Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ثقافة النزول إلى الشوارع (١)
الأربعاء, تموز 3, 2013
فائق الشيخ علي







مناسبة نزول ملايين المصريين إلى شوارع المدن المصرية هذه الأيام , تطالب الرئيس محمد مرسي بالتنحي عن السلطة , حفلت وسائل إعلامنا ومواقع التواصل الإجتماعي عندنا بالعديد من المقالات والتعليقات التي راحت تقارن بين الشعبين ( المصري والعراقي ) والبلدين ( مصر والعراق ) . 
وبغض النظر عن بعض الشطحات الكتابية والدعوات السطحية الصادرة من بعض البسطاء , الداعية إلى السكون والسكوت والهدوء في العراق , وحمد النعمة التي نحن فيها وشكر السياسيين لديمقراطيتهم , غلب طابع الإنتقام من العراقيين , والتشفّي بمواقفهم , والإنتقاص منهم جرّاء سكوتهم على الظلم وخنوعهم للحكّام الجائرين والمتسلطين .
قابل ذلك إشادة وتمجيد بشعب مصر , وتصنيفه في خانة الشعوب الحيّة واستعراض شواهد ودلالات على عدم سكوته في وجه الظلم والطغيان .. نحن في هذا المقال سنسلط الضوء على ما هو أعمق وأدق مما كتب وقيل في لحظات غضب واضح وردّ فعل طبيعي على نشاط يقوم به شعب شقيق .
لا نحمل لمصر وشعبها – كعراقيين – سوى المحبة والتقدير , لذا حينما نتطرق إلى صفات امتاز بها شعب مصر على مرّ التاريخ , فإنها لا تعني الإساءة له ولا الإنتقاص من كرامته .. والأمر نفسه يسري علينا نحن كعراقيين .
لم يُعرف شعب مصر يوما خلال تاريخه الممتد إلى سبعة آلاف سنة من الحضارة والبناء بأنه شعب متمرد أو عنيف أو رافض للظلم والطغيان , بل عُرِف عنه العكس من ذلك , فهو شعب مسالم ودود خنوع يرضخ للظلم والطغيان . ولعل تاريخه المتمثل بالعبودية للفراعنة لا مراء فيه .. وهكذا دخول عمرو بن العاص إلى أرض الكنانة وفتحها بيسر وسهولة , ولاحقا حكم الغريب عنها وعن أرضها محمد علي باشا الألباني لها وأسرته الممتدة إلى فاروق , ومن ثم انقلاب جمال عبد الناصر عليه .
ولعل من غرائب البوستات السياسية التي نشرت في اليومين الأخيرين , صورة للرئيس الراحل عبد الناصر وهو يعلن تنحيه عن السلطة بعد هزيمة حزيران 1967م , وخروج الملايين من المصريين إلى الشوارع لإرجاعه إلى السلطة , إلى جانب صورة للرئيس مرسي وهو يعلن تمسكه بالسلطة وخروج الملايين من المصريين تطالبه بالتنحي عنها .
لا شك في أن الغاية السياسية واضحة في الصورتين موضع المقارنة , وإن إنطوت إحداها على محاولة الإستمرار في تزييف وعي الجماهير العربية منذ 45 سنة مرت . فقصة تنحي عبد الناصر عن الحكم كانت فيلماً مصرياً جميلاً شديد الحبكة قوي السيناريو رائع الإخراج بديع التمثيل , أدته المخابرات المصرية على أحسن وجه , ونفذّه الإتحاد الإشتراكي تنفيذا حرفياً بطريقة لم يعتورها الخلل ولا الخطأ .. وبالتالي أبقى عبد الناصر في السلطة .
لسنا هنا في وارد إستعراض تاريخ مصر كله , ولهذا لم نأتِ على الكثير من الشواهد والمحطات التاريخية المهمة , كالإحتلال الفرنسي والبريطاني مروراً بحقبة السادات وانتهاءً بحسني مبارك , تلك الحقب التي شهدت تحركات ونشاطات رافضة في مناطق معينة , مقابل حالة قبول عامة سادت الشعب المصري على كراهة وضيم .
ولا نريد أيضاً أن نبخس نضالات شعب وتطلعاته نحو الحرية والإنعتاق , وما قدمه من قرابين من الدماء في هذا الطريق , إنما نقفز مباشرة إلى مرحلة الثورة المصرية التي قادها الشباب المصري المتمرد على الواقع المزري الذي يعيشه غالبية أبناء مصر , لاعتبار إن أقصى مراحل الرفض والعصيان والتحدي قد توّجت في الثورة المصرية ضد الرئيس حسني مبارك .
لم تكن مهمة وائل غنيم ( مفجِّر الثورة ) والشباب الذي سانده وتكاتف وعمل معه من أجل الثورة المصرية سهلة أو ميّسرة , بل كانت صعبة وخطيرة , ولولا أميركا وما قدّمته له لما نجحت الثورة مطلقا .
لقد كان توظيف غنيم في إدارة الفيسبوك عن منطقة الشرق الأوسط , ومهنته كمهندس وزواجه من أميركية وقضاء فترة للعيش في الولايات المتحدة , ولاحقاً في الإمارات .. كل تلك عوامل حصّنته من إختراق عمله الألكتروني بعد فتحه لصفحة ( كلنا خالد سعيد ) أمام ملايين المصريين , كي يدلوا بآرائهم من جهة , وليمارس هو دوره التحريضي على الثورة والتنظيمي والتوجيهي لهم , وبالتالي إنزالهم في الشوارع من جهة أخرى ( المصدر : كتاب " الثورة " لوائل غنيم ) . 
يدعم ذلك كله ظروف إقتصادية صعبة ومشاكل إجتماعية مستشرية وبطالة وانفجار سكّاني خطير وقمع بعض الحريات وانفراد بالسلطة والمال وتهيئة لتوريث الحكم وقسوة في تعامل الأجهزة الأمنية مع الشعب .. وظروف أخرى , كل تلك تعززها وتشجعها الثورة التونسية ونجاحها في القضاء على حكم زين العابدين بن علي وهروبه من تونس .
لقد نجح وائل غنيم ورفاقه في عدة إختبارات , أنزل فيها أعداداً من الشباب المصري إلى شوارع المدن المصرية , إرتدوا زيّاً موّحداً ( أسودا ) من خلال دعواته عبر الفيسبوك للتظاهر . وبعد أن إطمأن بعضهم إلى البعض الآخر وتعارفوا فيما بينهم ونسّقوا خطواتهم اللاحقة , إستطاع أن ينزل تظاهرة المليون مصري في ساحة التحرير في الإعلان عن توقيت الثورة .
لقد ظل معظم الشعب المصري في يوم النزول إلى الشوارع متردداً , يرقب الآخرين ويتفحص مدى شجاعتهم للمخاطرة , ويقيس حجم ردّة الفعل والتعامل من قبل الجيش والأجهزة الأمنية مع المتظاهرين . وحين رأى إصراراً شبابياً منقطعاً وتوافداً مستمراً لإملاء الساحات , وتعاملا سلميّا للجيش المصري مع المتظاهرين , إعترت الشجاعة وحبّ المواجهة نفوس المترددين , وغمرتها الرغبة للنزول , فنزلوا وبدأت مسيرة التظاهرات المليونية .
كانت مهمة وائل غنيم ورفاقه تتجسد فقط في إطاحة نظام الرئيس حسني مبارك عبر تظاهرات الفيسبوك , ولم تكن مهمته تقديم البديل وإملاء الفراغ الذي سيحصل بعد الإسقاط , لهذا فهو لم يعِّد رؤية حاكمة ولا حزباً ولا قيادة سياسية للثورة .. فانتهت الثورة للآخرين , للأكثر تنظيماً والأقدم عملاً سياسياً في الساحة , والأكثر دهاءً ومكراً وخبثاً , أعني تحديداً ( الإخوان المسلمين ) .
بغض النظر عن ما جرى لاحقاً من انتخابات وعملية سياسية , وما أفرزته من نتائج إستولى من خلالها الإخوان المسلمون على السلطة ومقدرات البلد , تولّد شعور يكاد يكون جماعياً لدى المصريين ( باستثناء الإخوان طبعاً ) بأن الإخوان مستولون على السلطة وهم لا يستحقونها , بل مصادرون فعليون لثورة شعب , وهم راكبو موجة , وليسوا آباء حقيقيين وشرعيين لثورة الشباب المصرية , بغض النظر عن تاريخ الإخوان الجهادي والنضالي وما قدموه من تضحيات ضد السلطات الحاكمة على مدى القرن العشرين .
هذا هو الشعور الحقيقي لدى الشارع المصري , وهذا هو الدافع الحقيقي وراء نزولهم إلى الشوارع هذه الأيام , كل ذلك مشفوع بيقين وطمأنينة إلى القوات المسلحة بأنها ستقف إلى جانب المتظاهرين وستتبنى مطالبهم كافة . يضاف إلى ذلك سوء سيرة الإخوان المسلمين في الحكم خلال سنة , بحيث لم يتركوا مفصلاً من مفاصل الدولة المصرية إلاّ وتدخلوا فيه وأخونوه , ولا أقول أسلموه . فمصر دولة مدنيّة تحكمها العلمانية منذ زمن بعيد . ولعل الرقص والغناء والسهر هي حياة المصريين وثقافتهم ومتعتهم , فكيف لهم أن يعزفوا عنها وينكروها وينبذوها بين ليلة وضحاها .
يعتبر الشعب المصري التدخل في متعته اليومية ضيماً وقهراً , لهذا فهو لن يسكت حتى يسترد متعته وحريته , في ظل عهد يحسبه المصريون قد ولّت فيه الديكتاتورية والإستبداد إلى الأبد .. ولذا فهو سيحقق حريته . ليست المسألة مسألة إن الشعب المصري شعب حيّ وثائر يأبى الضيم والظلم , وغيره من الشعوب خانعة ذليلة . ليست القصة بأن الشعب المصري شعب واعِ وغيره من الشعوب ليست واعية . 
( يتبع : المقال اللاحق سيكون عن العراق )

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45961
Total : 101