة الترهل !! وان تكشف المالية النيابية ان 1 % فقط من العملات الصعبة في البنك المركزي العراقي تذهب الى التجارة الاصولية فيما يتم تهرب نحو 99 % منها الى خارج العراق او استخدامها في شراء العقارات والمقاولات الداخلية على يد مافيات سياسية متنفذة ..ان يسرق مجهولون مبلغ 26 مليون دينار هي مجموع رواتب معلمي مدرسة " صالح عاتي " في قضاء القرنه بعد سويعات من الاعلان عن مقتل رئيس عصابة " مردان الشهيرة " المتخصصة بالقتل والخطف والتسليب مع اخيه وابن عمه في نفس المحافظة ، اقول ان تحدث كل هذه المتناقضات مع ايجاد المبررات والمسوغات كاملة لهذا الحدث او ذاك ، يعني ان " ساسة سفن آب كوميدي " اصبح المسرح الاشهر في العراق ورحم الله جورج ابيض يوم عرض مسرحيته " يوليوس قيصر" في بغداد واضطر الى الاستعانة ببعض المدمنين والعاطلين والنشالة ﻷداء دور اشراف روما ضغطا للنفقات فكان الجمهور يضحك مع كل شريف - معروف بتأريخه اللصوصي الأسود - يدخل الى الخشبة واطلقوا عبارتهم الشهيرة التي اصبحت ﻻزمة وذهبت مثلا بين الناس تطلق على من كل يدعي النزاهة والشفافية فيما يخالفها واقعا بقولهم " صاير شريف روما " وآآآآآآآه كم من آآآآه لقد حيرت - عقلي وقلبي - معاك يااامسرح " ساسة سفن آب كوميدي " العراقي بأمتياز . اودعناكم اغاتي