Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الرهان الطائفي من جديد : لماذا .. والى متى ؟!
الثلاثاء, كانون الأول 3, 2013
ثامر عباس

 

لعل من أبجديات الواقعية السياسية وأولويات الممارسة الديمقراطية ؛ وقوع الاختلاف في المرجعيات الإيديولوجية ، وحصول الخلاف في المصالح الاقتصادية ، وبروز التناقض في المطالب الاجتماعية ، وانبثاق التعارض في التطلعات المستقبلية . فان حصل الإجماع على الأولى ، والتوافق على الثانية ، والتراضي على الثالثة ، والاقتناع على الرابعة ، تكون احتمالات سلاسة التعامل بين الأطراف المتنابذة ممكنة ، وشفافية التواصل بين القوى المتنافرة مرجحة ، إن لم تكن مؤكدة . والا فان التقاطع في الارادات ، والاضطراب في الذهنيات ، والاحتراب في العلاقات ، سيكون واقعا"لا مفر من مواجهته . وكما في كل مجالات الفعل الإنساني القصدي ، حيث تتطلب النضوج في الوعي وتستلزم المرونة في التعامل ، فان الانكفاء في التفكير الواقعي والنكوص في التدبير العملي ، قمين بقطع مسالك الحوار البيني وإغلاق قنوات التفاهم المشترك ، بحيث يطلق العنان لانفلات النوازع البدائية ، ويشرع المجال لهياج النزاعات العصبوية . وإذا كان ضيق الأفق وبلاهة التصور وسرعة الانفعال وديمومة الانغلاق ، هي من سمات التكتل المذهبي وقد استحال إلى تحزب طائفي ، فان تعصب الآراء وتطرف المواقف وعدوانية السلوك ، هي ما يميز الطائفية السياسية بعد أن حازت على السلطة واستولت على النظام - بقطع النظر عن الكيفية التي حققت بها تلك الحيازة وذلك الاستيلاء – بمعنى إن كل تكوين عصبوي مسوق ، بدافع الحفاظ على نقاءه السلالي / الشوفيني أو تميّزه الديني / التكفيري ، إلى إظهار علائم العزلة الاجتماعية على صعيد التواصل مع الآخر، والمماهاة السيكولوجية على مستوى التفاعل مع الذات ، طالما انه لا ينشد التعاطي السياسي المباشر لضمان حقوقه ، ولا يؤثر الحراك الحزبي الآني لصيانة مصالحه . ولكن حالما تغويه السلطة وتغريه المكاسب وتستهويه الامتيازات وتستدرجه التطلعات ، حتى تتحول وداعته الظاهرية إلى عدوانية شرسة لا تستكين ، وتنقلب مسالمته الشكلية إلى عنف أعمى لا يرحم . بحيث تتغير علاقات التحاور والتآصر إلى منطلقات للتشاجر والتناحر ، وتتبدل خطابات التصافي والتراحم إلى مثابات للتجافي والتخاصم ، للحد الذي يستحيل معه شريك الأمس إلى مشرك اليوم ينبغي استئصاله والتخلص منه . ولأن رهان الطائفية السياسية قائم على الاستئثار بغنيمة الدولة ، لا بصيغتها المؤسسية القائمة على حق الغير / الآخر في اعتلاء عرشها وامتلاك سلطتها ، على وفق مبدأ التداول السلمي والانتقال الحضاري ، وإنما بصيغتها الاستحواذية الممهورة بنزعة التسلط العصبوي والطغيان الفئوي . مما يعني إن أي تطلع مغاير يروم المشاركة في إدارة شؤون المجتمع ، أو أي نزوع مختلف يتوخى التقاسم في قيادة دفة الحكومة ، لا يلبث أن يواجه بوحشية وقساوة غالبا"ما تفضي إلى إراقة الدماء ، حتى وان كانت المطالب التي ينشدها معقولة والغايات التي يتوخاها مشروعة والأهداف التي يؤثرها مناسبة . والانكى من ذلك كله ، أنه كلما استذوقت الجماعات الطائفية طعم السلطة ، واستعذبت الإمساك بمقاليدها ، واستمرأت حمل صولجانها ، كلما استأذبت في الدفاع عن عرينها ، وكلما استوحشت في الردّ على كل من تعتقد بأنه ينافسها كعكتها ويشاركها غنيمتها . وهكذا فبعد أن أدركت رموز طائفيتنا السياسية ؛ إن الأمور بدأت تخرج عن نطاق سيطرتها التي كانت تظن أنها أبدية ، وان المؤشرات باتت تنذر بخطر عزلتها في محيطها الذي زعمت أنها تمتلك زمام توجيهه ، وأن المعطيات أضحت تؤكد هزال قبضتها على خيوط اللعبة التي توقعت أنها نسجتها بإحكام ، وان الناس الذين راهنت على سذاجتهم واستغلت عواطفهم وتلاعبت بعقولهم ضاقوا بها ذرعا"، على خلفية وئد آمالهم وانتهاك حقوقهم واستباحة حياتهم استفحال أزماتهم وتفاقم تناحراتهم وتزايد احتقاناتهم وتراكم همومهم . نقول إزاء كل هذه الانهيارات والتداعيات ، لم تجد تلك القوى المتخلفة أمامها من سبيل ، سوى العزف مجددا"على أوتار نغمتها الطائفية المقيتة ، والرهان مرة أخرى على بقايا تعاويذها الخرافية السمجة ، علّها تجد فيها ما ينقذها من رزايا هذه الورطة ويعيد لها اعتبارها الكاريزمي المتآكل . ولهذا نجد أنها تخلت عن كياستها المصطنعة وخلعت رداء تحفظها الفضفاض ، حيال زعمها الرامي إلى كونها جزء أساسي وليس الوحيد ضمن سبيكة الوحدة الوطنية ، وهي مكوّن حيوي وليس الأهم في إطار وحدة المجتمع العراقي ، وهي لون زاه وليس الطيف الأوحد ضمن موشور الشخصية العراقية . ولأنها لا تفقه مرمى السياسية ولا تفهم كنه السلطة ، فان النزعة الطائفية لا تنظر لفكرة الديمقراطية بعين الرضا ولا تقيم لها وزنا"، إلاّ وفقا"(لمبدأ الأكثرية) العددية الذي يعدّ صيغة من صيغ تجلياتها المتعددة ، فقط إذا كان يناسبها كوسيلة لامتطاء صهوة الدولة واعتلاء سدة السلطة ، والا فلتذهب الديمقراطية وما تشتمل عليه من قيم ومبادئ إلى الجحيم ، بالرغم من أن المتخصصين في حقول علم السياسة والمتفقهين في مجالات القانون الدستوري لم يألوا جهدا"– بضوء معطيات التجربة وتداعيات الممارسة – لإعادة النظر قي وجاهته النظرية ورجاحته العملية . بعد أن ثبت بالوقائع المرّة والفضائع الدامية ؛ إن الأغلبية المجردة من الوعي بالآخر كشريك والمنزوعة الإحساس بالغير كمواطن ، لا يمكن إلاّ أن تتصرف بوحي من غطرسة التفوق الكمي ونشوة الاقتدار بالحشد ، باعتبار إن (( نفسية الجماهير – كما جادل غوستاف لوبون – تبين لنا إلى أي مدى يكون تأثير القوانين والمؤسسات ضعيفا"على طبيعتها الغرائزية العنيفة . كما وتبين لنا إلى أي مدى تبدو عاجزة عن تشكيل أي رأي شخصي ما عدا الآراء التي لقّنت لها أو أوحيت إليها من قبل الآخرين . ولا يمكن للقواعد المشتقة من العدالة النظرية الصرفة أن تقودها . وحدها الانطباعات التي يمكن توليدها في روحها يمكن أن تجذبها )) . ولعل هناك من يعترض علينا بالقول – وهو بذلك محق بلا أدنى ريب – انه إذا كان الحال هكذا مع تمظهرات سيكولوجيا الجمهور المستقطب عنصريا"والحشود المجيشة مذهبيا"، فكيف ، يا ترى ، تسنى لها تحصيل الوعي بأسباب الحيف الواقع على كاهلها ، واستشفاف بواعث المعاناة التي تتجرع مرارتها ، بحيث شرعت – بعد أن نفظت أيديها من أمكانية الإصلاح والتغيير – بسحب البساط من تحت أقدام الكيانات الطائفية ، التي كانت تمحظها الولاء المطلق وتضفي عليها طابع القداسة ، والتعاطي معها باعتبارها رمزا"من رموز التخلف وعنوانا"من عناوين الانحطاط ، متوخية بذلك إجبارها على تبديل سياساتها المتطرفة وتحويل مواقفها المتعصبة ، وإلزامها ، من ثم ، على الإقلاع عن نهجها الاستئثاري والتخلي عن خياراتها الاقصائية ، كما ألمحنا سابقا"؟! . الواقع إن الذي حمل تلك القوى الطوائفية لاستنهاض حميتها واستنفار طاقاتها ، لم يكن بأي حال من الأحوال مبعثه تطور فاهمة الجمهور بمصادر مشاكله واستيعائه لجذور أزماته ، بحيث تطلب إعادته إلى حضيرة الإذعان للطقوس المفبركة والخنوع للمقدسات المزعومة ، بقدر ما كان تعبيرا"عن إدراك تلك القوى / الكيانات لواقعة ؛ إن سبل التهدئة التي فرضت عليها وأساليب الترقب التي سيقت إليها ، لم تعد تتماشى ونزوعها الرامي إلى إحكام قبضتها في الهيمنة السياسية ، وتوسيع مدى قدرتها في الاحتواء الاجتماعي ، وتشديد صرامة إجراءاتها في التنميط الفكري ، بعد أن برزت إلى الساحة العراقية دعاوى – ولن نقول قوى أو تيارات – تنازعها بالأقوال لا بالأفعال وتتشاطر معها بالادعاء لا بالمصداقية ، للمطالبة بتصحيح مسار العملية برمتها ، وفقا"لاستحقاقات (مبدأ التوافق) الذي لا ينم بحد ذاته عن جوهر الفكر الديمقراطية ، بقدر ما يشي عن تبعات نظام المحاصصة سيء الصيت . وهو ما يرجح احتمالات بقاء الأوضاع المضطربة قائمة واستمرار الظروف المأزومة سائدة ، إن لم تزداد تفاقما"واستفحالا"من وجهة نظر المستقبل . وهنا تظهر ، للمرة الثانية ، تلك القوى مقدار الجهل الذي تتمتع به حيال قوانين الصراع وسذاجة التصور الذي تحمله إزاء أواليات التفاعل ، التي لا مناص من أن تتمخض عن تصادم الارادات وتضارب الغايات وتعارض الخيارات وتناقض الرهانات ، بحيث أنها لم تعد تستشعر مخاطر تمسكها برهان (الطائفة الكبرى) ، وإصرارها على التخندق خلف دهاليز الذهنية التعصبية . مشيحة بوجهها عن متطلبات واقع وخصوصيات مجتمع ، أثبت التاريخ وبرهنت الجغرافيا وأكدت الثقافة ، إن العراق لا يمكن أن يحكم باسم ؛ دين / طائفة ، أو عنصر / قومية ، أو قبيلة / عشيرة ، أو منطقة / جهة ، كائنا"ما تكون أهمية المزدوج الأول ، وحجم المزدوج الثاني ، وأسبقية المزدوج الثالث ، واعتبار المزدوج الرابع . ذلك لأنه وطن الجميع بلا مرجعيات طائفية ، وتاريخ الجميع بلا اثنيات عنصريات ، وهوية الجميع بلا ولاءات فرعية ، وخيمة الجميع بلا انتماءات هامشية . لذلك كم يغدو سؤال ؛ إلى متى وعلى ماذا تراهن الجماعات الطائفية ، نافلا"ولا محل له من الإعراب ، في ضوء تزاحم المعطيات وتراكم الشواهد التي تثبت أن تلك الجماعات ، وان هي شرعت بالاستحالة من طور الاستكانة إلى طور الاستبانة ، معلنة ركوبها موجة السّعار الطائفي مجددا"، على وفق أساليب التهييج النفسي والتحشيد الرمزي ، التي تتقن فنونها وتبرع في ممارستها . إلاّ أنها لا تعي إن كيدها سيرتد إلى نحرها إن عاجلا"أم آجلا"، لا بمنطق الوعي الاجتماعي والتنوير الفكري – فتلك على أية حال مسألة يطول انتظارها – وإنما بضرورات السياسة ومقتضيات الاجتماع .  

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.38164
Total : 101