Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
بعض الجوانب المشرقة من حياة أمير المؤمنين / الجزء السادس
الأحد, تشرين الثاني 3, 2013

 

 

 

 

 

 

المبحث الثاني : في المدينة المنوَّرة

المدخل:

في شهر ربيع الأول (١)، وصل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المدينة ليباشر ومنذ أول وهلة في توطيد دعائم دولته الإسلامية الجديدة والناشئة حيث نشأ وضع جديد هو معيشة المهاجرين الجدد مع الأنصار ولهذا عمل في البدء ببناء المسجد ليسكون مقر والمركز لدعوته الإسلامية وقد عمل الصحابة بكل حب وأيمان لبناء هذا المسجد وكان يشاركهم معهم نبينا الأكرم معهم برغم عمره الكبير وقد اثنى الرسول(ص) على صحابته على هذا العمل المثابر والمثمر وكان أشدهم مثابرة عمار بن ياسر الأمر الذي شد النبي صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله‌ وسلم فكشف عن سرٍّ خطير ، ينتظر عمَّاراً وينتظره عمَّار ، ذلك قوله في تلك الأثناء : « ويهاً ابن سُميَّة تقتلك الفئة الباغية » (٢)هذه الكلمة التي ستكون لها دلالتها الكبيرة في مستقبل غير بعيد والتي تبين فيما بعد أنه أستشهد مع أمير المؤمنين يقاتل الفئة الباغية في معركة صفين وقد قتله جيش معاوية الباغي..

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار :

من أهم الأعمال التي قام بها النبي حمد(ص) هو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ليتم استتاب الأمور إليه وهو قد آخي بين المهاجرين في مكة ولكنه في المدينة قام بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وقال لهم "جاء في سيرة ابن إسحاق ، وسيرة ابن هشام : آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين المهاجرين والأنصار فقال : « تآخوا في الله أخوين أخوين » ثُمَّ أخذ بيد عليِّ بن أبي طالب فقال : « هذا أخي » فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيِّد المرسلين وإمام المتَّقين ورسول ربِّ العالمين الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد ، وعليُّ ابن أبي طالب عليه السلام أخوين.(3)

وهذه هي المؤاخاة الخاصة والتي عمل عليها نبينا الأكرم حيث من المعلوم كان هناك صراع مستعر بين الأوس والخزرج في المدينة وكان يغذي هذا الصراع هم اليهود ويعملون على إذكاء الصراع من اجل بسط نفوذهم وزيادة ثرائهم ولهذا عمل النبي على تفويت هذه الفرصة على اليهود وبسط الأمن في عاصمته الإسلامية وكان أخوه علي بن أبي طالب وهذا الذي تذكره كل كتب السيرة والذي أختاره النبي بأمر آلهي وبوحي من السماء لأنه لا ينطق عن الهوى وكما يذكر لك في محكم كتابه إذ يقول{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}.(4) وهكذا الإسلام جعلهم موحَّدين أنصاراً، وبمؤاخاتهم مع المهاجرين تحقَّقت للإسلام أرضية جديدة ، كان مقدَّراً لها أن تغيِّر تأريخ المدينة أولاً ، وجزيرة العرب فيما بعد ثانياً » (5).هنا عند المؤاخاة رفع النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يد عليٍّ عليه‌السلام، قائلاً: « عليٌّ أخي». وتستمر صلات المودَّة والإخاء بين محمَّد وعليٍّ عليه‌السلام من أجل إنجاح الرسالة الإسلامية ، وتوفير قدر أكبر من الضمان لمستقبلها.

حبّه للنبيّ :

كان الإمام عليه‌السلام يحبّ النبيّ حبّا استوعب نفسه ، وأخلص له في الودّ كأعظم ما يكون الودّ ، وقد سأله شخص عن مدى حبّه له قائلا : كيف كان حبّكم لرسول الله؟

فأجابه الإمام :

« كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وامّهاتنا ومن الماء البارد على الظّمأ ... ».(6)

ومن المؤكّد أنّه ليس في الاسرة النبوية ولا في الصحابة من يضارع الإمام في حبّه وإخلاصه للرسول؟ وكان من مودّته له أنّه أتى حائطا فقال له صاحبه : هل لك أن تسقيه ولك بكلّ دلو تمرة ، وسارع إلى سقيه فأعطاه صاحب البستان تمرا حتى ملأ كفّه منه ، فبادر إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأطعمه به.(7)

قيامه بخدمة النبيّ :

كان الإمام عليه‌السلام يتولّى رعاية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والقيام بخدماته حتّى أنّه إذا أراد القيام بادر فأخذ بيده ، وإذا أراد أن يجلس اتّكأ عليه.(8) ومن طرائف ما ينقل أنّ شخصا

وفد على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يستميحه ويطلب رفده فقال للإمام : « يا عليّ ، اقطع لسانه عنّي » ، ولم يفهم الشخص المراد من قول النبيّ صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله‌ وسلم فسار مع عليّ وقد استولى عليه الفزع والخوف ، فقال للإمام : أقاطع لساني أنت يا أبا الحسن؟ فقال الإمام له : « إنّي ماض لما أمرت به ».وسار الإمام حتى انتهى به إلى إبل الصدقة فقال له : « خذ ما أحببت » ، فسكن روع الرجل وفهم ما أراده النبيّ ، وعلّق الإمام على كلمة النبيّ بقوله :« أحسن مواربة سمعتها في كلام العرب ».(9)

وتولّى الإمام بإخلاص القيام بقضاء حوائج النبيّ ، وكان يعتلي بغلة النبيّ الشهباء ، ويسير في شعب الأنصار لتنفيذ ما عهد إليه.(10)

ومن أحد ألقاب الأمام المعروفة والتي كان يعرف بها هو خاصف النعل حيث كان يخصف النعل لأخيه ونبيه محمد(ص) والتي سنأتي عليها لشرحها في باب صلح الحديبية والتي تبين مدى حبه لنبينا الأكرم محمد(ص) وخدمته له. روحي له الفداء.

زواج النور من النورة

نأتي الآن إلى باب مهم مهم وهو باب زواج أمير المؤمنين(ع) من فاطمة الزهراء والذي يجب أن نبحث هذا الأمر لعظمة هذا الزواج والذي كان من السماء وبأمر من الله تبارك وتعالى وبمباركة منه لأن من ذريتهما الأئمة المعصومين النسلة الطيبة لنبينا الأكرم محمد(ص) وهم حجج الله في الأرض إلى يوم الدين، حيث كان زواجه روحي له الفداء من الحوراء فاطمة (ع) بأمر من السماء إذ قال رسول الله لعلي بينما كانوا في المسجد : هذا جبرائيل أخبرني أن الله قد زوجك فاطمة وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملك، فأي مكانة لأمير المؤمنين(ع) في السماء وعند الله ورسوله الذي يأتي أمر الله في تزويجه من الحوراء فاطمة الزهراء(ع)بنت رسول الله (ص) وبضعته الذي يغضب لغضبها ويفرح لفرحها وأي سر الهي في تزويج هذين القمرين لكي ينجبا عترة رسول الكواكب المنيرة الذين جاءوا من هذين النورين والذين هم الأئمة المعصومين حجج في الله في الأرض.

ولنأتي الى الحاثة بالتفصيل لزواج النورين (ع) حيث :

ففي العيون عن الحسين بن خالد عن المولى الرضا ( عليه السلام ) مسندا إلى أمير المؤمنين ، قال : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ! لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة وقالوا : خطبناها إليك فمنعتنا وزوجت عليا ؟ فقلت لهم : والله ما أنا منعتكم وزوجته ، بل الله منعكم وزوجه ، فهبط علي جبرئيل فقال : يا محمد ! إن الله  جل جلاله يقول : (( لو لم أخلق عليا لما كان لفاطمة ابنتك كفء على وجه الأرض ، من آدم فمن دونه)).

وفد تقدم لخطبتها أشراف العرب بدءً من أبو بكر إلى عمر وعثمان وحتى عبد الرحمن بن عوف  لأنه نسب وعظيم ما بعده نسب وفخر لكل العرب. ولكن كلهم تم رفضهم لماذا لأنه لايوجد كفء لفاطمة(ع) إلا علي وهذا مصداق لحديث سيدي ومولاي جعفر الصادق(ع)

وفي الأمالي قال الصادق ( عليه السلام ) في حديث : (( لولا أن أمير المؤمنين(عليه السلام ) تزوجها لما كان لها كفء إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم ومن دونه )) .

ولنثبت الحجة ونذكر ماقاله المحدثون في ذلك

وفي معاني الأخبار عن يونس بن ظبيان عن الصادق ( عليه السلام ) : « يا علي ! لولاك لما كان لها كفء على وجه الأرض » .

وجاء في حديث الأمالي عن يونس بن ظبيان بلفظ « إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم ومن دونه » .

وروي في كتب المخالفين : إنه « لولا علي لم يكن لها كفء » .

وقيل في معنى البتول : « إن فاطمة تبتلت عن النظير وعن الرجال » .

وروى محمد بن جرير الطبري الشيعي في كتاب « دلائل الإمامة » كلا المضمونين.(11)

ولنأتي لتحليل أسباب ها الزواج الكفء وما هي حيثياته فمن المعلوم أن الأمام علي(ع) هو نفس رسول الله كما في ذكر في آية المباهلة ولكن ليس على الحقيقة لأن التماثل بين الاثنين محال على أرض الواقع ولكن هو الاتحاد المجازي ومن خلال الطروحات فالنبي محمد(ص) اولى بالمؤمنين كما في قول الله تبارك وتعالى {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}. (12)

وأمير المؤمنين هو ولي كل مؤمن كما نص في ولايته صراحة في غدير خم وحتى في الكثير من احاديث الرسول (ص) وحتى في آية التصدق بالخاتم التي تقول {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.(13)

 فهذا نص صريح على ولايته ولهذا كان علي(ع) هو نفس الرسول ويماثله في كمالاته النفسية والرسالية ولكن لم ترتقي إلى مستوى النبوة ومن هنا كان الاتحاد بين النبوة والإمامة لترتقي الدرجة المثالية في الرسالة المحمدية وكانت الإفاضات الآلهية هي من هذا النوع على الاثنين.

ولنأخذ هذا التحليل من موقع الميزان ماذا يقول

"فكما كان أمير المؤمنين مساويا للنبي في كل شيء إلا النبوة ، فكذلك كانت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) مساوية وكفوا لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كل شئ إلا الإمامة والإطاعة بلحاظ الزوجية ، قال تعالى : ( الرجال قوامون على النساء ) وقال تعالى : وللرجال عليهن درجة ) أما في غير هذين الموردين ، فقد قال النبي(صلى الله عليه وآله ) في حق فاطمة ما قاله في حق أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، من قبيل قوله ( صلى الله عليه وآله ) « إنها روحي ونفسي وقلبي وبضعتي وثمرة فؤادي ونور بصري وفلذة كبدي وشجنتي ، وإنها مني وأنا منها » وغيرها مما ورد في كتب الفريقين مما لا يعد ولا يحصى .

فالإتحاد المعنوي النبوي والعلوي جار في وجود سيدة العصمة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، ( ولا شك أن فاطمة خلقت لأجل علي ، وأن عليا خلق لأجلها ، وأنهما كفوان ومتحدان لا يفترقان في عالم الأبدية بلا شائبة وريبة ) ". (14)

فهذين النورين قد خلقا قبل آدم في عالم النوار والملكوت ومن هنا كان لايد من أن يكون كفوئين فيما بينهما .

وفي الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) :« يا علي أنت نفسي التي بين جنبي، وفاطمة روحي التي بين جنبي » .

فأمير المؤمنين ( عليه السلام ) نفس النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وفاطمة روح النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد يقال : أن الروح أرفع وأعلى منزلة من منزلة النفس ، ولكن الروح والنفس متحدان في بعض الجهات ويحملان على معنى واحد ، أو أن هذه المقالات من الأمور الاعتبارية الإضافية ، فتطلق كما هي حسب الموارد إعظاما للمقام . لأن الروح والنفس واحدة تكمل الأخر.

{ويقول أحد العلماء المعاصرين : عيسى ( عليه السلام ) روح الله ، وفاطمة ( عليها السلام ) روح النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهذه النسبة إلى الساحة الإلهية دليل الأفضلية ، فيكون عيسى ( عليه السلام ) أفضل من فاطمة ( عليها السلام ) ، ثم إن مقام الذكورة أفضل من مقام الأنوثة ، والرجال أفضل من النساء ! ! ولكن هذه المرأة أفضل من رجال العالمين، تفوقهم جميعا شرفا وفضلا وأولوية ، وليس في عالم الأرواح والأنوار والعقول والنفوس عنوان الأنوثة ، وأشباح هذه الهياكل المقدسة تمتاز عن الأشباح الملكية الحسية الأخرى .

ويشهد لذلك الأحاديث المعتبرة المتواترة عن الأئمة البررة ( عليهم السلام ) ; منها ما روي في البحار : « كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يطيعها في جميع ما تأمره » وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يأمر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أحيانا فيقول : « يا علي أطع فاطمة ( عليها السلام ) » ويأمر فاطمة ( عليها السلام ) فيقول : « أطيعي عليا » .

وإنما يأمر عليا بطاعتها لعصمتها وصواب رأيها ولأنها لا تخطأ ، وكأن رأي فاطمة رأي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولذا قال ( عليه السلام ) : « عاشرت فاطمة تسع سنين ، فلم تسخطني ولم أسخطها ».

وهذه من  الخصائص الفاطمية والمزايا النبوية ، وسيأتي شرح الحديث في باب العترة الزكية إن شاء الله تعالى . ولذا كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - وهو أعظم الأولياء الكاملين والنفس المقدسة لحضرة خاتم المرسلين وسلطان العالمين - يباهي ويفتخر بزواجه بفاطمة الزكية ، وقد حرم الله عليه الزواج بغيرها ما دامت حية ، وجعلها كفوا لا كفو لها إلا علي ، فيكفي في جلالة قدر فاطمة أنها كفء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وأن النساء حرمت عليه مع وجودها .

ويكفي في جلالة قدر علي أن تكون كفوه امرأة كفاطمة في فخامة النسب وعظمة الحسب ، كفو لا ند له ولا نظير ، فهي الكاملة من جهات الإنسانية ، والمنزهة من النواقص ، صلوات الله عليها وعلى أبيها وعلى بعلها وعلى ولديها".(15)

تاريخ زواجهما(عليهما السلام) ومكانه
1 ذو الحجّة 2ﻫ، المدينة المنوّرة.
مجيء الإمام علي(عليه السلام) للخطبة
عن عليّ عليه السلام. قال:خطب أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فأبى رسول الله صلى الله عليه.

عند ذاك جاء الإمام علي(عليه السلام) إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو في منزل أُمّ سلمة، فسلّم عليه وجلس بين يديه، فقال له النبي(صلى الله عليه وآله): «أتَيْتَ لِحاجَة»؟
فقال الإمام(عليه السلام):
 « فداك أبي وأّمي إنّك لتعلم أنّك أخذتني من عمّك أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد وأنا صبيّ ... فغذّيتني بغذائك، وأدّبتني بأدبك، فكنت إليّ أفضل من أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد. في البرّ والشفقة وإنّ الله تعالى هداني بك وعلى يديك، واستنقذني مما كان عليه آبائي وأعمامي من الحيرة والشكّ، وأنك والله يا رسول الله ذخري وذخيرتي في الدنيا والآخرة يا رسول الله فقد أحببت مع ما شدّ الله من عضدي بك أن يكون لي بيت وأن يكون لي زوجة أسكن إليها، وقد أتيتك خاطباً راغباً أخطب إليك ابنتك فاطمة، فهل أنت مزوّجي يا رسول الله

نَعَمْ، أتَيتُ خاطباً ابنتك فاطمة، فهلْ أنتَ مُزوِّجُني»؟
قالت أُمّ سلمة: فرأيت وجه النبي(صلى الله عليه وآله) يَتَهلّلُ فرحاً وسروراً، ثمّ ابتسم في وجه الإمام علي(عليه السلام)، ودخل على فاطمة(عليها السلام) وقال لها: «إنّ عَليّاً قد ذكر عن أمرك شيئاً، وإنّي سألتُ ربِّي أن يزوِّجكِ خير خَلقه، فما تَرَين»؟.
فسكتت، فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يقول: «اللهُ أكبَرُ، سُكوتُها إِقرارُها»، فأتاه جبرائيل(عليه السلام) فقال: يا محمّد، زوّجها علي بن أبي طالب، فإنّ الله قد رضيها له ورضيه لها.(16)

ومن طريف مايذكر أورد هذه الحادثة لأخذ العبرة وهي :

وورد عن أنس بن مالك أن عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان تقدموا إلى النبي فقال عبد الرحمن للنبي(ص) :يا رسول الله تزوجني فاطمة أبنتك،وقد بذلتك لها من الصداق مائة ناقة سوداء زرق الأعين محملة كلها قباطي مصر،وعشرة آلاف دينار!!

وقال عثمان : وأنا أبذل ذلك،وأنا أقدم من عبد الرحمن إسلاماً!!.

فغضب النبي(ص)من مقالتهما فتناول كفاً من الحصى فحصب به عبد الرحمن وقال له ((إنك تهول بمالك))فتحول الحصى دراً فقومت درة من تلك الدرر فإذا هي تفي بكل ما يملكه عبد الرحمن.وهكذا كان الفشل لكل من تقدم لخطبة الزهراء(ع)راجعين وقد ود علموا أن في أمر زواجها سر من الأسرار.(17)

وفي جزئنا القادم سوف نستكمل هذا الزواج الذي كان مبارك من الله عز وجل لتكون لنا وقفات عدة مع هذا الزواج الميمون ونستكمل رحلتنا مع القبسات النورانية لسيدي ومولاي الأمام علي (ع) أن شاء الله إن كان لنا في العمر بقية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر :

1 ـ  يوم الاثنين لثمان ليالٍ خلون من شهر ربيع الأول ، وقيل : لليلتين منه ، وقيل : آخر يوم الخميس ، لاثنتي عشرة ليلة خلت منه. انظر الطبقات الكبرى ١ : ١٨٠ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤١.

2 ـ الطبقات الكبرى ١ : ١٨٥.

3 ـ سيرة ابن هشام ٢ : ١٠٩ ، الروض الأُنف/ السهيلي ٤ : ٢٤٤ ، تحقيق عبدالرحمن الوكيل ، دار إحياء التراث العربي ـ مؤسسة التاريخ ـ بيروت ، ط١ ـ ١٩٩٢م ، عيون الأثر ١ : ٢٦٥.

4 ـ [النجم: 3،4].

5 ـ الإمام علي ( عليه السلام ) سيرة وتأريخ ن اسلام الموسوي.سلسلة المعارف الإسلامية (32). ص 59.

6 ـ  خزانة الأدب ٣ : ٢١٣.

7 ـ مسند أحمد ٢ : ١٠٢.

8 ـ إعلام الورى : ١٨٧.

9 ـ  خزانة الأدب ١ : ١٥٤.

10 ـ  رسائل الجاحظ ٢ : ٢٢٢.

11 ـ موقع الميزان للدفاع عن فاطمة الزهراء(عليها السلام).

http://www.mezan.net/zahraa/khasaes/09.html

12 ـ [الأحزاب : 6]

13 ـ [المائدة : 55]

14 ـ موقع الميزان للدفاع عن فاطمة الزهراء(عليها السلام).

http://www.mezan.net/zahraa/khasaes/09.html

15 ـ نفس المصدر.

16 ـ الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين .سماحة آية اللّه العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازى تعريب: عبدالرحيم الحمراني. ص 42

17 ـ  اُنظر: إحقاق الحق 4/475، الأمالي للطوسي: 39. 


اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44678
Total : 100